فكت القوات الشرعية اليمنية، من الجيش والمقاومة، الحصار المفروض على مدينة تعز، من محورها الغربي، بعد أن استكملت سيطرتها على التبة السوداء في جبهة الضباب وتأمين طريق الضباب – تعز، وتحرير جبل «الهان» الاستراتيجي وتبة المقبانة وأكمة الصياحي، وذلك ضمن المرحلة الثانية من عملية فك الحصار عن المدينة وتحرير المحافظة، وفي وقت واصلت فيه قوات الجيش والمقاومة تقدمها في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، استمرت الغارات الجوية لمقاتلات التحالف على مواقع الميليشيات في جبهات عدة.
وفي التفاصيل، قال مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن مقاتلي الجيش والمقاومة صدوا هجوماً عنيفاً على المناطق المحيطة بقصر صالة، ولم تستطع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية تحقيق أي تقدم فيها.
وذكرت مصادر عسكرية أن الخط الواصل بين وادي الضباب، مروراً بمنطقة التربة، وصولاً إلى المناطق الحدودية مع لحج، بات سالكاً أمام قوات الشرعية، ما يسمح أيضاً بفتح منفذ للمدينة التي تحاصرها الميليشيات.
وقال مصدر عسكري آخر إنه بالسيطرة على جبل هان وتبة المقبابة وأكمة الصياحي المجاورة له، يصبح طريق خط الضباب، غرباً، مؤمناً بشكل كامل. لكن المصدر حذر السكان من المرور بتلك المنطقة في الوقت الحالي، بسبب زرع الحوثيين مئات الألغام في تلك المناطق، والتي قد تودي بحياة المدنيين.
وأكد نائب مجلس تنسيق المقاومة وكيل محافظة تعز، الشيخ عارف جامل، لـ«الإمارات اليوم»، بدء المرحلة الثانية من عملية فك حصار المدينة، وتحرير المحافظة من الميليشيات عقب انتهاء المرحلة الأولى بنجاح حسب قوله، مشيراً إلى أن مراحل تحرير المدينة وفك الحصار عن تعز متتالية ومتتابعة، وستستمر حتى استكمال عملية التحرير.
وأكد جامل مواصلة قوات الشرعية عملية تطهير منطقة صالة، في شرق المدينة، من الألغام والمقذوفات التي خلفتها الميليشيات في المنطقة، وكذلك تمشيط محيط المنطقة من بقايا جيوب الميليشيات، التي تختبئ في خنادق تم حفرها خلال سيطرتهم على المنطقة، موضحاً أنها استكملوا تطهير قصر صالة التاريخي للحكم، والذي حولته الميليشيات، أخيراً، إلى معسكر يتم قصف المدينة ومواقع المقاومة والجيش منه، وتم أمس تطهيره بالكامل حتى من الألغام، كما تم تطهير المناطق المحيطة به.
وبشأن الجبهة الغربية للمدينة، أكد جامل أنه تم فتح وتأمين خط الضباب باتجاهين نحو المدينة وباتجاه التربة، وأن حركة المركبات بدأت تدريجياً بالعودة إليه، رغم استمرار عملية تطهير التباب الصغيرة المتبقة في محيط الطريق من جهة جبل هان، الذي تم تطهيره بالكامل.
وكان قائد الجبهة الغربية لمدينة تعز، عبده حمود الصغير، أكد لـ«الإمارات اليوم»، فتح طريق الضباب تعز باتجاه التربة، وأنهم يقومون حالياً بتطهيره من الألغام التي زرعتها الميليشيات، وتأمينه من القناصة التي لايزال بعضها منتشراً في بعض التباب المطلة على الخط.
وأكدت المصادر بدء عملية إعادة تأهيل طريق الضباب تعز – الضباب التربة، من قبل قوات الجيش والمقاومة، وأنهم وصلوا في تلك العملية إلى منطقة الهنجر ووادي الضباب باتجاه التربة، ومنها نحو محافظة لحج، كي يصبح سالكاً بالكامل أمام تدفق المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية لسكان مدينة تعز، وكذلك تعزيز قوات الشرعية بالعتاد والمؤن الخاصة، لاستمرار معارك المراحل المقبلة من عملية تحرير تعز.
