عقد المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الإثنين، لقاءين منفصلين بوفد الحكومة اليمنية ووفدي الحوثي وصالح، فيما فشلت اجتماعات مشتركة في لجنة المعتقلين والأسرى كان من المقرر أن تناقش ترتيبات للإفراج عن 50% من المعتقلين والأسرى قبيل شهر رمضان المبارك، في حين جددت القيادة اليمنية تمسكها بمرتكزات السلام الممثلة قرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وحذر رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبد الملك المخلافي من كارثة حقيقة في اليمن بسبب استمرار سيطرة ميليشيات الحوثيين على المؤسسات الاقتصادية فى اليمن، ومن بينها البنك المركزي.
ودخلت مشاورات السلام اليمنية، أمس، يومها السادس والعشرين من دون أن تنجج في تحقيق أي تقدم إيجابي. والتقى ولد الشيخ بشكل منفصل مع وفدي الحكومة، والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لمناقشة تصوراتهم للمرحلة المقبلة، واستخلاص رؤاهم حول الأفكار التي قدمها لهم في اليومين الماضيين. وجدد الوفد الحكومي تمسكه ب«الشرعية، واستعادة الدولة في المقام الأول قبيل الدخول في أي نقاش سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة جديدة»، بينما طالب الحوثيون وحزب صالح، بشكل صريح، بنقل صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي إلى سلطة بديلة، تتمثل في مجلس انتقالي. ويشترط الحوثيون، أن يكون «اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعة ليلة اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، كواحد من مرجعيات المشاورات الحالية». ونص الاتفاق، الذي اعتبره الرئيس هادي لاغياً بعد انتقاله إلى عدن في فبراير/شباط 2015 لكونه تم توقيعه بقوة السلاح، «على منح الحوثيين مناصب وشراكة في كل مؤسسات الدولة».
ويشترط وفد الحكومة أن تكون مرجعيات المشاورات هي قرارات مجلس الأمن 2216 الذي ينص على إنهاء الانقلاب ودعم شرعية الرئيس هادي، وكذلك المبادرة الخليجية، ومؤتمر الحوار الوطني، الذي انعقد بين مارس/آذار 2013، ويناير/كانون الثاني 2014 ونص على عدم امتلاك أية جهة للسلاح الثقيل سوى الدولة، وقيام دولة اتحادية من 6 أقاليم.
في الأثناء، حذر وزير الخارجية عبدالملك المخلافي من كارثة حقيقية باليمن ما لم ينته الانقلاب. وأشار إلى أن الانقلابيين يهددون اليمن بكارثة حقيقية بإهدارهم الموارد والاحتياطي النقدي، معتبراً إنهاء الانقلاب انقاذاً للبلد. وقال المخلافي، رئيس وفد الشرعية إلى مشاورات الكويت، في تغريدات له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لم يتبق من الاحتياطي إلا 100 مليون دولار والوديعة السعودية المقدرة بمليار دولار.
وقال: هذا أسوأ فساد في العالم خلال عام أهدر الانقلابيون احتياطي البلاد الذي تجاوز أربعة مليارات دولار، بانتظارنا كارثة، ومع ذلك يرفضون الانصياع للسلام. وأشار إلى أن العملة الوطنية تواصل انهيارها والوضع الاقتصادي كارثي بسبب الانقلاب، والحكومة تسعى لإنقاذ الوضع لكن جماعة الحوثي وصالح ليسوا مهتمين بكل ذلك، على حد قوله.
وأشار إلى أن الانقلابين يحاولون الحصول على مكافأة بتشكيل حكومة ثمناً لما سببوه من دمار في البلاد بما فيه الدمار الاقتصادي، من دون انهاء الانقلاب وآثاره. وجددت القيادة السياسية الشرعية في اليمن تمسكها بتحقيق السلام المرتكز على الأسس والمرجعيات المتمثلة بقرارات الشرعيه الدولية، ومنها القرار 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
واستعرض اجتماع جديد لقيادات الدولة، ترأسه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، وضم فريق مستشاريه، بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، مستجدات الأوضاع الميدانية وأجواء المشاورات الجارية بالكويت.
المصدر: الخليج