في السياسة، نسمع أحياناً بالدولة الفاشلة. تصبح الدولة فاشلة حينما تتعطل مؤسساتها أو تكون مؤسساتها مجرد حبر على ورق. وحينما تصل الدولة إلى قائمة الدول الفاشلة تهب دول العالم مستنفرة لتجنب مشكلات الدولة الفاشلة ومخاطر فشلها على الأمن والاقتصاد والعلاقات الدولية. أي أن أذى تلك الدولة الفاشلة يتعدى حدودها وأحياناً محيطها. وعلى هذا القياس لك أن تتأمل في حال الشركة الفاشلة. لكن الكارثة الأكبر أن تكون تلك “الشركة الفاشلة” تمتلك كل مقومات النجاح ومع ذلك تبقى فاشلة. أن تبني بناءً جديداً أسهل أحياناً من ترميم بناء قديم أو على وشك الانهيار. خذ على سبيل المثال مطار ما في مدينة ما صرفت على “دراسات” تطويره مليارات وبقي هو ذات المطار. وما زالت مليارات “الدراسة” تتدفق وما صلح المطار ولن يصلح. خلاص: المسألة محسومة ومعروفة حتى لمن لم يركب طائرة في حياته. هذا – باختصار – مطار فاشل. وتلك شركة نقل عملاقة ينطبق على حالها المثل الشعبي الشهير: “من جرف لدحديرة”! مسكينة، أثقلتها سنوات المرض الطويلة – عافانا الله وإياكم – فلم ينفع معها لا علاج في ألمانيا، ولا “قراءة” مطوع في المدينة، ولا كي رأس في أبها. لم يعد لها منا إلا الدعاء الصادق بالأجر وحسن الخاتمة. نعم! لدينا شركات “فاشلة” ومن العبث أن تهدر عليها المليارات في “التطوير” أو “دراسات للحلول”. وهنا يأتي حل واحد وهو “حل” الشركة إلى الأبد وطلب “الفزعة” من أرامكو كي تنشأ شركة جديدة بعقلية جديدة تفهم حاجة السوق وحجمه، وتعرف لغة اليوم وتدرك معنى المنافسة المحترمة!
بالمناسبة: “شو” أخبار الخطوط السعودية؟!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٠) صفحة (١٧) بتاريخ (٢٣-٠١-٢٠١٢)