الفرح ورباعية السعادة

الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤

كلنا ننشد الفرح بإصرار، إنه شعور لا يمكننا أن نخترعه أو أن ندعيه. شعور يعرفه المحب في حضرة محبوبه، واللاعب لحظة انتصاره، والمبدع أمام ما صنعت يداه، إنه إحساس يستولي علينا، إنه قوة تهزنا. ومن أفضل طرق الفرح تقوية الروابط مع الأصدقاء والعائلة، فمن المحتمل أن تكون هذه العلاقات أكثر تجارب الفرح. انعكاس السعادة على الشخص ومحيطه بشكل إيجابي يساعده على الاستمتاع بالحياة، وبناء علاقات سليمة، ويصبح نقطة جذب للمحيطين به. من المعروف أن الفرح ضروري لصحة الفرد وصحة من حوله، فهو يبعد الخوف الذي يزيل شعوره بالأمان، لكن هل يمكن للإنسان أن يجد لحظات الفرح حتى في الأوقات الصعبة؟ كثير من علماء الاجتماع يعتبرون الفرح صناعة، فهو يحتاج إلى مهارة وملكات نفسية واجتماعية يستطيع الإنسان من خلالها تعطيل المساحة السوداء من حياته، فيطمئن إلى المساحة البيضاء من السعادة والتفاؤل، ليعقد الصلح مع الذات ويحقق السلام الداخلي والأسري، ويعتبر هذا أحد مفاهيم الذكاء العاطفي. كذلك لابد من تعويد النفس على «التغافل الذكي»، فليس كل أمر يستحق الوقوف عنده حتى لا يتشتت تركيزنا على الفرح، لأن كثيراً من المحن تحمل في طياتها كثيراً من المنح، والإنسان الذكي هو الذي يستطيع أن يقتنص المنح من المحن. إليكم نظرية أطلقت عليها «رباعية السعادة»، إن تحققت، يستطيع الإنسان العيش بسلام نفسي واجتماعي، ويستطيع من…

حكم بسلام ورحل بسلام

السبت ١٤ مايو ٢٠٢٢

رحيل الأحباب موجع فعندما تسامرنا ذكرياتهم تتبعثر أرواحنا وتضيق أنفسنا شوقاً وحنيناً لجمال تفاصيلهم. رحل رجل من أغلى الرجال وقائد من أعظم القادة قائد استثنائي قدم الكثير لشعبه وبلاده وأمته حتى صارت نموذجاً للتطور في المنطقة والعالم. فقدنا حبيباً كان لنا خير الوالد ونعم القائد حكم بسلام ورحل بسلام. نعم فالأمة العربية فقدت أحد رموزها المخلصين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، فقدت زعيماً حكيماً وهب حياته لبلاده ومد أيادي الإمارات البيضاء بالبناء والدعم والتعاون لسائر الدول، وذلك في امتداد لتاريخ طويل من العطاء لدولة الإمارات العربية المتحدة أرساه والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حكيم العرب. فدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها، تبنت نهج العطاء والإنسانية وتقديم الخير للجميع دون مقابل عبر جهود شهد بخيرها الجميع، وحظيت بتقدير دول العالم التي أشادت بحجم هذه الجهود وأهميتها في تخفيف الأعباء عن كاهل الكثيرين. وسطر فقد الوطن صفحات من الخير والنماء وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة في عهده نهضة وحداثة يشهد لها القاصي والداني. وسيظل عطاء المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، محفوراً في ذاكرة العرب والمسلمين. خيم الحزن وعم في كل أرجاء الدولة والوطن العربي والعالم بعد الإعلان عن وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان،…

