«البرتغال» خامس برلمان أوروبي يعترف بدولة فلسطين

منوعات

أقر البرلمان البرتغالي بأصوات الغالبية البرلمانية وقسم من المعارضة، أمس، توصية تدعو الحكومة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتقترح المذكرة، التي اشترك في تقديمها اليمين الوسط الحاكم والحزب الاشتراكي، أبرز أحزاب المعارضة: «الاعتراف، بتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، بدولة فلسطين على أنها دولة مستقلة وتتمتع بالسيادة».

واعتبر النواب أيضا أن على الحكومة «الاستمرار في التشجيع على الحوار والتعايش السلمي بين دولتين ديمقراطيتين: إسرائيل وفلسطين»، مضيفين أن «المفاوضات وحدها تضمن الأمن والسلام في هذه المنطقة».

وسارع روي ماشيت، وزير الخارجية البرتغالي، إلى القول أمام النواب إن الحكومة البرتغالية «ستختار الوقت الملائم» للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأضاف أن «الحكومة البرتغالية تتجاوب مع دعوة البرلمان وستختار الوقت الملائم للاعتراف بالدولة الفلسطينية «حتى يتعايش الإسرائيليون والفلسطينيون بصورة دائمة وبطريقة سلمية».

ويندرج التصويت في البرلمان البرتغالي في إطار حركة شاملة في أوروبا، غداة مبادرة مماثلة لمجلس الشيوخ الفرنسي بعد أيام على مبادرة للجمعية الوطنية. كما تبنى النواب الآيرلنديون أيضا الأربعاء الماضي مذكرة تطالب حكومتهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد البريطانيين والإسبان والفرنسيين.

في غضون ذلك، نظمت حركة حماس مسيرات حاشدة، أمس، في قطاع غزة بمناسبة الذكرى الـ27 لانطلاقتها.

وخرج في مخيم جباليا شمال قطاع غزة مئات الفلسطينيين للمشاركة في المسيرة بعد أدائهم صلاة الجمعة، حاملين رايات حماس الخضراء، وشعارات من بينها «غزة تنتصر» و«القدس تقاوم». واشتبك أنصار حماس في مدينة الخليل بالضفة الغربية مع جنود إسرائيليين خلال المسيرة، بعد أن رشق عشرات من الشبان الفلسطينيين الجنود الإسرائيليين بالحجارة، ورد الجنود بقنابل الغاز، وغيرها من الوسائل لتفريق الحشود الغاضبة. وفي قطاع غزة خرج عشرات الآلاف في المسيرة في أكبر استعراض للتعبير عن للتأييد للحركة، وخاطبهم إسماعيل هنية، القيادي في حركة حماس في غزة، بكلمات حماسية، مؤكدا أن الحركة مستعدة دائما لمواجهة العدو.

وقال المكتب الإعلامي لحماس شمال قطاع غزة إن هذه المسيرة ضمت «100 ألف» من عناصرها، وأكد فتحي حماد القيادي في الحركة ووزير داخلية حكومة حماس السابقة، خلال كلمة له في المسيرة، إن «آلاف الشباب تقدموا للانضمام إلى جيش كتائب عز الدين القسام، وجندت القسام الكثير منهم»، وطالب الدول العربية «بدعم الحركة بالمال والسلاح، حتى نتمكن من تجنيد المزيد من أبنائنا».

وشارك في هذه المسيرة إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس السابقة، إلى جانب عدد من قياديي الحركة.

وفي مسيرة مماثلة أقيمت في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، قال محمود الزهار، القيادي البارز في حماس، في كلمة له خلال المسيرة: «كما حررنا غزة وأقمنا فيها سلطة وطنية حقيقية، وكما وضعنا فيها أجهزة أمنية عينها على العدو، سنكرر نفس تجربة غزة في الضفة الغربية، تمهيدا لوصولنا لكل فلسطين». وأضاف مشددا «سننتصر ونحرر كل فلسطين، ومن يظن أننا قد نقبل بدولة بحدود 67 ونعترف بإسرائيل، واهم ولا يعرف من نحن». كما دعا «حركة فتح في غزة والضفة إلى مد أيديهم إلى إخوانهم هنا وهناك، ويجب أن نكون شركاء في تحرير فلسطين، وألا تكونوا معطلين».

وعادة ما تنظم حماس مهرجانا مركزيا في ذكرى انطلاقتها، إلا أنها أعلنت هذا العام إلغاء مهرجانها «انسجاما مع الأوضاع المعيشية لأهلنا في القطاع، وفي ظل الحصار الخانق، وتأخير الإعمار المتعمد من السلطة والعدو الصهيوني»، بحسب ما أعلنت الحركة في بيان سابق.

من جهة ثانية، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعمه لمصر في مواجهة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك في مقابلة نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية مقتطفات منها أول من أمس. وقال عباس: «نحن أيدنا كل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات المصرية لإغلاق الأنفاق (بين مصر وقطاع غزة)، ومنع تهريب الأسلحة والأشخاص ما بين غزة وسيناء، وسنؤيد كل إجراء يحمي مصر من أي مخاطر».

ومنذ عزل الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، تتهم السلطات المصرية حماس بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وتشتبه أيضا بأن ناشطي حماس يقدمون دعما إلى الجهاديين المتطرفين، الذين يكثفون هجماتهم على قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء.

وأضاف عباس موضحا: «إذا ثبت أن أفرادا أو جماعات من حماس قد تورطت في أعمال إرهابية ضد مصر فمن حقها ملاحقة ومعاقبة هؤلاء».

وكانت السلطات المصرية قد باشرت بإقامة منطقة عازلة عند الحدود بين سيناء وقطاع غزة، وأعلنت الحكومة أن هذا الإجراء سيتيح إزالة الأنفاق التي تستخدم لتهريب الأسلحة وعبور الجهاديين. وتتبنى الاعتداءات على قوات الأمن المصرية مجموعات جهادية تؤكد أنها ترد عبرها على قمع أنصار مرسي.

لشبونة: «الشرق الأوسط»