مع احتفال الإمارات بالنسخة الـ26 من يوم البيئة الوطني أمس الأول، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تأكيد التزام الدولة بحماية البيئة ومواردها لما فيه صالح الأجيال القادمة والبشرية قاطبة. فقد أكد سموه بأن «التزام دولة الإمارات بحماية البيئة ودعم العمل الدولي لتحقيق الاستدامة، راسخ ومستمر وفاعل لمصلحة شعبها وخدمة البشرية».
يكتسب احتفال هذا العام زخماً كبيراً في رحاب «عام الاستدامة» الذي أطلقه سموه، حفظه الله، على عامنا هذا، وعلى بُعد أشهر من استضافة إمارات الخير والمحبة لمؤتمر الأطراف حول المناخ «COP28». كما أن أطلاق شعار «من أجل مستقبل مستدام» على يوم البيئة الوطني لهذا العام جاء مواكباً لعام الاستدامة وللاستضافة الإماراتية للحدث العالمي، وتأكيداً لذلك الالتزام، امتداداً للإرث الخالد للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد والإنسان الذي أولى مبكراً أهتماماً خاصاً وعميقاً لكل ما يتعلق بحياة البشر والأرض وكل الكائنات والموارد عليها وبما يحقق الاستدامة لها.
كما يمثل الاحتفال بالمناسبة بهذا الزخم حجم الالتزام والتأكيد الإماراتي على مواصلة جهود ومبادرات العمل البيئي والمناخي ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة لصالح الأجيال القادمة، ويمثل كذلك سانحة للتعريف بهذه الجهود خاصة في ما يتعلق بالحد من تداعيات وتأثيرات التغير المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية واستثمارات الدولة ومشروعاتها ومبادراتها في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، خاصة الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وذلك استعداداً لمخرجات «COP28» الذي تحرص فيه الإمارات على توحيد جهود العالم للخروج بقرارات وأفعال ملموسة تحقق التطلعات المنشودة لسلامة الكوكب الذي نعيش فيه.
لقد نفذت الإمارات العديد من المبادرات النوعية في هذا المجال، فإلى جانب الاستثمارات الضخمة في الطاقة النظيفة والمتجددة والمشاريع المرتبطة بها قُدمت حلول متكاملة داخل الدولة وخارجها ومنها مبادرة زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030 في إطار مبادرات تحقيق الحياد الكربوني وإزالة المخلفات والنفايات في المناطق الطبيعية البرية والبحرية وأيضاً برامج ومبادرات الحد من استهلاك الأكياس والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام لمرة واحدة، ناهيك عن تجربة المدن المستدامة.
وتقف تجربة مدينة «مصدر» أنموذجاً ساطعاً لرؤية الإمارات للاستدامة، وهي تحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» كأول مقر لمنظمة دولية في منطقتنا العربية وآسيا وشمال أفريقيا ليمثل صورة من صور التقدير الدولي للإمارات ورؤية قيادتها الحكيمة للمستقبل.
المصدر: الاتحاد