قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنه يأمل أن تتعلم قطر الدرس سريعاً. ورد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة له مع مجلة «أتلانتيك» الأميركية على سؤال حول عودة العلاقة مع قطر قائلاً: «لا بد أن يحدث هذا يوماً ما، نأمل أن يتعلموا الدرس سريعاً، وهذا يعتمد عليهم (حكام قطر)». وأضاف الأمير محمد بن سلمان أن أحد «المشاكل بيننا وقطر هي عدم سماحنا له بجمع الأموال وإعطائها للمنظمات المتطرفة».
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو من العام الماضي، بسبب تمويلها ودعمها الإرهاب. وفرضت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة شاملة على قطر، ومنعت المستثمرين القطريين من دخول أراضيها. الدرس الذي يجب أن تتعلّمه قطر، هو إدراكها أن طهران ليست حضناً دافئاً لها بقدر ما هي انتهزت فرصة لتتصيّد في الماء العكر والدخول على خط الأزمة القطرية لأهداف إيرانية بحتة.
هذا ما لم تفهمه قيادة تنظيم الحمدين في قطر. فخلال الفترة الماضية، عملت هذه القيادة على التخطيط لضمان الحماية الإيرانية لها، من خلال الإنصياع لطهران ومحاولة حل مشكلاتها من آن لآخر، وكانت أبرز المشكلات الإيرانية التي حلتها قطر البطالة.
نسبة البطالة في بعض مدن إيران، وصلت إلى 60%، وهو رقم غير مسبوق في فترة حكم «الثورة»، فمعدل البطالة الحالي في إيران يفوق 12%، بينما وصلت النسبة في بعض المدن ومنها في محافظتي كرمانشاه (الكردية) والأهواز (العربية) وبلوشستان إلى 60%.
تخفيض البطالة
وذكر موقع «سبق» أن الحكومة القطرية تسعى لإنقاذ اقتصاد النظام في إيران ومساعدتها على خفض نسب البطالة التي تفشت وأصبحت شبحاً يفتك بها وبلغت أكثر من 12% بحسب تقرير البنك الدولي.
وأضاف التقرير أن البطالة وندرة فرص العمل نجم عنها احتجاجات عارمة في ديسمبر الماضي وبدأت قطر فتح أسواقها أمام العمالة الإيرانية. وأعلنت شركة قطر للخدمات الطبية الخاصة عن استعدادها لتوظيف ممرضات من الجنسية الإيرانية في المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لها تنفيذاً لمذكرة تعاون مشترك بين البلدين.
ونقلت الوكالة الرسمية الإيرانية «إيرنا» عن العضو المنتدب في السفارة الإيرانية بالعاصمة القطرية الدوحة، أن طلب قطر لاستخدام وتوظيف ممرضات إيرانيات هو في إطار تنفيذ مذكرة التعاون بين وزارتي العمل لدى البلدين التي وقعتها وزارة العمل القطرية في طهران يناير الماضي. وذكر مسؤول إيراني أن إحدى الشركات التابعة لبلاده أرسلت أكثر من 80 ممرضة وتم توظيفهن في قطر الفترة السابقة وتم إرسال 100 عامل إيراني في السنوات الأربع الماضية إلى قطر في قطاع الخدمات.
الضحيّة
في ظل سعي قطر لتوظيف الإيرانيين، يصبح الشعب القطري أبرز الضحايا، خاصة وأن هناك نسبة بطالة نتجت عن المقاطعة العربية لقطر في قطاع السياحة، وكذلك نسبة بطالة نتجت عن تدهور الاقتصاد مؤخرًا، إلا أن تنظيم الحمدين لم يلتفت لذلك وحاول إنقاذ إيران لضمان حمايته في المستقبل.
المصدر: البيان