الآداب الطبية

الأربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠

إن أهم ما يتصف به المرء سواء كان إنساناً عادياً أو طبيباً نظامياً هي الأخلاق الحميدة. لذلك يجب على كل فرد مهما كانت عظمته ومهنته أن يتحلى بتلك الصفة المثالية. فالله سبحانه وتعالى وصف نبيه خير المرسلين صلوات الله وسلامه عليه بقوله تعالى في قرآنه المجيد «وإنك لعلى خلق عظيم»، فالدين الإسلامي الحنيف يأمر بالتحلي بالأخلاق الحسنة والفضائل الكريمة لكل إنسان، ومن باب أولى أن يتحلى بتلك الصفات الطيبة الطبيب الذي بين يديه حياة مريضه. كتبت عدة مؤلفات عن الآداب الطبية وواجبات الأطباء وحافظت على تعاليم أبي الطب «أبقراط» وأدخلت عليها بعض التحسينات. فالطبيب في رأي أبقراط هو الذي اجتمعت فيه مجموعة صفات: أن يكون تام الخلق حسن الذكاء جيد الروية خيّر الطبع، وأن يكون حسن الملبس نظيف البدن والثوب، وأن يكون كتوماً لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم، وأن تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة، وأن يكون حريصاً على التعليم والمبالغة في منافع الناس، وأن يكون سليم القلب عفيف النظر صادق اللهجة، وأن يكون مأموناً ثقة على الأرواح والأموال لا يصف دواء قاتلاً، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه. ومن واجبات الطبيب ألا يرهق نفسه فلجسده عليه حق، وألا يرهق المريض بالمصاريف غير الضرورية كإجراء الفحوصات غير اللازمة له مثل التحاليل…

اتحاد الإمارات إنجاز مستدام

السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٠

دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل في الثاني من ديسمبر من كل سنة بذكرى قيام الاتحاد، والذي يوافق هذا العام ذكراه الـ49، وقد أحدث هذا الاتحاد نمواً شاملاً وارتقى بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً، وذلك بفضل حكمة الآباء المؤسسين لكيان الدولة وعلى رأسهم قائد الوحدة وباني نهضة الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد تطوراً سريعاً وإنجازات مستدامة مذهلة في جميع أشكال الحياة. وتكمن أهمية اتحاد دولة الإمارات في الإنجازات التي وصلت إليها الدولة، إذ تنافس الدول المتقدمة في كافة المجالات، عدا عن كونها الأولى على المستوى العربي في تحقيق مجموعة من الإنجازات والنجاحات، أبرزها إنجازات الإمارات في مجال الفضاء. وكان لتلاحم القيادة والشعب الفضل في تمكين دولة الإمارات من تحقيق الإنجازات العظيمة التي تفتخر بها بين الأمم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والعلمية والثقافية، بسواعد كوادر إماراتية مؤهلة تعمل بجد وإخلاص من أجل تعزيز موقع دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة في عالم يشهد كل يوم، بل كل ساعة، المزيد من التطور والتقدم، مما يقتضي الحرص الدائم على التطور والابتكار وعدم التوقف عن التقدم إلى الأمام. دولة الإمارات تؤمن بمدى أهمية السلام في حياتنا، وعليه لم يقتصر التلاحم والاتحاد على أبناء الإمارات فقط، بل للمقيمين فيها…

التسامح الإماراتي

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٠

التسامح هو أحد سُبل تعزيز العلاقات الاجتماعية والتعايش بين الأفراد، وتعدّ الإمارات نموذجاً فريداً للتعايش والانفتاح على الآخر، خاصة أن 200 جنسية تعيش على أرضها بكل محبة وتسامح، وهو الأمر الذي يجعلها تستحق لقب دولة التسامح دون أي منازع. سر نجاح المجتمع الإماراتي ليس التطور الاقتصادي فقط، بل قيامه على أسس التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف الفكري، إلى جانب الاهتمام بالآخر، فأصبح الجميع يعيش كأسرة واحدة، وهو الأمر الذي نجم عنه تحقيق السعادة والتميز. التسامح في الإمارات امتداد لمسيرة طويلة نراها في المعاملة الحسنة بين المقيم والمواطن والزائر، فالإمارات حفرت اسمها عميقاً على خريطة العالم بوصفها صانعة التميز في الإنجاز مع بصمة خاصة بالجودة والتفرد، إذ تتقن تحقيق الوعود وتجسيد الطموحات واقعاً ونجاحات على الأرض، لتحصد ثقة عالمية بلا حدود، وتواصل مسيرة الإنجاز والنجاح التي لطالما رسمت ملامح تاريخها وحاضرها ومستقبلها. ولقد أطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أحدث دورات برنامج «فرسان التسامح» عن بعد، ويركز البرنامج على توظيف قيم ومفاتيح التسامح لتأهيل الشباب على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأسرية، كي يكونوا مؤهلين لمواجهة كل الأزمات والتحديات، ويحققوا أحلامهم وطموحاتهم، بحيث تتكامل مع القدرات والمهارات أثناء فترة التزام المنزل والعمل عن بعد والتباعد الاجتماعي. التسامح في دولة الإمارات أساس متين قامت عليه، ونهج ثابت سعت القيادة الحكيمة…