وفي الجبهة الشمالية للمدينة، تمت السيطرة على موقع الصومعة وتكبيد العدو ستة قتلى وعدد من الجرحى، فيما بات القتال بين الجانبين في محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، وأسفل منطقة عصيفرة وجبل الوعش وأطراف شارع الأربعين، باتجاه مقوات عصيفرة.
وغنمت قوات الجيش والمقاومة عتاداً عسكرياً وعدداًكبيراً من الذخيرة، أثناء عملية تطهير عصيفرة العليا باتجاه التحرير، داخل عمارات: عبدالجليل دايل، ومطهر والسماوي والحمراء، التي كانت تتمركز فيها الميليشيات.
في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات مساندة لقوات الشرعية، مستهدفة تبة سوفتيل، التي تتمركز فيها دبابات تقوم بقصف المدينة ومواقع الجيش والمقاومة، وتعيق تقدمهم باتجاه جولة القصر وفرزة صنعاء باتجاه الحوبان، وكذلك شنت ثلاث غارات على تجمع للميليشيات على أطراف الجحملية.
وفي جبهة حيفان الأحكوم جنوب المحافظة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تحرير جبل الماورة في منطقة المقاطرة، القريب من هيجة العبد، التي تسعى الميليشيات للسيطرة عليه، فيما شنت قوات الشرعية من الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيات في منطقة الأكبوش، التي تتمركز فيها وتقوم بعملية قصف وقنص للمارة في طريق هيجة العبد.
وفي جبهات شمال العاصمة صنعاء، حققت قوات الجيش والمقاومة بمنطقة نهم، تقدماً جديداً نحو السلسلة الجبلية المطلة على مركز المديرية ومنطقة المدفون، وسيطرت على كولة ريمان والقضاضة والعصيدة، بعد تأمينها جبال البياض والكحل والقتب، المطلة مباشرة على منطقة المدفون الاستراتيجية، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات خلفت ثلاثة شهداء في صفوف قوات الشرعية، و17 قتيلاً في صفوف الميليشيات، حسب ناطق مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي، الذي أكد فرار عناصر الميليشيات من تلك المناطق باتجاه المجاوحة.
وتزامنت معارك تحرير تلك المناطق، مع قيام مقاتلات التحالف بشن غارات نوعية على تجمعات الميليشيات في منطقتي مسورة ومحلي، بمديرية نهم، فيما قصفت مدفعية الشرعية مواقع الميليشيات في قرى المعادي وغول علي، وبدأت بالزحف باتجاه ملح وبران، من خلال بدء فرق هندسية تابعة لقوات الجيش بنزع الألغام التي زرعتها الميليشيات في جميع المناطق والطرق التي تؤدي إلى تلك المناطق، بهدف إعاقة تقدم الجيش والمقاومة نحوها.
من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية في صنعاء أن الميليشيات تقوم بنقل أسلحة وذخائر عسكرية ضخمة من العاصمة، باتجاه محافظة صعدة معقل الميليشيات الرئيس، والمحاذية مباشرة لحدود السعودية، مشيرة إلى أن عمليات نقل لتلك الأسلحة تمت من معسكرات النهدين والصباحة وعطان، وكلها خاضعة لسيطرة قوات المخلوع صالح.
كما قامت الميليشيات بتشكيل ما يسمى «اللجنة العسكرية» لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها عسكرياً وأمنياً، خلال المرحلة المقبلة، مكونة من 13 من قيادات قوات المخلوع صالح، وقيادات ميدانية لميليشيات الحوثي.
وتفقد رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد علي المقدشي، الوحدات والألوية العسكرية المرابطة في منطقة نهم شرق العاصمة صنعاء، وعقد اجتماعاً بقيادات الألوية، واطلع على سير العمليات العسكرية، واستمع لمستجدات الوضع الميداني والقتالي.
وفي الجوف، واصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية قصفها لمناطق سكنية في مديرية الغيل والحزم بصواريخ الكاتيوشا، فيما واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات.
وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها مواقع ومعسكرات الميليشيات في مناطق متفرقة من المحافظة، مستهدف مخازن أسلحة في معسكر «أبي موسى الأشعري»، بمديرية الخوخة جنوب الحديدة، بثلاث غارات متتالية تصاعدت من داخله أعمدة الدخان،كما استهدفت بأربع غارات المطار الحربي، ومقر الدفاع الجوي بمدينة الحديدة.
المصدر: الإمارات اليوم