اقتربت قوات الجيش اليمني من مديرية أرحب ثاني أكبر مديرية في العاصمة صنعاء بعد نهم، وحرّرت مواقع جديدة في البيضاء والجوف، واستمرت في عملياتها العسكرية ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية في تعز ومأرب وحجة والساحل الغربي في الحديدة، فيما شنت مقاتلات التحالف، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، غارات جوية استهدفت تجمعات الميليشيات وتعزيزات عسكرية تابعة لها في مزارع
10000
ريال يمني هو سعر أسطوانة الغاز الواحدة في السوق السوداء التابعة للحوثيين بصنعاء.
بمديريات المنصورية، وبيت الفقية وزبيد والتحيتا والجراحي بجبهة الساحل الغربي.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء اقتراب قوات الجيش اليمني من مديرية أرحب ثاني أكبر مديرية في العاصمة بعد نهم، بعد استكمال تحرير سلسلة جبال يام، مشيرة إلى أن الجيش بدأ التحرك باتجاه أرحب من جهة الميمنة عبر محورين للوصول إلى مفرق أرحب ومفرق الجوف نهم.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش بعد السيطرة على جبال الأدمغ الاستراتيجية في جبهة يام، بات يتحكم في الطرق الرابطة بين نهم والجوف ويشرف على مناطق عدة باتجاه مديرية أرحب، فيما تعيش ميليشيات الحوثي الانقلابية أسوأ حالاتها العسكرية بعد تلقيها ضربات موجعة من التحالف والشرعية في جبهات مختلفة، ومصرع عدد من قياداتها الميدانية في الآونة الأخيرة.
من جانبه، وجه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، محافظي صنعاء وعمران وذمار وصعدة بالنزول الميداني إلى مختلف الجبهات، لرفع معنويات المقاتلين وتوحيد الصفوف والعمل على بدء معركة الحسم العسكري في معاقل الميليشيات.
وكانت ميليشيات الحوثي أقرت بمصرع القيادي الحوثي أحمد علي محسن المطري، في موجهات نهم الأخيرة مع نجله علي خطيب جامع الصالح سابقاً، فيما قتل القيادي الحوثي أمين يحيى مرغم، وهو من أبناء رحبان بمحافظة صعدة، على أيدي قوات الجيش في جبهة نهم أيضاً.
كما لقي القيادي الحوثي البارز إسماعيل الخولاني، مصرعه بغارة جوية لطيران التحالف العربي على مواقع الميليشيات في صرواح بمأرب، وهو رئيس اللجنة الرقابية الثورية للحوثيين بوازرة الشباب والرياضة سابقاً.
وأقر الانقلابيون بمصرع القيادي محمد حسين الدار المكنى «أبوشهاب»، مشرف الميليشيات في جبال هيلان بصرواح مأرب، والقيادي جواد حميد الدين، وهو قائد الميليشيات في جبهة حرض، الذي قتل بغارة لطيران التحالف، إلى جانب مصرع محمود يحيى الضلعي، وهو أبرز المشرفين على هندسة وتصنيع المتفجرات وشبكات الألغام في جبهة الساحل الغربي، حيث لقي مصرعه بغارة للتحالف في مديرية الجراحي جنوب محافظة الحديدة.
في الأثناء، تواصلت الاحتجاجات في العاصمة صنعاء على خلفية أزمة الغاز المنزلي المستفحلة، حيث شهدت أحياء الصافية، وشارع التوفيق، وشارع مأرب، وحي القاع، وبستان السلطان مواجهات وعصياناً مدنياً تم فيه قطع الشوارع وإحراق إطارات السيارات وانتشار أبناء تلك الأحياء بالسلاح في الأزقة، استعداداً لمواجهة الحوثي في حال حاولت عناصره اقتحام مناطقهم، إلا أن الأخيرة بدت عاجزة أمام السيطرة على الوضع المتدهور والمتفجر في أحياء المدينة.
وفي عمل استفزازي، قامت ميليشيات الحوثي بتوزيع قسائم غاز منزلي على عناصرها في العاصمة، مستثنية سكان المدينة وطالبتهم بالتوجه الى محطات غاز خاصة بالجماعة للحصول على أسطوانات الغاز بأسعار زهيدة، فيما وصلت أسعار الأسطوانة الواحدة في السوق السوداء التابعة للجماعة إلى 10 آلاف ريال يمني، ما يعادل ستة أضعاف سعرها المفترض.
وفي البيضاء وسط اليمن، تمكنت قوات الجيش مسنودة بالتحالف والمقاومة المحلية من السيطرة على جنوب منطقة أعشار بمديرية ناطع، فيما شهدت مناطق فاصلة بين أبين والبيضاء في عقبة ثرة مواجهات عسكرية بين الجيش والميليشيات وصفت بالأعنف منذ أشهر. كما شهدت منطقة الزوب بمديرية القريشية برداع مواجهات بين المقاومة والميليشيات خلفت قتلى بين الطرفين، وفقاً لمصادر محلية.
وكانت مصادر عسكرية أكدت تمكن قوات الجيش والمقاومة من استكمال تطهير جبل صوران الاستراتيجي، بعد معارك عنيفة خلفت ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الحوثي. ويعد جبل صوران من أهم المواقع الاستراتيجية في سلسلة الجبال المطلة على منطقة فضحة، وبتحريره تسهل عملية فصل منطقة فضحة عن بقية مناطق مديرية الملاجم.
