أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن السعودية ضربت أروع الأمثلة بتصحيحها أوضاع الجالية البورماوية، حيث عمدت إلى تنمية الإنسان، مشيرا إلى «محاولات دول العالم بقيادة الأمم المتحدة لمعالجة الأحياء العشوائية، وهناك محاولات لم تتجاوز مستوى الكلمة، أما السعودية فتعالج الأمر بشكل جذري».
وقال الأمير الفيصل أثناء كلمته في تدشين مشروع تصحيح أوضاع الجاليات البورماوية «إننا منذ سنوات ونحن نتطلع إلى تصحيح تلك الفئة المجاورة لنا». وأشار أمير مكة: «منذ توليت زمام إمارة منطقة مكة المكرمة اقترحت لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مشروع تصحيح أوضاع المقيمين في الأحياء العشوائية ومعالجة وتطوير هذه الأحياء، فأمر خادم الحرمين الشريفين بتكوين لجنة وزارية مهمتها تصحيح أوضاع الجالية البورماوية». وزاد أن «التجربة التي انتهجتها المملكة في تصحيح أوضاعهم تعد تجربة فريدة من نوعها في العالم، حيث إن هناك العديد من المشاريع التي تحاول تنفيذها دول العالم بقيادة الأمم المتحدة لمعالجة الأحياء العشوائية، وهناك محاولات لم تتجاوز مستوى كلمة المحاولة، أما هذا المشروع بالمملكة لتصحيح أوضاع الجاليات فهو مشروع معالجة بشكل جذري».
وقال أمير منطقة مكة المكرمة عن المشروع «لم يكتف في مضمونه بالتصحيح للأوضاع، بل يمتد لإيجاد البنية التخطيطية العمرانية، وتجاوز ذلك نحو تناول الإنسان من نواح عدة، ذلك الإنسان الذي يسكن الأحياء العشوائية ويواجه نواحي تعليمية واجتماعية وصحية، حيث ستعالج المشاريع التصحيحية أكثر من 500 ألف نسمة من هؤلاء القاطنين بها من الجاليات، حيث تكفلت الدولة برعاية شبابهم وفتياتهم وتوفير فرص العمل مع وزارة العمل والشركات العاملة بالمنطقة للاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم».
من جهته، قال الدكتور عبد العزيز الخضيري، وكيل إمارة منطقة مكة، إن استراتيجية منطقة مكة المكرمة التي أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة تقوم على بناء الإنسان وتنمية المكان، مشيرا إلى أن بناء الإنسان هو من أولويات اهتمامات أمير المنطقة، مشيرا إلى أهمية الخطوة التي نهجها أمير منطقة مكة المكرمة على دعمه واهتمامه بالجالية البورماوية وتصحيح أوضاعهم وتحقيق حلمهم في حصولهم على إقامات نظامية وتمكينهم من الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليمية وفرص العمل المتاحة.
وقال الشيخ أبو الشمع عبد المجيد، شيخ الجالية البورماوية، لـ«الشرق الأوسط»، إن مناقشة أوضاع البورماوية الموجودين في المملكة، وتصحيح أوضاعهم، أمر يسجل في التاريخ لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي وقفت بجانب الشعب البورمي في نكبته، مبينا أن جدول أعمال الفريق المكلف بتصحيح أوضاع البورماويين يهدف إلى معالجة أوضاع الجالية.
وأشار أبو الشمع إلى أن أهم القضايا تكمن في حصر أعداد الجالية الموجودة في المملكة، حيث تعمل الحكومة السعودية على تسهيل إجراءات الإقامة النظامية وجوازات السفر، وتهدف إجراءات التصحيح إلى معالجة موضوع الإقامة النظامية والتي ستحل كثيرا من مشاكل الجالية الموجودة في المملكة، مؤكدا أن فريق العمل المكون من وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وممثلين من إمارة منطقة مكة المكرمة والجوازات يولي الاهتمام الأكبر بقضية الإقامة وما يتعلق بها من إجراءات رسمية.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط