أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس أن الأزمة مع قطر «مشكلة أصغر بكثير من اللجوء إلى الحل العسكري وهو غير مطروح على الإطلاق»، موضحاً انها استجابت لخمسة من المطالب التي اشترطتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لإنهاء المقاطعة، فيما تحاول الدوحة إحياء الوساطة الكويتية بعدما وصل النظام القطري إلى طريق مسدود خارجياً.
وقال الجبير خلال لقاء في برنامج «هنا العاصمة» على التلفزيون المصري، إن قطر نفذت بعض الشروط ومنها توقيعها مذكرة تفاهم مع أميركا عن تمويل الإرهاب بعدما كانت ترفض توقيعها منذ سنوات، كما سمحت بوجود مسؤولين أميركيين في البنوك القطرية، وغيّرت قوانينها لتسمح باستلام أدلة من خارج قطر إذ كانت ترفض في السابق.
كما قلّصت الدعم لمنظمات متطرفة في سوريا وليبيا، ما يساعد في إيجاد حل سلمي لهاتين الأزمتين، إضافةً إلى تقليص الدعم لـ«حماس» ما فرض على الحركة تسليم غزة للسلطة الفلسطينية.
وأكد الجبير أن الأزمة مع قطر «صغيرة جداً جداً ولا يجب أن نكبر من حجمها أكثر من ذلك، فهناك الكثير من القضايا العربية الأخرى التي تستحق اهتمامنا، كما أنها مشكلة أصغر بكثير من اللجوء إلى الحل العسكري وهو غير مطروح على الإطلاق».
ونفى الجبير أن يكون الرباعي العربي محاصرا لقطر كما تدعي الدوحة، وذلك لأن الحصار يعني وجود طائرات حربية فوق الأجواء القطرية وسفن حربية، مشددا على أن الإجراءات المتخذة تندرج في إطار المقاطعة فقط.
إلى الكويت
في الأثناء، وصل شقيقا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت أمس في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، لكنها تأتي على الأرجح بعد فشل كل رهانات الدوحة الخارجية. وقالت الوكالة، إن جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير قطر وجوعان بن حمد آل ثاني.
وصلا في زيارة للبلاد حاملين رسالة شفوية من تميم إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأشارت إلى أنه كان في استقبالهما بالمطار نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.
يأتي هذا التحرك بعد أن أعلنت السعودية أن مسألة قطر باتت أمراً صغيراً جداً، لاسيما أن المطلوب واضح ويتجسد في وقف دعم الإرهاب. وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الأحد، إن أزمة قطر أمر صغير جداً، وتوجد أمور أهم من ذلك، كالخطر الإيراني على الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، والأزمة السورية، وليبيا، واستقرار اليمن، والتنمية الداخلية وتطبيق رؤية 2030 في المملكة، والإصلاح، مشدداً على ضرورة ألا نشغل بالنا بموضوع قطر.
طريق مسدود
وتأتي زيارة مبعوثي تميم إلى الكويت، فيما أوصلت الدوحة كل الوساطات بما فيها الوساطة الكويتية إلى طريق مسدود على خلفية قفز قطر على كل الجهود ولجوئها إلى واشنطن لعقد قمة في كامب ديفيد على أمل الخروج من ورطتها وفي رهان من جانبها على ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والتي فرضت المقاطعة عليها.
ولم تدخر الكويت جهداً في تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة، لكن التعنت القطري والإصرار على المكابرة وازدواجية الخطاب القطري الرسمي، أثر على ما يبدو على الجهود الكويتية.
ويبدو أن زيارة مبعوثي تميم للكويت تستهدف إعطاء دفع لجهود الوساطة الكويتية بعد تحركات قطرية خارجية فشلت على الأرجح في استقطاب دعم دولي وانتزاع مبادرات أجنبية لإنقاذ الدوحة من ورطتها.
ولم تجد حملة العلاقات العامة التي قادها مسؤولون قطريون في الفترة الماضية من خلال جولات خارجية شملت أوروبا والولايات المتحدة، في الالتفاف على مسببات الأزمة ولم تهدأ الهواجس الغربية حيال دور قطري تخريبي في المنطقة.
ودعت العديد من القوى الغربية إلى ضرورة حل الأزمة عبر الحوار، لكنها أكدت في المقابل تفهمها للهواجس العربية والخليجية ولسلسلة الإجراءات التي اتخذتها للجم الممارسات القطرية.
شروط
تجدر الإشارة إلى أن الدوحة أفشلت كل جهود الوساطة السابقة، حيث رفضت الاستجابة للمطالب المشروعة والمحقة التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، متذرّعة بأنها تشكل مساساً بقرارها السيادي.
المصدر: البيان