كاتب سعودي
في أعلى مستوى للاهتمام، رعى الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد في الأسبوع الماضي، جائزة المياه التي تركز على تطوير الموارد وإيجاد الحلول، وهو أمر في غاية الأهمية إذا علما أننا من أفقر بلاد الأرض في المياه، ولدينا شعب هو الأكثر استهلاكا وهدرا للمياه، وكأنه على مورد غير ناضب، ومع هذا الفقر تتأخر الحلول لحد البطء، فكل منجزات التكنولوجيا الموعودة للمياه لم تخرج عن كونها مخترعات موصوفة، ولم تطبق بعد حلولٌ عملية مثل التحلية بالطاقة الشمسية غير الناضبة، أو التحلية بأسلوب أسهل من هذه الأساليب الصناعية المكلفة.
تاريخيا تأقلم الآباء على شرب الماء القليل وإرواء زرع محدود لا يتعدى الكمية القليلة التي يزودهم بها المطر سنويا وتتسرب لآبارهم الجوفية، لكن الأجيال الجديدة لم تعد تحد من استهلاكها ولا ترشده، صار الماء لا يكفي مع هذا التوسع العمراني وتجمع معظم الناس في مدن كبيرة تاركين موارد قراهم ومناطقهم الزراعية ليرهقوا موارد المدن من الماء.
بدأ التفكير في توفير المياه بشكل مستدام في العالم مع بدايات القرن الماضي، ففي 1930م بني سد هوفر العظيم، وفي الخمسينيات بني السد العالي في مصر، وهما ليسا أول السدود في التاريخ فقد سبقهما الكثير لكنهما الأعظمان، اللذان كان وراءهما هاجس أهمية الماء الحلو الصالح للشرب، واليوم تبنى في الصين قناة يزيد طولها على ألف متر لنقل مياه من جنوب الصين لشمالها وهي شبكة من القنوات لن تكتمل قبل عام 2030م، بمعنى أنه حل استراتيجي، فالعالم كله يعمل لتوفير الماء بهاجس قلق من عطش الأجيال التالية، ولا توجد أنهار في بلدنا لندعو لبناء سدود، أو قنوات نقل، لكن حلولنا قد تأتي من الترشيد للحفاظ على الماء القليل، والأمل بابتكارات اقتصادية لتوفير الماء في المستقبل من البحر الذي هو أملنا الباقي لو وجدت هذه التقنية المنتظرة.
تصنيع الماء هو أحد الحلول، لكنه تصنيع مكلف بشكل كبير ونسمع عن منجزات علمية لتحلية مياه البحر، أخذت براءة اختراع؛ منها ما سمي الكيمياء الكهربائية وهي تصلح لأي مكان ولا تستهلك إلا أقل القليل من الكهرباء، وفي البحوث العلمية الكثير لكن علينا متابعتها فأقرب هذه الحلول استعمال طاقة حرارة من الشمس في تحلية مياه البحر ولدينا منها محطة تجارب منتجة، فالصحراء ما زالت جافة وتحتاج إلى اختراع يوفر لها الماء الحلو.
ليس أمامنا في هذه الصحراء سوى الأمل بمبتكرات علمية تكون نقلة في تحلية الماء ونقله إلى وسط الصحراء.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/01/02/article_919650.html