أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أن طهران ترتكب الكثير من الأعمال الإرهابية في عدد من مناطق العالم، مشيراً إلى أن مشاكل الشرق الأوسط بدأت منذ الثورة الخمينية في إيران عام 1979، في وقت أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا أن الوضع هناك هو الأسوأ منذ أربعة أعوام، محذراً من تقسيم البلاد.
وقال الجبير خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، إن إيران دربت العديد من الخلايا الإرهابية، كما نفذت عمليات إرهابية عدة حول العالم، مشدداً على أن السعودية ستواصل الضغط على إيران من أجل تغيير سلوكها.
وفي معرض الحديث عن الانتهاكات الإيرانية، تساءل الجبير: «ألم تقم إيران بتدريب وإدارة الخلية التي قامت بتفجير الأبراج في المملكة عام 1996». وأضاف إن «السعودية لم تنفذ أي اعتداء على أحد خلافا للسياسة الإيرانية». وأردف: «نعمل مع شركائنا في الخليج وفي العالم لعزل إيران».
وأشار الجبير إلى أن «النظام الإيراني حاول زعزعة استقرار سوريا والعراق واليمن ولبنان». وأضاف إن «إيران توفر أكثر من 90 في المئة من المتفجرات التي تستخدم في الاعتداءات».
ورأى وزير الخارجية السعودي أن مشاكل المنطقة بدأت مع ثورة الخميني عام 1979. كما تطرق إلى إيواء إيران لعناصر القاعدة، وتقديمها الملاذ لأسامة بن لادن. وشدد أن على إيران الالتزام بالقوانين الدولية والأعراف إذا أرادت أن نتعامل معها كدولة طبيعية.
وفي الموضوع اليمني، أكد الجبير أن «الحكومة الشرعية في اليمن تحقق نجاحات في مختلف المجالات، ونحن نعمل مع عشرات المنظمات الإنسانية لتوفير المساعدات للشعب اليمني». وعبّر عن تطلع السعودية إلى التعاون مع المبعوث البريطاني الجديد لليمن.
تحذير
من جهته، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن الوضع الحالي في سوريا هو «الأسوأ منذ أربعة أعوام» داعياً إلى إنقاذ الشعب السوري.
وقدم دي ميستورا في حلقة نقاش ضمن أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، صورة قاتمة عن الأوضاع في سوريا قائلا إنه «قلق للغاية» لاسيما الوضع في حلب إلى جانب مناطق أخرى تشهد تصعيدا في أعمال القتال.
وناشد الدول الفاعلة في سوريا اللجوء إلى الحلول السياسية، مؤكدا أنه «لم يعد ممكنا الحديث عن حرب بالوكالة لأن جميع الدول الفاعلة في النزاع السوري موجودة فعلياً على الأرض».
ونبه دي ميستورا إلى مخاطر تقسيم سوريا قائلا انه «من الضروري الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والحؤول دون بلقنتها» في إشارة الى ضرورة عدم تكرار حال التفتت التي شهدتها منطقة البلقان.
واعتبر المسؤول الأممي انه «لا بديل» عن الحلول السياسية، الأمر الذي سيتمخض عنه في أحسن الأحوال العبور إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة.
من جانبه، قال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري في حلقة النقاش ذاتها إن الهيئة ملتزمة بالحل السياسي على أساس مخرجات «جنيف 1»، مضيفاً: «المشكلة تبدأ وتنتهي» بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر الحريري أن «المشكلة في نظام الأسد لأنه يتحمل مسؤولية قتل 500 ألف سوري 95 في المئة منهم من المدنيين، وكذلك تشريد 11 مليون سوري، ستة ملايين منهم نازحون، وخمسة ملايين لاجئون».
واتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي، وقال إن «نظام الأسد أفلت من المحاسبة بسبب الفيتو الروسي» في مجلس الأمن الدولي. وأضاف إن «نظام الأسد فاقد للشرعية لأنه فقد السيطرة على 50 في المئة من الأراضي السورية، ولأن نصف الشعب السوري يعيش في مناطق لا يسيطر عليها والنصف الآخر الذي يعيش تحت سيطرته يؤيده تحت النار».
اختتام
اختتم مؤتمر ميونيخ أعماله أمس، بعد مشاركة عشرات من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والدفاع من أنحاء العالم لتنسيق المواقف الدولية في مواجهة التحديات الأمنية بالعالم.
المصدر: البيان