رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
بيض الله وجه من لفحته شمس الوطن، وأثرت فيه، وحولت بشرته إلى لون داكن، لون يحمل في طياته جدية المرحلة التدريبية التي قضاها في خدمة وطنه، وقسوة الحياة العسكرية التي عاشها طوال فترة التدريب.
وزنه لم ينقص كما هو ظاهر للجميع أثناء قيادته طابور العرض، بل وزنه وقدره وثقله تضاعف أضعافاً مضاعفة في عيون وقلوب الشعب والوطن والمجتمع، فهو مثال للشاب الإماراتي المخلص لمجتمعه ووطنه، الملبي لنداء الواجب والخدمة الوطنية بكل إخلاص وتفانٍ وطاعة.
أحمد بن محمد بن راشد، لم يختفِ وراء اسم أبيه، ولم يبحث عن استثناءات، أو أعذار، هذه لم تكن أبداً في قاموس فكره الوطني، بل شارك بكل رغبة وإخلاص، وانضم مع نظرائه الشباب، أبناء الإمارات الشجعان المخلصين، في دورة المجندين الخاصة بالخدمة الوطنية، تدربوا معاً وتعبوا معاً، وتحملوا حرارة الشمس، وقسوة الحياة العسكرية، واتبعوا الأوامر والتعليمات، ولم يتخلفوا عن أي مهام طُلبت منهم.
كان هناك يحمل صفة واحدة وهي «مجند متدرب»، لم يكن شيخاً، ولم يكن نجل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ولم يعامله أحد باختلاف وتميز، بل كان بكل تجرد «أحمد محمد راشد آل مكتوم» كما كُتب على صدره، من دون لقب أو صفة أو منصب، لأن أعلى مراتب الشرف هناك أن يكون الإنسان منتمياً لوطنه ويؤدي واجبه الوطني.
المواطن الإماراتي بشكل عام، يشعر بفخر شديد لانتمائه لوطنه، ومستعد للتضحية بكل شيء من أجل هذا الوطن، ويعشق ويحب قادته حباً خالصاً، وأجمل لقب عند الشعب الإماراتي بأسره هو «عيال زايد»، جميعنا يعشق هذا اللقب، وهو أعلى مراتب الفخر لدينا، ومهما كان المواطن الإماراتي بسيطاً، فهو بجده وعمله وإخلاصه يستحق أن يحصل على لقب «ولد زايد»، وأن يحظى بحب وتقدير واحترام الشعب والدولة، وقادتها، مهما كان موقعه ومنصبه، فقط يستطيع أن يحصل على ذلك التقدير بالعمل والجد والإخلاص للوطن والمجتمع، ولا شيء غير ذلك.
أبناء الإمارات جميعاً، صغيرهم وكبيرهم، هم في خدمة الوطن، وهم جميعاً رهن إشارته، ويتنافسون جميعاً من أجل خدمته، لا تمييز في ذلك، إنها حقيقة وليست شعارات نرفعها، أثبتتها الأيام، ورأيناها واقعاً في اليمن، حيث كان محمد بن سعود القاسمي، وذياب بن محمد بن زايد، ومنصور بن محمد بن راشد، وغيرهم من أبناء شيوخ الإمارات، يؤدون مهام قتالية حقيقية في أرض المعارك، وهناك حيث أصيب أحمد بن سعود القاسمي في أرض الميدان، أثناء تلبيته نداء الوطن والواجب، ورأيناها واقعاً هنا في ميادين الخدمة الوطنية، حيث تسابق أبناء شيوخ الإمارات للتسجيل والمشاركة في الخدمة الوطنية، لم يتأخر منهم أحد، ولم يتهرب منهم أحد، لم يحصلوا على امتيازات استثنائية، ولم يعاملوا معاملة خاصة، فهم قبل كل شيء، وبعد كل شيء.. أبناء الإمارات.
قلناها مراراً، وسنظل نكرّرها، لدينا طبيعة مختلفة، ونظام مختلف، قد يعجب العالم، وقد لا يراه بعض المغرضين مناسباً، ولكننا نتمسك به ونراه الأفضل، فقادتنا جزء منا، هم مع الشعب في السراء والضراء، والشعب معهم، يعملون من أجل رفاهية وراحة كل صغير وكبير، ويجاهدون من أجل ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار للجميع، أحبوا وطنهم وأخلصوا له، وأحبوا شعبهم وعملوا من أجله، فأحبهم الشعب، ويفخر بجهدهم الوطن بأسره.
المصدر: الإمارات اليوم