بدأت الشرطة البريطانية يوم الخميس الماضي حملة واسعة النطاق، أطلقت عليها «الجناح الكبير»، أسفرت عن اعتقال أكثر من 630 شخصاً من الخارجين عن القانون والمشتبه فيهم في عمليات السرقة والسطو المسلح والمخدرات والاحتيال، وذلك في إطار الانتقادات التي تعرضت لها في أعقاب الهجومين اللذين استهدفا أسراً إماراتية في لندن في أقل من شهر.
وقالت شرطة سكوتلاند يارد، في بيان أمس، إن الحملة التي ستستمر خلال الأيام المقبلة في جميع أحياء العاصمة لندن، وشارك فيها أكثر من 3 آلاف و300 عنصر من أفراد الشرطة في أقسام منع الجريمة ومكافحة السرقة والسطو المسلح والمخدرات، مدعومة بوحدة الكلاب البوليسية، دهمت أكثر من 200 مسكن من البنايات المحتملة لاختباء أعداد من اللصوص والخطرين، إضافة إلى تفتيش 200 موقع ومحل يشتبه في تعاملها مع البضائع المسروقة، وذلك في خطورة تستهدف خفض الجريمة وإعادة الأمان إلى أحياء لندن.
وأضافت الشرطة البريطانية أن عناصر شرطية انتشرت بالزي المدني في المناطق المزدحمة والمأهولة بالسياح والبؤر الساخنة، للوقوف على طبيعة عمل المتربصين بالسياح، ورصد تحركاتهم، والقبض عليهم، فيما قامت أفراد من الشرطة برصد اللصوص المحتملين في محطات الباص والمترو ووسائل المواصلات العامة ومراكز التسوق، وتوعية الجمهور حول اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع السرقة، وحماية منازلهم ومتعلقاتهم الثمينة.
حملة
وقال قائد حملة «الجناح الكبير» ماك تشيستي إن الحملة التي شملت 32 منطقة في أحياء لندن، وتعد الرابعة خلال هذا العام، تؤكد التزام الشرطة باتخاذ كل الإجراءات لمنع الجريمة، ووأدها قبل وقوعها، وتأمين السكان والسياح بشكل كامل، أثناء تنقلهم أو أثناء وجودهم في منازلهم، مشيراً إلى أن أي اعتداء على شخص أو أسرة من قبل هؤلاء اللصوص ينتج عنه تبعات كثيرة قد تكون مهددة للحياة.
ولفت إلى أن حصيلة الحملة التي أجرت أكثر من ألف نشاط في الأحياء اللندنية خلال يومين، أسفرت عن ضبط المئات من المشتبه فيهم، والعديد من المسروقات والأسلحة والمخدرات والأجهزة الإلكترونية، وأجهزة الهاتف النقال المسروقة، إضافة إلى 300 ألف جنيه استرليني كانت من بين المضبوطات.
وأشار إلى أن تلك الحملة متواصلة يوماً بعد يوم لاستهداف الخارجين عن القانون والمتعاملين معهم، والشبكات التي يستخدمونها لبيع المسروقات، لافتاً إلى أن الشرطة مصممة على اعتقال كل المشتبه فيهم وتقديمهم للعدالة، وإثبات أنه لا يوجد مكان في لندن لاختباء المجرمين.
?جرائم
وذكر بيان المتروبوليتان أن نحو 46 ألفاً و500 جريمة شهدتها لندن خلال العام الماضي، ما بين سرقة وسطو مسلح واحتيال ونصب، وأشارت إحصائيات شرطة العاصمة إلى أن نسبة الجريمة في لندن انخفضت إلى 6.2% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2012، وأن جرائم السرقة تحديداً انخفضت 19%، وبلغت نحو 6.5 آلاف جريمة ربعها سرقة هواتف نقالة، وهو يعد أدنى مستوى لها منذ 15 عاماً.
احصائيات
وأشار إلى أنه كان هناك أكثر من 7.500 جريمة سطو مسلح بقصد السرقة في العام الماضي، بنسبة انخفاض بلغت 8% عن عام 2012، ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 1974، لافتاً إلى أن الشرطة أدخلت العديد من الأنشطة التشغيلية المبتكرة لمنع الجرائم واستخدام أحدث التقنيات الإلكترونية لمنع جرائم السطو قبل حدوثها، وكذلك إدخال تحسينات عديدة على قسم الطب الشرعي، لسرعة الوصول إلى الجناة، واستخدام فرق المداهمة السريعة للقبض عليهم حيث يوجدون.
وتأتي هذه الحملة الواسعة من قبل الشرطة البريطانية في أعقاب حادث الاعتداء على مواطن إماراتي على محمد التميمي (51 سنة) وسرقته من قبل عصابة مكونة من 7 أشخاص ملثمين، أثناء وجوده بشقته المستأجرة في منطقة بادنجتون القريبة بأقل من كيلومترين تقريباً من فندق كمبرلاند الذي شهد حادثة الاعتداء على الشقيقات الثلاث المواطنات (عهود وخلود وفاطمة) يوم الأحد 6 أبريل الجاري.
المصدر: البيان