جاء خبر وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز، وأنا في طريقي إلى البرازيل مشاركاً في قمة الأرض. كان السؤال اللافت الذي أسمعه من كثيرين قابلتهم في رحلتي يسأل عن المستقبل في السعودية. وهو سؤال يسأله السعوديون أنفسهم.
ليس جديداً تأكيد أهمية استقرار السعودية للمنطقة والعالم ليس فقط لأهميتها لاقتصاديات العالم وهي اللاعب الأول في سوق النفط ولكن لدورها الأساس في توازن القوى الإقليمية.
السعوديون يسألون أسئلتهم لأنهم يرون أن بلادهم قادرة على العبور نحو نقاط الضوء إن أجبرتهم الظروف أحياناً على السير في نفق التحولات الإقليمية والدولية المربكة. ويسألون أحياناً أسئلة ملحة لأنهم يشاهدون حجم الدمار المخيف من حولهم ولابد لهم من الحرص على النأي ببلادهم من فوضى الخراب الشامل على حدودهم. إنهم يريدون أن يكون وطنهم قوياً متماسكاً بوحدة أهله وبمواجهة ما يمكن أن يضعفه ويضعفهم. وهكذا التحم الصف السعودي، قبل سنوات، مع قيادته في معركته الصارمة ضد الإرهاب.
ولكي تكون السعودية قوية في الخارج فهي لابد أن تبقى قوية في الداخل. من هنا يسأل السعوديون أنفسهم أسئلة تبحث في المستقبل وينتقدون بعض الأخطاء في الإدارة والتنمية. من يحب وطنه يسأل أحياناً الأسئلة المزعجة. ومن يريد الخير لمجتمعه يشير بإصبعه لما يرى فيه بوادر خلل أو خطر.
هناك تحديات حقيقية لعل من أبرزها مشكلة البطالة المتفاقمة؛ لا بد من وجود مشروعات اقتصادية جادة تفتح أبواباً جديدة لاستيعاب الشباب في وظائف تدفع بهم نحو الإبداع والتفوق.
مشكلات السعودية، في التنمية والإدارة المحلية، قابلة للحل العاجل متى ما أدير الجهاز التنفيذي وفق مدارس إدارية معاصرة توظف التقنية الجديدة بما يعجل من إنجاز المشروعات ويخفف أعباء الانتظار الطويل.السعوديون، وهم يسألون أسئلتهم، يدركون أهمية استقرار بلادهم لأمن المنطقة كلها. لكنهم، حتى في انشغالهم برحيل الأمير نايف، رحمه الله، على ثقة في المستقبل لأنهم يثقون في الله ثم في أنفسهم.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (٢٠-٠٦-٢٠١٢)