كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
يقال إنه لا يمكن محاربة الفكر إلا بفكر مضاد، بمعنى أنه لا يمكنك أن تنتصر على الآراء مهما كانت إلا ببث وطرح آراء مضادة، وهذا صحيح، بل هي حقيقة شبه مسلم بها تماماً، المعرفة كنز، وهدف نسعى للحصول عليه، لأن المعرفة والسعي نحوها ستقود نحو الحقيقة ببساطة متناهية، ولعل هذا الجانب حاول ابن رشد تأكيده عندما قال: «سعيت دوماً نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله ليس هناك طريقة أفضل من أن أبحث عن المعرفة والحقيقة».
المشكلة دوماً، والتي يجب الحذر منها تقع في جانب مهم نغفل عنه دوماً، وهو الخلط الواضح بين نشر قيم المعارف والآراء المتنوعة المتصالحة مع الأفكار المتطرفة والمتعصبة، التي تستغل التسامح لتعرض نفسها، وبالتالي تجردت من الرأي الحر، لأن تكوينها يقوم على الحركة الدافعة بقوة وقسوة لانتشارها، تستغل الخداع والكلمات البراقة في جمع الحشود، والتأثير عليهم وتجنيدهم لخدمتها، لكن هل يمكن لأي فرد انضوى تحت لوائها أن يتركها في أي لحظة؟ وإذا هيمنت على أي مجتمع هل سيكون لأفراد هذه المجتمعات حرية التماهي والتماشي معها أو نبذها والابتعاد عنها؟
بطبيعة الحال ستكون الإجابة: لا، والأمثلة في الواقع المعاصر عديدة ومتنوعة، فالقاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية كان واضحاً أنها تقوم على أفكار متطرفة، لا يمكن فسح المجال لها تحت قيم حرية الرأي، لأنها وببساطة متناهية هي لا تؤمن بهذا المبدأ، وتحارب التسامح، وتفتك بتبادل المعارف، ولا تريد إلا صوتها القاسي العنيف هو المسيطر، إذن هنا لا مجال للحديث عن حرية الرأي وتبادل المعارف.
ليس الحديث هنا عن أفكار لإقامة مشاريع تنموية حياتية حضارية، فالجميع متفقون على الهدف وهو التطوير والتحديث، لكن اختلفوا في كيفية تنفيذ هذا الهدف، الذي يحدث مع الأفكار المتطرفة أنها تختلف في الجوهر والهدف بشكل جذري وتام، إذا كنت تريد الحياة فهي تريد الموت.
المصدر: البيان