أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات هي باستمرار الوقوف إلى جانب مصر. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم في جلسة رئيسية خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري: مصر المستقبل” الذي يقام في شرم الشيخ خلال المدة 13- 15 مارس 2015.
واستهل معاليه كلمته بتوجيه الشكر إلى جمهورية مِصر العربية قيادةً وحكومةً وشعباً على حفاوتهم الكبيرة، وضيافتهم الكريمة، مؤكداً على عمق العلاقات بين الامارات العربية المتحدة ومصر والتي أرسى ركائزها المغفور له بإذن الله، الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تستمر بالنمو والتطور يوماً بعد يوم في ظل القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
وأوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر أن التوجيهات السامية من القيادة الرشيدة كانت ولا تزال الوقوف دوماً إلى جانب مصر، وأنه في أعقاب فترة عدم الاستقرار التي مرت بها مصر منذ نهاية 2010 وحتى يونيو 2013، كانت هناك انعكاسات سلبية على الاستقرار والاقتصاد في مصر، وتم تأسيس مكتبٍ تنسيقي قام بالتواصل مع الحكومة المصرية لبحث أفضل الطرق لتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبيّن أنه بعد اجتماعاتٍ ونقاشات عديدة، تم الاتفاق على تنفيذ مجموعة من مشاريعِ البنيةِ التحتية التي تركّز على قطاعاتٍ حيوية تشمل الطاقة، والإسكان، والأمن الغذائي، والتعليم والتدريب المهني، والرعاية الصحية، والنقل والمواصلات، وأنه تم اختيار هذه القطاعات تحديداً لتحقيق نتائج ملموسة يستفيد منها المواطن المصري البسيط بأسرع وقت ممكن.
وأكد بأن توجيهات القيادة في دولة الإمارات كانت “بأن نعتمد نموذجاً فريداً لضمان السرعة والكفاءة والفعالية في الإنجاز وذلك من خلال الحضور على أرض الواقع، والتشمير عن سواعدنا، والعمل يداً بيد مع أشقائنا في مصر”. وأدى هذا النموذج في العمل إلى تحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية ملموسة، حيث توفرُ هذه المشاريع نحو 900 ألف فرصة عمل، ما بين مؤقتة ودائمة، وتسهم في خدمة نحو 10 ملايين مواطن مصري.
وأشاد معاليه “بروح التعاون بين الأشقاء في مصر، والمكتب التنسيقي الإماراتي، حيث ساهمت هذه الروح الايجابية في تحقيق تقدم كبير خلال فترة وجيزة، وتم تسليم نسبة كبيرة من المشاريع، والتي شملت أيضاً التعاون في إعداد خطة لتنشيط الاقتصاد ووضعه على مسار النمو المستدام.
وأوضح بأن مؤتمر دعم وتنمية مصر المستقبل ليس غايةً بحدِّ ذاته، وإنما هو محطةٌ ضمن خطةٍ شاملةٍ لبناء “مِصرَ المستقبل”، وما هو إلا خطوةٌ واحدة من العديد من الخطوات التي تهدف لدعم وتنمية الاقتصاد المصري.
وقال: “من خلال مستوى وحجم ونوعية المشاركة، أستطيع أن أقول أن هذا المؤتمر قد نجح في تحقيق هدفيه الرئيسيين. ففي الجانب السياسي، تم بالأمس التأكيد على اهتمام المجتمع الدولي بمِصر وبدورها المحوري في المنطقة. وفي الجانب الاقتصادي، تم التأكيدُ بأن مِصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء اقتصاد مستدام.
وأضاف: “علينا جميعاً الوقوف مع مصر، لأن أمنَها واستقرارها وازدهارها هو ضمانٌ لأمنِ واستقرار وازدهار المنطقة”.
وأكد معاليه أن الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي باشرت بها الحكومة المصرية قد بدأت بالفعل تعطي نتائج إيجابية، موضحاً بأن صندوق النقد الدولي أجرى مشاورات المادة الرابعة، وبأن المؤشرات العامة لتقريره كانت إيجابية وداعمة لخطط مصر الاقتصادية.
وقال الدكتور الجابر في كلمته: “إن ضمان النمو الاقتصادي المستدام، يتطلب استمرار تدفق الاستثمارات الخارجية.
وأود هنا التنويه بالمشاريع المهمة التي تمَّ وسيتمُّ الإعلان عنها في شرم الشيخ. وأهنئ أعضاء مجتمع الأعمال الذين بادروا إلى إطلاق هذه المشاريع. فهؤلاء هم المستثمرون الذين يدركون أهمية الدخول المُبكِر إلى الأسواق الواعدة، كما هو الحال في مصر الآن”.
وأضاف بأن مصر تشهد حالياً ورشة عمل حقيقية تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة الحكومة وأبناء الشعب المصري، حيث بدأنا نلمس روحاً جديدة للمبادرة والتطوير والإنجاز”.
وأكد أنه من المهم أن يركز المشاركون في المؤتمر على استكشافِ سُبُلِ تعزيزِ الشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف. ومن المهم أيضاً الالتزام بالواقعية والتفاؤل، والتركيز على الطاقة الايجابيةِ البنّاءة.
وأعرب عن ثقته بأن المؤتمر قد حقق نجاحاً كبيراً من خلال اجتماع نخبة مرموقة من الزعماء السياسيين، وقادة قطاع الأعمال، والمؤسسات متعددة الأطراف، لبثِّ روح الثقة والتفاؤل بمِصر المستقبل. وأكد أن “ما نشهدهُ هنا هو مجرد نقطة البداية لبناء مصر الجديدة، وعلى مجتمع الأعمال أن يلتزم بالاستثمارات طويلة الأمد، كما يجب أن تستمر الحكومة المصرية في تنفيذ الإصلاحات التي بدأتها، وبكفاءة عالية، لأن التنفيذ الفعليّ هو عاملٌ حاسمٌ للنجاح. وشدد على أن نجاحَ مِصر وازدهارها هو حجر الزاوية لرؤيةٍ أكبر وأشمل: رؤيةٌ للوسطيةِ، والنمو، والاستقرار، والازدهار لمِصر المستقبل ولكاملِ منطقتنا”.
واختتم بتوجيه الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر، متمنياً النجاح والتوفيق للجميع.