وفي صعدة حيث معقل ميليشيات الحوثي وزعيمهم عبدالملك الحوثي، واصلت قوات الجيش، مسنودة بالتحالف ومدفعية الجيش السعودي، عملياتها العسكرية في مديرية رازح الحدودية، واستكملت تطهير مناطق الأزهور والقد والجحلة، بمساندة كبيرة من طيران الأباتشي التي شنت سلسلة من الغارات النوعية على تجمعات وثكنات وقناصة الحوثي المنتشرة في تلك المناطق، قبل أن يتمكن الجيش من الدخول إليها وتطهيرها بعد مصرع قناصة كانوا متمركزين في بعض التباب والحصون الجبلية، كما قصفت مقاتلات التحالف تعزيزات وآليات للميليشيات في منطقة الملاحيط في مديرية الظاهر، وأخرى في مديرية شدا، ومنطقة الفرع في مديرية كتاف.
وكانت مصادر عسكرية يمنية أكدت تراجع الجيش نتيجة انتشار الألغام بكثافة في الجبهة الواقعة بين رازح وغمر، وعاد إلى مواقعه في جبل الجبرة، لإفساح المجال أمام الفرق الهندسية وطيران التحالف لتدمير الألغام والتحصينات التي يتخذها قناصة الحوثي في المناطق الفاصلة بين المديريتين، فيما تعرضت مواقع الميليشيات لقصف صاروخي ومدفعي من قبل القوات السعودية في مناطق متفرقة في مديرية منبة الحدودية.
وفي الجوف، دكت مدفعية الجيش التابعة للمنطقة العسكرية السادسة مواقع الميليشيات في أسفل منطقة ملاحا بمديرية المصلوب غرب المحافظة، فيما حققت تقدماً كبيراً باتجاه موقعين غرب الهيجة والغرفة في المديرية ذاتها، وأدت عملية عسكرية للجيش في جبهات حام بمديرية المتون الى مصرع خمسة من الميليشيات وإصابة ثلاثة آخرين وتدمير طقم ومدرعة عسكرية، فيما استشهد أحد أفراد الجيش وأصيب آخر.
من جانبها، قصفت مقاتلات التحالف موقعاً للميليشيات في منطقة الحجلا بمديرية خب والشعف شمال الجوف، ما أدى إلى تدمير عربة عسكرية كانت محملة بالذخائر المتنوعة، ومصرع ستة من عناصر الحوثي وإصابة اثنين آخرين.
وفي جبهات الساحل الغربي، أكد مصدر في مقاومة حيس التابعة لمحافظة الحديدة، قيام وحدات من قوات المقاومة مسنودة بالتحالف العربي بتنفيذ عمليات عسكرية باتجاه مديرية جبل راس القريبة من محافظة إب، وأخرى في مفرق سقم بين حيس وشمير التابعة لمحافظة تعز، بهدف تأمين الطرق القادمة من المحافظتين باتجاه حيس، مشيراً إلى أن العمليات خلفت قتلى وجرحى وتدمير آليات ودراجات نارية تستخدمها الميليشيات في هجماتها على الجيش.
وشنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع الميليشيات في معسكر الدفاع الجوي، بالقرب من مطار الحديدة الدولي، ومواقع وتجمعات للميليشيات في مناطق متفرقة بمديرية المنصورية، وتجمعات وتعزيزات في مزارع ومواقع عدة في مديرية الجراحي، وأخرى في بيت الفقيه وزبيد والتحيتا، أسفرت عن مصرع عشرات الحوثيين، بينهم قائد ميداني، وتدمير آليات عسكرية، لاسيما في بيت الفقيه والتحيتا.
من جهة أخرى، أفادت مصادر عسكرية بوصول قوات تابعة للحرس الجمهوري الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام، والرئيس اليمني السابق المغدور علي عبدالله صالح إلى جبهات الساحل للانضمام الى قوات الجيش والقتال في صفوفهم، من أجل سرعة تحرير ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي بسقوطه ستسقط آخر أوراق الميليشيات الاقتصادية والعسكرية.
وفي حجة، واصلت قوات الجيش بمساندة طيران التحالف تطهير المناطق المحيطة بجمرك حرض القديم بعد السيطرة عليه، حيث شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات المركزة على آليات عسكرية كانت متحصنة في أطراف مدينة حرض الجنوبية، ما أسفر عن تدمير عدد منها ومصرع وإصابة من كانوا بتلك المناطق من عناصر الحوثي.
وفي تعز، لقي ثلاثة من عناصر الحوثي مصرعهم أثناء محاولتهم التسلل الى مواقع الجيش في محيط معسكر التشريفات والقصر الجمهوري شرق المدينة، وفي مديرية مقبنة غرب تعز، تواصلت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الطرفين في عزلتي القحيفة والعشملة.
من جانبها، عاودت مقاتلات التحالف قصف مواقع الميليشيات في تعز مستهدفة ثكناتها العسكرية في مطار تعز الدولي، نتج عن ذلك تدمير دبابة، فيما قصفت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات في تبة السلال، ما أدى إلى إعطاب دبابة، وتدمير رشاش 12.7 تابع للميليشيات في هوب العقاب، بجبهة الأشروح، غربي المحافظة.
المصدر: الإمارات اليوم