اكتئاب طفولة

الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٩

الاكتئاب مجموعة من المشاعر تصيب الطفل «الحزن واليأس والقلق والأفكار الانتحارية والغضب الشديد والرغبة في الجلوس بمفرده والبعد عن الأسرة والأصدقاء، الحساسية للرفض والانتقاد، فقدان الشهية، اضطرابات في النوم مثل: الأرق أو النوم لساعات طويلة، آلام في المعدة، صداع. وعدم الرغبة في مشاركة الأطفال الآخرين في الأنشطة واللعب». وعندما تتوفر 5 أعراض من الأعراض السابقة خاصة الحزن، اليأس، تغير المزاج، وإذا استمرت هذه الأعراض لمدة أسبوعين، عند ذلك يمكن أن نقول إن الطفل يعاني اكتئاباً. لذلك على الأسرة أن يستشيروا الطبيب للتأكد من أن الطفل ليس مصاباً بأي مرض آخر، فقد يحتاج إلى علاج نفسي ودوائي أو الاثنين، فالاكتئاب ليس مزاجاً عابراً ولن يزول بدون علاج. الاكتئاب عند الأطفال هو اضطراب شديد في الحالة المزاجية يمكن أن يسلب السعادة من حياة الطفل. من الطبيعي أن يكون الطفل متقلب المزاج أو حزيناً من حين لآخر. لكن إذا استمرت هذه المشاعر لأسابيع أو أشهر، فإنها قد تشكل علامة على الاكتئاب. من علامات الاكتئاب لدى الأطفال في سن المدرسة هي فقدان الثقة بالنفس. حيث إنهم يشعرون بأن كل ما يفعلونه غير جيد بما فيه الكفاية. أما لدى الأطفال الأكبر سناً والمراهقين فهي اللامبالاة تجاه أنفسهم والمحيطين بهم، وقد لا يرغبون بالذهاب إلى المدرسة كما أنهم من المحتمل أن يبدوا عدم اهتمامهم بالأنشطة والحياة.…

التسامح الإلكتروني

الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٩

كثيراً ما تقترن فكرة التسامح في عديد من المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية، ذلك لأن التسامح بالعموم يشمل نواحي الحياة كافة، ويمثل حجر الأساس في بناء المجتمعات الآمنة والمطمئنة. التسامح في الإمارات جزء لا يتجزأ من القوة الناعمة للدولة، يقوم على الحوار النشط والصادق بين الجميع، بحيث يعتادون تبادل الأفكار والمعلومات الصحيحة، والاستماع باحترام إلى أفكار وآراء الآخرين، والعمل على التعايش معهم في صداقة وأخوة ومحبة وسلام باختلاف أطيافهم. كن متسامحاً معطاءً على الدوام ترى نور الله في كل شيء من حولك، ونعيماً لا يبصره إلا من سامح وأحسن الظن بالله، فروعة الإنسان ليس بما يملك بل بما يمنح، فما أجمل أن تكون كالمطر حيثما وقع نفع. في وقتنا الحالي يعتبر التسامح من أهم المواضيع التي يجب التركيز عليها؛ نظراً لدوره الكبير وأثره الإيجابي والفعّال في حياتنا في ظل ما يواجهه العالم من مشكلات عديدة وأزمات وحروب انعكست آثارها السلبية على البشرية جمعاء، وجعلت العالم بأسره بأمسّ الحاجة إلى التسامح بكل ما تحمله الكلمة من معنى والعمل على تطبيقه قولاً وفعلاً، ويعد ضرورة حتمية لتحقيق مصالح الأفراد والمجتمعات ككل. لنشر التسامح بالمعنى الصحيح نحتاج لمواقع تواصل اجتماعية ملتزمة بالمبادئ والخطوط العامة التي حددها (الدليل الإرشادي لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي في الجهات الحكومية لدولة الإمارات العربية المتحدة)، تعتبر كمنصة لتعزيز ونشر…