تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من طيران «التحالف العربي» أمس من تطهير مدن زنجبار، وجعار، والكود، والمخزن، والجول، والمسيمير، في محافظة أبين من عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وأشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بدور قوات التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في تقديم التضحيات والدماء مع إخوانهم وأشقائهم اليمنيين في مختلف المواقع والجبهات في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والهوية والقومية الواحدة.
وقال مصدر في الجيش الوطني «إن قوات الجيش والمقاومة نفذت عملية عسكرية نوعية وواسعة على مواقع الإرهابيين في زنجبار وجعار، وتمكنت من دحرهم وتلقينهم درساً قاسياً وضربات موجعة»، وأضاف: «إن العملية التي تم تنفيذها بإسناد قوات التحالف خلفت أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى من العناصر الإرهابية، وفرار العشرات إلى جبل حسان». لافتاً إلى أن قوات الجيش والمقاومة تواصل ملاحقة الفارين من المعارك، ومنوهاً بالجهود الكبيرة التي تبذلها دول التحالف، وفي مقدمتها السعودية، والإمارات من خلال مشاركتهما الفاعلة والنوعية في هذه المعركة التي تمكنت من تطهير أبين من العناصر الإرهابية.
وهنأ هادي خلال اتصالين هاتفيين مع محافظ أبين الخضر السعيدي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، القيادات الميدانية والجيش الوطني والمقاومة الذين استطاعوا بتكاتفهم وتلاحمهم تسطير النجاحات والبطولات على قوى التمرد والإرهاب. وقال «إن تلك الانتصارات المتوالية على قوى البغي والعدوان الانقلابية (مليشيات الحوثي وصالح) والإرهابية (القاعدة) التي هي في الأصل تتبع أجندة واحدة وتعمل على قتل الأبرياء واستباحت المدن ودمرت الممتلكات والبنى التحتية في تناوب وتنسيق واضح فيما بينها عبر أجندة خفية لاستهداف الشعب اليمني والمواطنين الأبرياء».
ولفت هادي إلى المعاناة التي تحملها أبناء أبين طوال الفترة الماضية ودفعوا الثمن غالياً من دمائهم في مواجهة مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وحليفها الخفي قوى الإرهاب التي دمرت البنى التحتية المتمثلة في المياه والكهرباء والخدمات الأخرى، ناهيك عن الخدمات التي حرمت منها المحافظة طوال الفترة المنصرمة. فيما أشاد محافظ أبين وقائد المنطقة العسكرية الرابعة بمواقف دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات لمساندتها الفاعلة في هذا الانتصار.
وقال محافظ أبين لـ«رويترز» إن ثلاثة ألوية شاركت في العملية وإن قوات الجيش والمقاومة سيطرت بالكامل على زنجبار وجعار. وأضاف أن 40 عضوا في تنظيم القاعدة قتلوا على الأرجح في المدينتين بينما فر الباقون، وأضاف إن ثلاثة جنود قتلوا كما أصيب عدد آخر منهم خلال العملية. وأشار إلى أنه التقى مع المواطنين والقوات المشاركة الذين أبدوا سعادتهم لتحرير المدينتين وبسط سيطرة الحكومة عليهما.
وأفادت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» أن مروحية «أباتشي» تابعة لقوات التحالف العربي أفشلت هجوما إرهابيا بسيارة مفخخة كان يستهدف تمركزا لجنود بالقرب من المجمع الحكومي في مدخل زنجبار، في حين تمكن انتحاري آخر من استهداف عربة عسكرية وخلف عدد من الجرحى في صفوف الجنود. في وقت طالبت قيادة الحملة العسكرية، الأهالي الالتزام بقرار إيقاف حركة المرور حتى تأمين المدينة خلال الساعات الـ 48 المقبلة تفاديا لأي هجمات إرهابية بسيارات مفخخة.
وقال قائد المقاومة الشعبية في أبين يوسف العاقل إن المحافظة عادت إلى حضن الدولة عقب دخول قوات الجيش والأمن إلى مدنها الرئيسية وتحديداً زنجبار، مؤكداً أهمية مواصلة العمليات العسكرية حتى تحرير كافة مناطق أبين من قبض الجماعات المسلحة. وأشار إلى إن أهالي أبين سعداء بدخول القوات الحكومية والتمركز فيها من أجل إعادة الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع فيها وانتشالها من واقعها المزري وتقديم المساعدات اللازمة وتحسين الخدمات الأساسية للنهوض بالمحافظة من جديد.
من جهة ثانية، تمكنت أجهزة الأمن في لحج، من ضبط عدد من العناصر الإرهابية التي فرت من أبين عقب الحملة العسكرية. وقال مصدر أمني إن بعض العناصر حاولت التسلل إلى بعض القرى النائية المحاذية مع أبين وتم رصدها وضبط 3 عناصر، في حين يجري تعقب العناصر الأخرى. وأكد المصدر ضبط عربة عسكرية خاصة بإطلاق صواريخ الكاتيوشا تابعة للتنظيم في إحدى المناطق بمديرية تبن القريبة من أبين.
وضبطت أجهزة الأمن في عدن، 4 عناصر إرهابية من بينهم السائق الشخصي لزعيم تنظيم «القاعدة» في مديرية المنصورة الملقب بـ «أبو سالم». وأفادت إدارة الشرطة في المدينة أن اشتباكات اندلعت مع تلك العناصر مما أسفر عن إصابة أحدهم بجروح نقل تحت حراسة مشددة إلى أحد المستشفيات. وأضافت إن أجهزة الأمن عثرت على أسلحة وذخائر وعبوات مجهزة للتفجير موصولة بأسلاك كهربائية وهاتف محمول من أجل تفجيرها عن بعد.
وفي حضرموت، أكد قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج البحسني أن هناك خطوات أمنية قادمة من أجل تعزيز الحزام الأمني حول المكلا وساحل المحافظة بهدف تعزيز الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة العناصر الإجرامية من تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وقال أثناء لقائه محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك إن قوات الجيش والأمن ستعمل جنبا إلى جنب من أجل تعزيز الحالة الأمنية وتطبيع الحياة بشكل أكبير لما فيه خدمة حضرموت ونهوضها من جديد، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية ستشهد تحسنا كبير خلال الفترة المقبلة.
وثمن محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد المواقف الأخوية الصادقة من قبل قيادة التحالف العربي في مقدمتها السعودية والإمارات ودعمهما للسلطة المحلية لكل ما من شأنه تلبية احتياجات المواطنين بالمحافظة وتثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة. وأضاف إن إدارته لديها توجه تعمل عليه من خلال إيجاد بنية تحتية حقيقية للمشاريع الخدمية على رأسها الأمن والكهرباء والمياه والصحة والتعليم والأمن، وإن أمله كبير في أن ترى هذه المشاريع النور لتحقيق تطلعات أبناء حضرموت وتخفف من معاناتهم.
المصدر: الإتحاد