كثيراً ما تقترن فكرة التسامح في عديد من المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية، ذلك لأن التسامح بالعموم يشمل نواحي الحياة كافة، ويمثل حجر الأساس في بناء المجتمعات الآمنة والمطمئنة.
التسامح في الإمارات جزء لا يتجزأ من القوة الناعمة للدولة، يقوم على الحوار النشط والصادق بين الجميع، بحيث يعتادون تبادل الأفكار والمعلومات الصحيحة، والاستماع باحترام إلى أفكار وآراء الآخرين، والعمل على التعايش معهم في صداقة وأخوة ومحبة وسلام باختلاف أطيافهم.
كن متسامحاً معطاءً على الدوام ترى نور الله في كل شيء من حولك، ونعيماً لا يبصره إلا من سامح وأحسن الظن بالله، فروعة الإنسان ليس بما يملك بل بما يمنح، فما أجمل أن تكون كالمطر حيثما وقع نفع.
في وقتنا الحالي يعتبر التسامح من أهم المواضيع التي يجب التركيز عليها؛ نظراً لدوره الكبير وأثره الإيجابي والفعّال في حياتنا في ظل ما يواجهه العالم من مشكلات عديدة وأزمات وحروب انعكست آثارها السلبية على البشرية جمعاء، وجعلت العالم بأسره بأمسّ الحاجة إلى التسامح بكل ما تحمله الكلمة من معنى والعمل على تطبيقه قولاً وفعلاً، ويعد ضرورة حتمية لتحقيق مصالح الأفراد والمجتمعات ككل.
لنشر التسامح بالمعنى الصحيح نحتاج لمواقع تواصل اجتماعية ملتزمة بالمبادئ والخطوط العامة التي حددها (الدليل الإرشادي لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي في الجهات الحكومية لدولة الإمارات العربية المتحدة)، تعتبر كمنصة لتعزيز ونشر التسامح، وتقدم هذه المنصة أدلة إرشادية حول كيفية استخدام أدوات التواصل الاجتماعي على نحو مسؤول وآمن وفعّال، بهدف التواصل مع كافة الأطياف ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والتعاون معهم في تصميم وتنفيذ الأنشطة والبرامج والخدمات الحكومية التي تخدم وتعزز قيمة التسامح.
وذلك في إطار انتشار استخدام أدوات التواصل الاجتماعي على مختلف المستويات، وبث رسائل توعوية تستهدف تعزيز قيم التسامح عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وترسيخ آداب وأخلاقيات التصرف المسؤول في استخدام الإنترنت واحترام الطرف الآخر وتجنب الإساءة للآخرين والابتعاد عن السلوكيات السلبية في استخدام الفضاء الرقمي وتجنب خطاب الكراهية وسلوكيات التمييز والعنصرية وإثارة النعرات الطائفية والدينية والالتزام بقانون وأحكام الدولة واحترام خصوصيات الآخرين، والتسامح تجاه ما يصدر من الآخرين والإيجابية في التعامل والحرص على تقديم الأفضل وتمثيل دولة الإمارات بأحسن صورة والمناشدة لتطوير محتوى رقمي أكثر إيجابية.
وبالتالي تهدف هذه المنصة إلى توضيح العلاقة وسياسة التواصل لتعزيز الفائدة المتبادلة من هذه الأدوات، فضلاً عن المحافظة على سُمعة الدولة، والإجابة عن استفسارات المتابعين بطريقة احترافية وفورية، وفق ضوابط وسياسات استخدام أدوات التواصل الاجتماعي المبيّنة في هذه المنصة.
المصدر: البيان