ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«الجنة على الأرض خيارٌ نحن نَصنعُه، وليس مكاناً نبحثُ عنه»
د. ويين داير
تعودتُ ـ كلَّ صباح ـ أن أرسل رسائل «لا تتعدى كلماتها أصابع اليد الواحدة» إلى أصدقائي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر – واتساب)، لأنني على يقين بأنها تُطَرّز يومنا بالمودة وتشحنه بالإيجابية. وكانت إحدى رسائلي عن «عبدالله الناهسي» رجل الأمن «السكيورتي» في جامعة الملك سعود الذي بطموحه أصبح «دكتوراً» فيها. فأتاني ردٌّ من أحد زملائي بأن بيننا مَنْ يشبه الناهسي. فدعونا نعش قصته؟!
منذ صغره كان عبدالرحمن متميزاً في دراسته، وكان يعشق الإذاعة ما ساعده على إتقان فن الخطابة بين الناس، إلا أن ظروف حياته الصعبة أجبرته ـ بعد التخرج من الثانوية العامة سنة 1988 – على الانخراط في السلك العسكري «شرطياً»، وقدر الله أن يعمل سائقاً لأعضاء هيئة التدريس في أكاديمية شرطة دبي. يقول الشرطي عبدالرحمن: في إجازات أعضاء هيئة التدريس وسفرهم لبلدانهم كانوا يعطونني مفاتيح شققهم لمتابعة أمور الصيانة فيها، وكنت آخذ معي طفلي، ليستمتعَ بالسباحة في مسبح العمارة بينما أقومُ (أنا) بمتابعة العمال، وذات يوم قال لي ابني: لماذا هم لديهم مسبح وليس لدينا مثلهم؟! تألم عبدالرحمن.. وكانت البارقة الأولى!
أما البارقة أو الشرارة الثانية فكان مطلقها د. مفيد شهاب (أستاذ القانون الدولي ووزير التعليم العالي السابق في مصر)، الذي كان يزور أكاديمية الشرطة باستمرار فأصبح عبدالرحمن سائقاً له وبذلك توطّدت بينهما صداقة، فقال له يوماً: «يا بني أنت مخك نظيف، والمستقبل أمامك، وما ينفعش تبقى كده سايق على طول». في اليوم التالي قدّم عبدالرحمن طلبه لاستكمال دراسته الجامعية إلا أنه اصطدم بأن شهادة الثانوية قد مر عليها سنوات، فكان لابد من دراسة الصف الثالث الثانوي من جديد، فأتمها بنجاح باهر واستكمل دراسة البكالوريوس فالماجستير ثمَّ الدكتوراه على حسابه الخاص وبراتب مقداره 3800 درهم!
الشرطي عبدالرحمن الأنصاري الذي صارَ «سائقاً» لدى أعضاء هيئة التدريس أصبح اليوم «عضواً» في هيئة التدريس، وأصبح «الشرطي» ضابطاً برتبة مقدم، وتحوّل حلم طفله الصغير إلى حقيقة، ببناء «مسبح» في بيتهم.
يختم المقدم الدكتور عبدالرحمن قصته بكلمة قالها له سمو وزير الداخلية مكرماً له في جائزة التميز: «اليوم أنت الأول على 80 ألف موظف».
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-12-1.764714