مدير تحرير صحيفة الجزيرة
لم يسبق أن ظهرت الخلافات بين المؤسسات الرسمية إلى العلن باستثناء تصريح لوزير الصحة «السابق» الدكتور حمد المانع وأمين الرياض «السابق» الدكتور العياف حين انتقدا تباطؤ وزارة المالية في اعتماد المشاريع مما أعاق حركتهما في توفير الخدمات المطلوبة.
اليوم تظهر حرب شرسة بين وزارة العمل والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ توالت انتقادت رئيسها لوزير العمل بمخالفة منطوق الأمر الملكي في تأنيث المحال النسائية، هذه الحرب استخدمت وسائل الإعلام المختلفة لتمرير رسائلها وكأن إمكانية التواصل والحوار بين الطرفين غائبة أو مقطوعة أو كأن كلا منهما يفسر الأوامر بطريقته دون العودة إلى المرجعية الأساسية.
هيئة تنظيم الكهرباء وشركة الكهرباء يفترض أنهما مؤسستان متكاملتان إلا أنهما تتبادلان الاتهامات وتصطدمان في مواقفهما.
لماذا سقطت المجاملات بين الأطراف الرسمية؟ ولماذا اتفقت على توظيف الإعلام، خبراً وحواراً وإعلاناً، لتوضيح المواقف؟ وما سبب هذه الحدة في المواجهات؟ وهل ستتطور الحالة لتصل مؤسسات أخرى؟
هل يمكن اعتبارها ظاهرة صحية أم حالة تباين وفوضى في العمل؟ وهل من علاقة بين قوة الشخصية ونوعية الصراع باعتبار أن آل الشيخ وفقيه شخصيتان قويتان ومسيطرتان يشتركان في دوائر عمل متشابكة بينهما؟
الصراع بين «الهيئة» و«العمل» هو محاولة كسر عظم ويبدو أنه لن يتوقف دون أمر صارم أو انتصار أحدهما علماً أن «الهيئة» تستطيع ميدانياً التشغيب على وزارة العمل لو أرادت.
هذه الصراعات أقرب إلى حملات انتخابية تستخدم الضغط الإعلامي والكل يترقب نتائجها لأنها ستكون مؤشراً مهماً للراصدين والمترقبين من المسؤولين الآخرين.
المصدر: صحيفة الشرق