أعلنت مصادر قضائية في فرنسا أمس الأربعاء أنه تم توقيف طارق رمضان، حفيد مؤسس حركة الإخوان الإرهابية بتهم الاغتصاب. وتم احتجاز رمضان بمقر الشرطة القضائية بالعاصمة باريس. وجاء احتجاز الشرطة الفرنسية لـ «رجل قطر في أوروبا» والأستاذ بجامعة أكسفورد البريطانية طارق رمضان، بعد شهرين من اتهامه من قبل سيدتين باغتصابهما.
وذكرت صحيفة «الديلي تليجراف» البريطانية أن مصدرا قال إن رمضان تم استدعاؤه الى قسم شرطة في باريس لاستجوابه قبل أن يتم نقله إلى محبسه في «اطار تحقيق أولي بشأن دعاوى اغتصاب واعتداء»، وهو ما أكدته إذاعة «آر تي إل». ويواجه استاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد، وحفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، تحقيقات في فرنسا بتهمة اغتصاب امرأتين.
ونفى رمضان الاتهامات الموجهة ضده، ووصفها بانها «حملة اكاذيب اطلقها خصومي»، وهو ما تثبت الأدلة غير ذلك.
وقالت إحدى الضحايا الكاتبة والناشطة التونسية هند العياري، التي تقول إن رمضان اغتصبها في إحدى غرف باريس في عام 2012، إنها تشجعت على الحديث علنا ضده بسبب حملة «أنا أيضا» التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في إطار نقاش حول التحرش الجنسي في المجتمع.
وذكرت صحيفة «لو باريزيان» إن العياري تبلغ من العمر 42 عاما، مؤكدة «مشاهد عنف جنسي متوحش» في فندق كبير «في جنوب فرنسا خريف 2009»، في واقعة مشابهة.
وقالت العياري في تصريحات للصحيفة الفرنسية «كانت حملة» اكشف مغتصبك «التي دفعتني إلى الكشف عن اسمه». وأضافت العياري، التي تقدمت بشكوى ضد رمضان في 20 أكتوبر الماضي، إنه بالنسبة للأكاديمي الإخواني فان السيدة «إما أن تلبس الحجاب أو يتم اغتصابها». وتابعت «لقد خنقني بقوة لدرجة أنني شعرت بأنني سأموت».
كما قالت في نطاق حديثها عن واقعة اغتصابها «لم أكن قادرة على التنفس. طلبت منه أن يتوقف لكنه استمر بعنف وصفعني بقوة. كان في حالة جعلتني أشعر أنه من الممكن أن يقتلني لو قاومت أكثر. حينها اغتصبني وفعل ما فعل».
كانت العياري قد سردت بالتفصيل ما حدث لها في كتاب نشر في العام الماضي تحت اسم «اخترت أن أكون حرة… الهرب من السلفية في فرنسا» دون تسمية المغتصب.
كما اتهمت امرأة ثانية لم تكشف عن اسمها رمضان باغتصابها فى غرفة فندقية فى عام 2009. وكان رمضان قد قرر مقاضاتهما بسبب التشهير وكتب على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» يوم السبت الماضي، قائلا إن دعوى جديدة ستأتي «في غضون أيام قليلة، ردا على حملة من الأكاذيب التي أطلقها خصومي »، طبقا له. وقال «هذه الاتهامات هي ببساطة كاذبة، وخيانة لكل المثل العليا التي سعيت وأؤمن بها طويلا». ويشتهر أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أكسفورد، بين الأكاديميين المحافظين. ويتهمه النقاد العلمانيون بتشجيع شكل سياسي من الإسلام، إضافة إلى تلقيه تمويلا من قطر بشكل مباشر وغير مباشر.
ويواجه رمضان اتهامات عدة بالتحرش والاغتصاب في أوروبا، وخاصة في سويسرا وفرنسا. وذكر تقرير لصحيفة «تريبيون دي جنيف»، إن إحدى المشتكيات السويسريات تعرضت للاعتداء عندما كانت قاصرا، فيما كان رمضان متزوجا. وأضافت الصحيفة أن رمضان حاول لسنوات إغواء طفلة في الرابعة عشرة من العمر كان يدرسها، لكن ذلك كان دون جدوى. لكن الأمر، وفقا لنفس التقرير، نجح مع ثلاث أخريات كانت أعمارهن تتراوح بين 15 و18 سنة، مشيرة إلى أن ذلك حدث في فترة الثمانينيات والتسعينيات، عندما كانوا تلاميذ في سن المراهقة أثناء فترة تدريسه في سويسرا. ورمضان هو مفكر سويسري من أصل مصري، ومنظر للإسلام السياسي. ولد في 26 أغسطس عام 1962 بجنيف، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا من ناحية والدته وفاء البنا، ونجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير البنا والهارب من مصر في فترة الخمسينيات. وشقيقه هو هاني سعيد رمضان رئيس مركز جنيف الإسلامي.
ورأس طارق سعيد رمضان قسم الدراسات الشرقية بكلية القديس أنتوني، وإضافة إلى كونه أستاذ الأديان وحوار الأديان في قسم الدراسات اللاهوتية بنفس الجامعة. كذلك يعمل أستاذا زائرا في كلية الدراسات الإسلامية، وهي إحدى المؤسسات التابعة لمؤسسة قطر. كما يرأس رمضان مركز الدراسات التشريعية والأخلاق بالدوحة، لكن الأهم من ذلك هو ترؤسه بالإشتراك مع شقيقه هاني رمضان المركز الإسلامي في جنيف، الذي يعتبر أول مؤسسة إخوانية في أوروبا تم انشاؤها عام 1961.
المصدر: الاتحاد