أعلنت قيادة قوات التحالف العربي مساء أمس الالتزام بقرار وقف إطلاق النار في اليمن اعتباراً من منتصف ليل الأحد 10 أبريل وحتى الساعة 12 من ظهر اليوم التالي لانتهاء مشاورات الكويت المقرر أن تبدأ في 18 أبريل، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بحق الرد في حال قيام مليشيا الحوثي والقوات الموالية لها بخرق القرار. وقال بيان نقلته «وكالة الأنباء السعودية» إنه استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المتضمن النص الآتي «بناءً على ما أبلغناه لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بموافقتنا على وقف إطلاق النار بتاريخ 10 أبريل تمهيداً للمشاورات التي ستجرى في الكويت بتاريخ 18 أبريل، فإن الحكومة اليمنية قررت إعلان وقف إطلاق النار بتاريخ 10 أبريل، وأن يستمر إلى الساعة 12 من ظهر اليوم التالي من تاريخ انتهاء المشاورات في الكويت ما لم يتم الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار، وستقوم الحكومة بإبلاغ قيادة قوات التحالف عن التمديد في حالة الاتفاق عليه، مع احتفاظ قوات التحالف بحق الرد في حال قيام مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بخرق وقف إطلاق النار».
وأضاف البيان «وانسجاماً مع الجهود التي ترعاها حكومة المملكة العربية السعودية التي تهدف لإيجاد تهدئة شاملة ووقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي والقوات الموالية لها لحقن الدماء ومواصلة إدخال مواد طبية وإغاثية للمحافظات والمناطق المتضررة، وبما يدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد أجواء إيجابية تمهيداً لإطلاق المشاورات في الكويت، فإن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (23:59) بتاريخ 3 رجب 1437 الموافق 10 أبريل 2016، مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار». وتابع البيان: «إن قيادة التحالف إذ تعلن ذلك لتؤكد استمرارها في دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب. والله نسأل أن يكلل تلك الجهود بالنجاح إنه ولي ذلك والقادر عليه».
واحتدمت المعارك العنيفة بين قوات الشرعية اليمنية ومتمردي الحوثي والمخلوع صالح في بلدة المتون بمحافظة الجوف وبلدة صرواح في محافظة مأرب قبل ساعات من السريان المرتقب لقرار وقف إطلاق النار الذي تم تأجيله 24 ساعة. وأعرب نائب رئيس الوزراء اليمني عبد العزيز جباري عن أمل الحكومة في أن تتحول الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، لافتا إلى تخصيص كل من الحكومة والمتمردين لجنة عسكرية لرصد الخروقات والتجاوزات التي قد تعترض الهدنة، ستعملان تحت مراقبة الأمم المتحدة، إضافة إلى إنشاء 3 غرف عمليات للمراقبة إحداها في مقر المفاوضات في الكويت.
وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في الجوف فضل ناجي حنش لـ «الاتحاد» إن مليشيا الحوثي وصالح شنت هجوما على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة «مزوية» جنوب بلدة المتون المجاورة لمدينة الحزم عاصمة المحافظة المتاخمة لحدود السعودية. وأضاف «نكث الحوثيون الاتفاق مجددا وهاجموا المواقع ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة». مؤكدا مقتل وجرح عشرات المتمردين في المواجهات، ومشيرا إلى أن قوات الشرعية تقدمت خلال الاشتباكات واقتربت من «سوق الاثنين» (سوق شعبي رئيسي يتوسط المتون).
وشن طيران التحالف العربي خمس غارات على الأقل استهدفت تجمعات للمليشيا في المتون، وأصاب بعضها منازل استولى عليها المتمردون بعد نزوح ساكنيها. وأعلنت المقاومة في الجوف أسر عدد من «الحوثيين» في كمين استهدف مركبة عسكرية كانت تقلهم في بلدة الغيل المجاورة. وقالت في بيان إن عناصر من الجيش الوطني والمقاومة استولوا أيضا على أسلحة ومركبة عسكرية لمتسللين إلى مواقع في جبل ايبر جنوب غرب الغيل.
وتواصلت المعارك العنيفة أيضا بين قوات الشرعية والمتمردين في محيط صرواح غرب مأرب. وشنت مقاتلات «التحالف» 7 غارات على مواقع وتجمعات في جبل هيلان التي أكدت المقاومة الشعبية أنها شهدت مقتل عشرات الحوثيين في المعارك. وذكر مركز «سبأ» الإعلامي التابع للمقاومة أن 21 جثة تابعة للمتمردين لا تزال مرمية في هيلان بالقرب من المواقع التي دارت فيها المواجهات، مؤكدا تقدم قوات الشرعية وسيطرتها على 4 مواقع جديدة. واكد المقدم عبدالله حسن المتمركز في صرواح التزام قواته وقف النار، وقال «سنحترم وقف إطلاق النار»، محذرا في الوقت نفسه من انه «إذا اعتدوا (المتمردون) علينا، سيعود الوضع لما كان عليه سابقا». واستمرت الاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل بين قوات الشرعية والمتمردين في مناطق غرب بلدة نهم، شمال شرق صنعاء. ووصفت مصادر في المقاومة الاشتباكات بالعنيفة مع تقدم قوات الشرعية صوب منطقة مسورة المجاورة لجبل نقيل بن غيلان الاستراتيجي، المدخل الشرقي الرئيس للعاصمة. واستهدفت سبع غارات للتحالف مواقع للمتمردين في نهم وعلى الطريق المؤدي إلى بلدة بني حشيش المجاورة، المتاخمة للعاصمة.
إلى ذلك، حذر المجلس العسكري الذي يقود المقاومة الشعبية في تعز من مخطط للمتمردين للسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن. وقال المتحدث باسم المجلس العقيد منصور الحساني إن هناك حشودا ضخمة للمتمردين في بلدة الوازعية في طريقها إلى بلدة ذوباب المجاورة ومنها إلى مضيق باب المندب. وأضاف «من المؤكد أن المتمردين يسعون للسيطرة على مضيق باب المندب ومواصلة عملياتهم العسكرية إلى الجنوب، والدلائل على الأرض تشير إلى أنهم لن يلتزموا باتفاق وقف إطلاق النار». ودارت اشتباكات عنيفة في بلدة ذوباب الساحلية بين قوات الشرعية والمتمردين. كما تواصلت المعارك بين الطرفين في تعز ومناطق عدة في المحافظة. واحتدم القتال في الجبهة الغربية للمدينة حيث سيطرت قوات الشرعية على مواقع جديدة بالقرب من معسكر اللواء 35 مدرع والمطار القديم وفي منطقة وادي الضباب القريبة. وقال الناطق باسم المجلس العسكري إن المتمردين يتمركزون في مواقع قريبة من مواقع المقاومة. وقصفت مقاتلات التحالف أمس مواقع للمليشيات في منطقة الشريجة الواقعة جنوب شرق تعز على الحدود مع محافظة لحج، وأصابت ضربات جوية تجمعات في بلدة كرش الحدودية. وفي محافظة البيضاء، قال مسؤولون وسكان إن أكثر من 20 شخصا قتلوا في معارك في منطقتي السوادية والزاهر.
المصدر: صحيفة الإتحاد