الأسبوع الماضي، نظمت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة محاضرة للأستاذ إبراهيم البليهي عنوانها: «كيف يكون للجهل علم». لم أعرف عنها إلا قبل وقت قصير من بدئها عن طريق رسائل هاتفية من الأستاذ البليهي والزميل محمد الحمادي.
كان الحضور قليلاً قياساً بالحضور المعتاد في كثير من فعاليات أبوظبي الفنية والثقافية. وما أن بدأت مع الزميل محمد الحمادي بنشر مقتطفات من محاضرة البليهي على تويتر حتى جاءت أسئلة كثيرة، من أبو ظبي ودبي، تسأل عن مكان المحاضرة مستغربة عدم الإعلان مسبقاً عنها.
قارنت ذلك الحضور الضعيف بحضور الشباب للفعاليات الثقافية التي تقام في بعض المقاهي ذات الصبغة الثقافية، في دبي وأبو ظبي، ويمكنني القول إن «المقهى الثقافي» يمكن أن يكون أكثر جاذبية لحضور الشباب.
الزميلان سلطان العميمي وجمال الشحي ينظمان، من وقت لآخر، أنشطة ثقافية في مقهى جميل في أبو ظبي. غالبية الحضور هم شباب يحبون الكتابة والحوارات الثقافية. إنهما يستخدمان أسلوب تفاعلي – شبابي – في إدارة الحوار خلال تلك الفعاليات بطريقة ممتعة يطير معها الوقت من دون ملل.
تمنيت لو أن منظمي محاضرة البليهي استفادوا من تجربة العميمي والشحي في استثمار قنوات التواصل الاجتماعي، تويتر بشكل خاص، في الإعلان عن أنشطتهم الثقافية و«الترويج» لها.
علينا أن نتعلم فنون «تسويق» النشاط الثقافي وإلا بقي الوسط الثقافي يخاطب نفسه! لم تعد الطرق التقليدية في تنظيم الفعاليات الثقافية جاذبة لجمهور الثقافة، خصوصاً من الشباب، في زمن المقاهي الثقافية وتقنيات التواصل الجديدة.
ولهذا أتمنى على وزارات الثقافة في بلداننا أن تدعم أفكار ومشروعات الشباب الثقافية تلك التي تخاطب جمهور الثقافة من الشباب بلغة العصر وإمكاناته!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٦٨) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٠-٠٥-٢٠١٢)