أسقطت البحرين، أمس الاثنين، الجنسية عن المرجع عيسى أحمد قاسم، بتهمة «خلق بيئة طائفية متطرفة»، مشددة في الوقت نفسه، على استمرارها في الإجراءات والتدابير الهادفة إلى حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار، وسط دعم عربي كبير للمملكة في تلك الإجراءات.
ونقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» عن وزارة الداخلية في بيان أصدرته، أمس، أن عيسى «اقحم المنبر الديني في الشأن السياسي لخدمة مصالح أجنبية، وشجع على الطائفية والعنف، وأنه على تواصل مستمر مع منظمات خارجية وجهات معادية للمملكة». وأكدت الوزارة أن البحرين ماضية قدماً لمواجهة قوى التطرف كافة، والتبعية لمرجعية سياسية دينية خارجية، سواء تمثل ذلك في الجمعيات، أو أفراد يخرجون عن واجبات المواطنة والتعايش السلمي، ويقومون بتعميق مفاهيم الطائفية السياسية وترسيخ الخروج على الدستور والقانون، وكل مؤسسات الدولة، وشق المجتمع طائفياً، سعيا لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبية».
وتابعت الوزارة أنه: «بناء على ذلك، فقد تم إسقاط الجنسية عن عيسى أحمد قاسم الذي قام منذ اكتسابه لها بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، حيث لعب دوراً رئيسياً في خلق بيئة طائفية متطرفة وعمل على تقسيم المجتمع تبعاً للطائفة، وكذلك تبعاً للتبعية لأوامره».
وأوضحت، أن قاسم تبني الثيوقراطية، وأكد التبعية المطلقة لرجال الدين في الخارج، من خلال الخطب والفتاوى التي يصدرها، مستغلاً المنبر الديني الذي أقحمه في الشأن السياسي لخدمة مصالح أجنبية، وشجع على الطائفية والعنف، كما رهن قراراته ومواقفه التي يمليها بصورة الفرض الديني من خلال تواصله المستمر مع منظمات خارجية وجهات معادية للمملكة، ويقوم بجمع الأموال من دون الحصول على أي ترخيص».
وأكد مجلس الوزراء البحريني، استمرار الحكومة في إجراءاتها وتدابيرها الهادفة إلى حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار وتصحيح مسار العمل السياسي وحمايته من الانحراف، أو الاستغلال.
ووجه المجلس الشكر إلى دول مجلس التعاون التي أيدت المملكة في إجراءاتها لحماية أمنها واستقرارها.
وأكد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال استقباله لرئيسي مجلس النواب والشورى، وعدداً من النواب أن البحرين قادرة بتلاحم شعبها وتماسكه على أن تحفظ أمنها واستقرارها.
وأعرب ممثلو الأديان والمعتقدات في المملكة، عن تقديرهم لما تمنحه البحرين من حرية الممارسات والمعتقدات الدينية، كما أكدوا رفضهم لجميع أعمال العنف التي ترتكب باسم الدين، وجميع أشكال الطائفية والعداء والإقصاء والتمييز.
وقال صلاح الجودر «إمام وخطيب مسجد»، إن المملكة كانت، ولا تزال واحة التعايش الديني، فيما أكد القس هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية في البحرين أن: البحرين تتميز عن بقية دول العالم في احتضانها الأديان والمذاهب كافة.
وأشار رجل الأعمال وممثل الجالية اليهودية في البحرين، إبراهيم نونو إلى أن «الديانة اليهودية كانت في البحرين منذ عقود كثيرة ولم تجد أي مضايقة في ممارسة شعائرها، بل تعد نموذجاً مثالياً لاحتضان الأديان كافة».
وأعربت مصر عن دعمها الكامل لكل الإجراءات التي اتخذتها البحرين مؤخراً في مواجهة محاولات زعزعة استقرارها الداخلي وسلامها الاجتماعي.
وأعرب نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، في بيان، عن دعمه للإجراءات القضائية التي اتخذتها البحرين، بشأن تنظيم عمل الجمعيات والتنظيمات الأهلية. وأكد دعم المشروع الإصلاحي للعاهل البحريني، ورفضه لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للمملكة.
ورحبت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية بالإجراءات البحرينية ضد الجمعيات والتنظيمات المثيرة للفتن المذهبية والطائفية، بما يصون وحدتها ونسيجها الاجتماعي.
وفي ردود الفعل، هدد قائد في الحرس الثوري الإيراني حكومة البحرين بحرب أهلية.
وقال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء، إن التعرض لحرمة الشيخ قاسم هو خط أحمر لدى الشعب، ولن تبقي مثل هذه الممارسات خياراً للشعب إلا المقاومة.
وزعم حزب الله اللبناني أن ذلك القرار ستكون له «عاقبة وخيمة».
المصدر: الخليج