أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن قوات الجيش حررت ثلاثة أرباع قضاء تلعفر من سيطرة «داعش» منذ انطلاق عمليات «قادمون يا تلعفر» قبل أسبوع. وأكد بيان لوزارة الدفاع أن قوات الجيش انتزعت السيطرة على أحياء المدينة البالغ عددها 29 من التنظيم المتشدد، مشيراً إلى استمرار القتال في العياضية، وهي منطقة صغيرة مساحتها 11 كيلومتراً شمال غربي تلعفر، ويختبئ فيها المتشددون الفارون من وسط المدينة.
وقال بيان قيادة العمليات المشتركة بالجيش العراقي «تمكن أبطالنا في الفرقة المدرعة التاسعة ولواءي الثاني والحادي عشر من تحرير حي العسكري وحي الصناعة الشمالية ومنطقة المعارض وبوابة تلعفر وقرية الرحمة وبذلك تم تحرير كافة أحياء مركز قضاء تلعفر ولم يتبق من ساحة عمليات قادمون يا تلعفر سوى ناحية العياضية والقرى المحيطة بها.
وأضاف «قطاعاتنا البطلة في الفرقة 15 والفرقة 16 من الجيش العراقي حاليا تتقدم باتجاه العياضية وإن شاء الله ننتظر بشرى الانتصار ناحية العياضية بشكل كامل».
وبمعزل عن تلعفر لا يزال التنظيم يسيطر على موقعين مهمين في العراق هما الهدفان المقبلان للقوات العراقية. فهناك أولاً قضاء الحويجة الواقع على بعد حوالي 300 كم شمال بغداد في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان، وثانياً بلدات القائم وعانة وراوة الواقعة على مقربة من الحدود العراقية السورية.
من جانب آخر، ذكر مصدر في الشرطة العراقية، أن «سيارة مفخخة نوع (دايو برنس) انفجرت، في منطقة الشرطة الرابعة جنوب غربي بغداد، ما أدى إلى مقتل ثلاث نساء وإصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة». وأضاف، أن «سيارة مفخخة أخرى كانت مركونة على جانب طريق في منطقة أبو دشير، جنوبي بغداد، انفجرت، صباح يوم أمس، ما اسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح»، متوقعاً «ارتفاع الحصيلة النهائية للضحايا». وفي بغداد قال رئيس الوزراء العبادي، في مؤتمر صحفي مع نظيره التشيكي يوهسلاف سوبوتكا الذي يزور العراق حاليا: تم تحرير أكثر من ثلاثة أرباع قضاء تلعفر من سيطرة «داعش». وأضاف «أحيي كل المقاتلين في تلعفر لتحقيق الانتصارات الرائعة ضد «داعش» في تلعفر وقواتنا قدمت مثالا رائعا في معارك تحرير تلعفر». وحذر العبادي من أن «عناصر التنظيم سيقومون بأعمال إرهابية لقتل المدنيين لأنهم لا يستطيعون الوقوف بوجه القوات العراقية في ساحات القتال».
يجيء ذلك مع انطلاق المباحثات الرسمية بين العراق وجمهورية التشيك حيث ترأس الجانب العراقي رئيس الوزراء حيدر العبادي فيما ترأسها عن جانب جمهورية التشيك يوهسلاف سوبوتكا. وأعرب العبادي «عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية بين البلدين وتقديره لموقف جمهورية التشيك الداعم للعراق في حربه ضد «داعش» وللتعاون القائم في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتطلع لتوسيعها في المجالات الأخرى وفي مقدمتها إعمار المناطق المحررة». وأضاف «أننا نسير بالاتجاه الصحيح في حربنا ضد الإرهاب ونحقق انتصارات كبيرة ضد «داعش» الإرهابي، وآخرها مدينة تلعفر التي يجري تحريرها بتنسيق عال بين مختلف تشكيلات القوات العراقية وتعاون من المواطنين». وأوضح أن جهود الحكومة العراقية تتركز على تحقيق السلام والاستقرار للمناطق المحررة وإعادة النازحين.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التشيكي إن الحرب التي تخوضها القوات العراقية ضد «داعش» تعد حرباً عالمية ضد الإرهاب وليست حرباً عراقية فحسب منوهاً بالتعاون الدولي الذي ساند العراق في حربه. وأشار سوبوتكا إلى أن بلاده «سعيدة» لأن الترسانة العراقية التي حاربت الإرهاب كانت تضم طائرات تشيكية الصنع من طراز (ال 159) إذ بيعت للعراق في وقت سابق فضلاً عن الأسلحة التي أهدتها بلاده للجيش العراقي من ذخائر وبنادق آلية.
وبين أن حكومته سبق أن قدمت للعراق أربعة ملايين دولار مساعدات إنسانية، مضيفاً أنها تعمل حالياً على رصد ثلاثة ملايين أخرى للغرض نفسه.
وأعرب عن أمله بأن تحظى الشركات التشيكية بفرصة للعمل وإعادة الإعمار بالعراق في المرحلة المقبلة لا سيما الشركات المتخصصة في مجال تكرير النفط التي تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال.
المصدر: الخليج