الحوثيون يجبرون اليمنيين على العيش في الكهوف

أخبار

أجبرت عمليات القصف العشوائي التي تشنها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على مديرية مريس شمال محافظة الضالع، منذ اندلاع الحرب في مارس 2015، السكان إلى النزوح صوب الكهوف في الجبال للاحتماء من بربرية ووحشية هذه العناصر الإجرامية التي تستهدف المنازل والمساكن ودور العبادة بصورة مباشرة.

ونزح أكثر من 222 أسرة من مناطق يعيس وجحلان وصالان والرحبة وسون في مريس من ديارهم إلى مناطق أخرى وبعض من تلك الأسر لجأوا إلى الكهوف والجروف الجبلية، وسط حالة مأساوية يرثى لها وانعدام المساعدات الإغاثية، من حيث توفير المأوى والمأكل لهذه الأسر النازحة من منازلها التي تتعرض لقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل المتمردين.

وتحدث أحد النازحين بمرارة عن تهجير أسرته من منزلها، وكيف توجهوا إلى الكهوف للعيش في ظل أجواء غير ملائمة وصعبة،

وقال: «لنا قرابة 4 أشهر في الجبال.. هناك صعوبة في إعداد الطعام في ظل هذه الأوضاع، وليس هناك من يلتفت إلينا.. هناك بعض الأدوات المنزلية تم إحضارها من أجل إعداد الطعام، ونستخدم الحطب والأشجار في الطهو، ونتحمل مشقة في الحصول على المياه وإحضارها من مسافات بعيده، عدنا للعيش لعصور قديمة وبوسائل بدائية، ما هو الذنب الذي اقترفناه للوصول إلى هذه الحالة.. لا نعمل حتى اللحظة».

وقال آخر: «النازحون يعيشون على الزراعة، وتم تدمير هذا الدخل الرئيسي.. ليس هناك أي مصدر آخر من أجل التوجه للمدن والعيش فيها.. لم نجد سوى الكهوف للنزوح إليها وسط تجاهل السلطات المحلية في الضالع والحكومة ومنظمات المجتمع المدني والإغاثة التي لم تقم بدورها.. الأسر تبحث عن أبسط الأشياء من رغيف الخبز والماء وحبة دواء، فمتى سيتم الالتفات إلينا.. نحن تائهون في هذه الكهوف الموحشة على أمل العودة للمنزل والمزرعة من جديد». وأفاد محمد أبو طلعة، مندوب مؤسسة وفاق للتوجه المدني، لـ«الاتحاد» أن المنطقة تقع في خط تماس الحرب، وتتعرض لقصف عشوائي، وأدت إلى نزوح وتشريد مئات الأسر من منازلهم إلى مناطق أخرى بعيدة عن القذائف التي تتساقط على رؤوسهم بشكل شبه يومي، مضيفاً:«الأهالي من نساء وأطفال وكبار السن يعيشون ظروفاً مأساوية صعبة في ظل غياب دور السلطات الإغاثية الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، فالمديرية تئن تحت جحيم الحرب الظالمة». وأضاف «قامت المؤسسة بجهود ذاتية،

وبدعم من بعض فاعلي الخير، بتوزيع مساعدات بسيطة للنازحين، ولكن المعاناة كبيرة جداً، وتحتاج لتدخل عاجل وسريع لمساعدة الأهالي المنكوبين»، وهنا «نتوجه بنداء استغاثة لكل الجهات الحكومية ودول التحالف العربي بإنقاذ المديرية من الكارثة التي حلت بها».

من جانبه قال الناشط أحمد العمري، أحد مندوب لجنة الجرحى، لـ «الاتحاد»: إن المليشيات ارتكبت جملة من الانتهاكات، حيث تم رصد أكثر من 50 منزلاً متضرراً بشكل كلي أو جزئي، فضلاً عن تدمير عشرات المزارع التي تعد مصدراً رئيسياً للعيش لأبناء مريس، كما تم توثيق 58 حالة قتل وقرابة 280 جريحاً حتى اللحظة، وإن بعض الجرحى تم علاجهم وتحسنوا في الداخل، لكن هناك حالات خطيرة تحتاج للسفر للخارج من أجل إنقاذها، ونتمنى سرعة حل ملف الجرحى من قبل الحكومة والتحالف.

وأضاف: المدينة محاصرة من 3 اتجاهات جراء استمرار المعارك في الجبهات، وليس هناك سوى منفذ وحيـد لها، ويجب استغلاله من أجل إدخال المساعدات الإغاثية، وكذا إيصال الجرحى للعـــلاج لعدن، ونحن على تواصل مستمر مع الجهات المعنية من أجل إنقاذ الجــرحى من تــدهور حالاتهم.

وأضاف:«هناك ضحايا فقدوا البصر وآخرون فقدوا أطرافاً، ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة، فعلاً هناك مأساة كبيرة في مريس، ولا ندري متى ستنتهي؟ ومتى سيكون هناك اهتمام بالأهالي الذين يتجرعون يوميا مرارة الحرب؟».

من جانبه، قال الإعلامي فواز عبدان لـ«الاتحاد»: إن المواطنين في هذه المديرية يعيشون أوضاعاً قاسية دون غذاء أو خدمات إيوائية متكاملة، هناك انعدام في الخدمات الصحية الإغاثية بشكل كبير، دون أي التفات لهذه المنطقة التي تعد منكوبة، جراء مواصلة ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح القصف العشوائي على القرى.

المصدر: صحيفة الإتحاد