رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
سأل صحافي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل 10 سنوات تقريباً، كم هي النسبة التي حققتها من رؤيتك في بناء مدينة دبي؟ فأجابه سموه: حققنا ما يقارب الـ10%، فاندهش الصحافي بشدة، وسارع قائلاً: وكيف ذلك، لقد سألتك السؤال ذاته العام الماضي، فأجبتني بأنك حققت 20%؟! فابتسم سموه، وقال: نعم صحيح، لكن طموحاتنا اليوم زادت بكثير عن وقت سؤالك العام الماضي، وكلما زادت الطموحات زادت الرؤية، وتضاعف حجم الإنجاز، ليصبح المنجز الفعلي أقل من الطموحات التي لا حدَّ لها.
لعلنا في ذلك الوقت لم نستوعب جيداً المعنى الذي يقصده سموه، ولعل هناك من اعتقد أنه ردّ دبلوماسي، بغرض التحفيز والتشجيع على الإنجاز، لكننا اليوم أدركنا فعلياً وواقعياً أن محمد بن راشد كان يقصد ما يقول، فالمشروعات التي نفذتها دبي خلال السنوات الـ10 الماضية أحدثت نقلة نوعية في تكريس مدينة دبي واحدة من أفضل مدن العالم، سواء للمعيشة أو للسياحة، فهي فعلاً مشروعات مميزة ومتنوعة وشاملة، من ينظر إليها اليوم يدرك أن هناك رؤية واضحة وطموحة ومنظمة، لم تأت من فراغ، ولا تعمل بشكل عشوائي، إنها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي يحب الفعل ويمقت القول، ويحب الحياة ويكره الاتكالية، ويحب الإنجاز والتطوير ويكره الروتين والتقليدية في العمل.
دبي لا تعرف الكلل أبداً، كل يوم هناك إنجاز وهناك عمل، فلقد أصبح حب الإنجاز هاجساً لدى الجميع، وفي أقل من أسبوعين افتتحت المدينة مشروعين سياحيين في غاية الروعة والتميز، كل منهما يشكل علامة مميزة سيقصدها الزوار من مختلف الإمارات والمنطقة والعالم، مشروع حديقة سفاري دبي، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، وفيه من الأفكار الجميلة ما يؤهل الحديقة لتكون نقطة جذب حقيقية، خصوصاً أن فكرة المشروع حضارية للغاية، حيث تحولت المنطقة من مكب لنفايات المباني إلى حديقة غناء، مملوءة بالإبداع والطيور والحيوانات الأليفة وغير الأليفة، إضافة إلى مساحات مفتوحة تعيش فيها الأسود والنمور، ويمر عليها الزوار بسيارات مخصصة بالقرب منها، ومساحات أخرى تعليمية وتثقيفية للصغار.
وأمس افتتحت دبي مشروع البرواز، الذي يعتبر بحق شيئاً من عالم الخيال، وفكرته غير مسبوقة في شكلها وبعض تفاصيلها، ولاشك في أنه سيصبح من العلامات المميزة، والوجهات السياحية الضرورية لكل المقيمين وزوار المدينة، فالبرواز ليس مجرد مكان عالٍ تستطيع رؤية المدينة خلاله من أعلى، بل هو مشروع تثقيفي وتراثي ومستقبلي في آن واحد، فيه معرض لحياة دبي القديمة، بحيث يعطي الزائر معلومات مصوّرة عن شكل وكيفية حياة الماضي، إضافة إلى أهم مراحل وسنوات بناء مدينة دبي ومشروعاتها الحيوية، وكل ما تحتاج إلى معرفته عن الماضي، وعن شكل حياة المستقبل، بتقنية حديثة ممتعة وغير مملة على الإطلاق.
ولو رجعنا إلى 10 سنوات مضت، منذ أن سأل ذلك الصحافي محمد بن راشد عن نسبة إنجازه لرؤيته، وتجولنا في مشروعات دبي المختلفة، التي تم إنجازها إلى يوم أمس، سندرك بُعد نظر سموه، وخياله الطموح الذي يحوّل الأحلام إلى حقيقة، وسندرك عندها حجم العمل الذي يقوم به المسؤولون كافة لمواكبة وتنفيذ رؤية محمد بن راشد.
المصدر: الامارات اليوم