كاتب سعودي
أعان الله الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، فأمامه غابة ملتفة من المشكلات التعليمية، وهو الآن يرأس قطاعاً هائل الحجم، يُدار بالبركة، وتتركز فيه قوى موجّهة تعتقد أن التعليم قطاعها وملكيتها، وتحسب أنه لا سلطة ولا تغيير عليه، فإن كان المسؤول المصلح مثل الوزير قادراً على جوانب مادية، مثل الكتاب والمبنى والأثاث، فإن المعلم والإداري مشكلة مزمنة شبه مستعصية، لأن الجانب البشري صعب التغيير، وغير إيجابي الاستجابة في محاولات التغيير السابقة، ويجب ألا نغفل قناعة الطالب، والطالبة، وثقتهما بالتغيير، فهم أولاد وبنات بعضهم كبير السن وبنى رأياً حول مدرسته، والتغيير الذي سيصيبها، فإذا تبنى رأي معلمه السيئ، فقد اعترض على التغيير.
التعليم يعني تنمية وطن، وعبث المؤدلجين يذهب ضده، وبالتالي ضد الوطن ونتوقع من سموه أن يضرب بيد قوية، وألا يجامل في ترك معلمين وإداريين يغرّرون بتلاميذهم.
ومع ذلك ففي التعليم عناصر بشرية إدارية، وتربوية مفكرة ومستنيرة، وتستطيع موازنة الكفة، وأكثر في حال دعمها، وتشجيعها لتفتح للطلاب والطالبات أبواب العلم والمعرفة، والتفوق وعدم كبتهم بإلغاء جوانب الترفيه من رياضة وفنون أدائية منوعة، وتشجيعهم على إبداع ترفيههم بأنفسهم عن طريق تشجيع المواهب، واستقطاب أساتذة في الفنون والرياضة لتغيير الوجه الكئيب للتعليم الذي فرضه البعض عليه لتوجيهه وتدمير عقول الشبيبة.
علينا أن نقرّ أن العقد الماضي استجاب لدعوة خادم الحرمين للتطوير وخطا التعليم خطوات موفقة لكننا بحاجة للمزيد، ولا بد من خطوات أوسع، ومن هذه الخطوات الأوسع استباق التنفيذ بمعنى أن من تظهر عليه أعراض التطرف من أفراد التعليم طالباً، أو معلماً يحال لتأهيل خاص للعلاج وليس لفكر مشابه للمناصحة، فالفكر لا يعدل شبيهه لكن علوم تعديل السلوك النفسي كفيلة بحلول ناجعة.
المصدر: الإقتصادية