اقتحم مئات من المحتجين في محافظة البصرة العراقية، أمس، مركزاً ثقافياً، كان يعتزم نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي، زيارته وإلقاء كلمة فيه أمام تجمع عشائري وشيوخ ووجهاء من أبناء المحافظة، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر خلال لقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد، استمرار الدعم الأمريكي لهذا البلد الذي يخوض معركة استعادة الموصل من الإرهابيين، وفق مسؤول عراقي.
وذكر مصدر أمني بمدينة البصرة أن «نوري المالكي غادر قاعة المركز الثقافي النفطي بمدينة البصرة عقب اقتحامها من قبل المحتجين». وأضاف أن «القوات الأمنية قامت بتطويق قاعة المؤتمر». وشهدت مدينة البصرة في ساعة مبكرة صباح أمس مظاهرات شعبية حاشدة طالبت نوري المالكي بمغادرة المدينة على الفور وسط شعارات تندد بزيارته وتحمله المسؤولية وراء الأوضاع التي شهدتها البلاد طوال فترة حكمه، وتسليمها إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
وعلى مدى الأيام الأربعة الماضية، تعرّض المالكي، في محافظتي «ميسان» و«ذي قار»، إلى موجة احتجاجات واسعة خلال زيارته لهما. ويتهم أنصار المالكي أحزاباً صغيرة داخل الائتلاف الوطني الذي ينتمي إليه حزب الدعوة بزعامة المالكي، بأنها هي التي تقف ضد هذه التحركات معتبرين أن هذه الأحزاب لا قيمة لها في الحياة السياسية. ومنع مئات المتظاهرين، الجمعة، المالكي من إلقاء كلمة بمدينة العمارة (مركز محافظة ميسان) بعد أن طوّقوا الفندق الذي يقيم فيه.
من جهة أخرى، قال سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم مكتب العبادي إن المحادثات بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأمريكي «تركزت على العمليات الجارية لتحرير الموصل والمناطق المتبقية في محافظة نينوى». كما شملت «سبل التواصل وتعزيز التنسيق بين العراق والولايات المتحدة وبين العراق والتحالف الدولي» وفقاً للمتحدث. وتابع، إن كارتر «أكد الاستعدادات التي تتواصل لإنجاز النصر النهائي في هذه المعركة على المستوى العسكري وتحقيق الاستقرار في المدن المحررة». وأكد الحديثي أن «هذا كان جزءاً أساسياً في الحوار خلال اللقاء» الذي أكد الدعم المستمر من الولايات المتحدة والتحالف الدولي للعراق على مستوى التدريب والتسليح والتجهيز للقوات العراقية. وأشار إلى استمرار الدعم كذلك على مستوى مساندة ومساعدة الحكومة العراقية في الجانب الإنساني، وملف إعادة الاستقرار. وكان «البنتاغون» ذكر في بيان أن وزير الدفاع الأمريكي وصل إلى العراق أمس في زيارة لبحث الخطوات المقبلة في الحرب ضد «داعش». وأشار إلى أن كارتر سيجري محادثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، كما سيلتقي الجنرال ستيف تاونسند، قائد العمليات الدولية المشتركة.
إلى ذلك، دعا ائتلاف «متحدون» بزعامة نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، الحكومة والأجهزة الأمنية إلى فتح تحقيق «دقيق» في حادثة مقتل النائب عبدالعظيم العجمان، فيما نعت لجنة العشائر النيابية النائب العجمان، ووصفته بالشخصية الوطنية المعتدلة التي فقدها السلم المجتمعي في العراق.
وقال الائتلاف في بيان، إنه تلقى «بألم وأسف بالغين نبأ وفاة النائب عن محافظة البصرة الفيحاء عبدالعظيم العجمان، إثر حادث مؤسف على طريق الناصرية البصرة»، مبيناً أن «المغفور له كان مثالاً للخلق والتسامح وأسهم في العمل النيابي بشكل فعال ونشط لخدمة شعبه الكريم». ودعا الحكومة والأجهزة الأمنية إلى «إجراء تحقيق دقيق بملابسات الحادث وإعلان النتائج بأسرع وقت».
المصدر: الخليج