في قمة (ريو + 20) المنعقدة حالياً في البرازيل، تكررت على مسامعنا مصطلحات من مثل «الاقتصاد الأخضر» و«التنمية المستدامة.»
ولكثرة ما كررها أهل السياسة، من رؤساء دول ووزراء اقتصاد وبيئة، تكاد الفكرة تفقد معناها. فالتنمية المستدامة مشروع حياة أو موت لكثير من شعوب دول الجنوب. والاقتصاد الأخضر مفهوم حيوي في ظل المخاطر البيئية التي تهدد عالمنا اليوم. والتنمية المستدامة تعني أن نفكر في اليوم وفي الغد وما بعد الغد.
ونحن، في العالم العربي، في قلب القلق. أعداد الناس في عالمنا تتزايد بشكل مخيف. والتطاحن على السلطة احتل هموم النخب. واستشراء الفساد والاستبداد قاد إلى فشل في التخطيط لمشروعات التنمية وفشل في أداء الأجهزة التنفيذية. وهكذا يتراكم الغضب الشعبي حتى يصل لمرحلة الانفجار كما شهدنا في دول الربيع العربي.
ليس كل من خرج في ميادين التغيير والتحرير طالب سلطة. الناس هناك فقدت كل أمل وبمجرد أن كسرت حاجز الخوف حدث الانفجار. المخيف الآن أن تتحول الشعوب الغاضبة إلى شعوب جائعة. وهذا حتمال وارد كما نشهد في اليمن اليوم. ا
الانشغال بألاعيب السياسة على حساب التنمية الشاملة يقود إلى كوارث خطيرة. والتنمية إن لم تعنِ، من ضمن معانيها الكبيرة، نظرة علمية وعملية للمستقبل، نبقى ندور في مناطق الخطر.
من يفكر فقط في اليوم يخسر المستقبل. ومن يخطط فقط ليومه ويعيش وفق المثل القائل «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» إنما يمضي سريعاً إلى هاوية الفشل. ولذلك لابد من شحذ الهمم لاستثمار إمكانات اليوم لبناء اقتصاد المستقبل. وهذا يعني أن نشرع في مشروع «تنموي» ضخم يبدأ ببرامج جادة تهيئ شبابنا للعمل الجاد وتؤهلهم لخوض معركة المستقبل.
مازالت الفرصة ذهبية لكن الوقت يمضي سريعاً، مثل لمح البصر!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (٢٢-٠٦-٢٠١٢)