كاتب إماراتي
أعلن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أن الإعفاء من تأشيرة الاتحاد الأوروبي (الشنغن) بات قريباً جداً، لتنطلق بعدها التغريدات والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بهذا الإنجاز للدبلوماسية الإماراتية، الذي من شأنه تسهيل تنقل الإماراتيين في دول الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة.
كانت معظم التغريدات تشيد بهذا الإنجاز، على اعتبار أنه يصب في مصلحة المواطن الإماراتي، الذي يتردد بشكل مستمر على القارة الأوروبية، وكالعادة كشفت بعض التغريدات والآراء توجهات وهوى أصحابها الحزبية، ليقللوا من شأن أي إنجاز لأنهم لا يرون إلا الجانب الأسود من كل شيء، وحتى عندما يكون الثوب ناصع البياض سيبحثون عن نقطة سوداء لا تُرى إلا بالمجهر المكبر، ليجعلوها كبيرة الحجم لا تختلف عن مدى الحقد الذي في صدورهم.
إلا أن هناك نوعاً آخر من الأغبياء والجهلة، ذكّرني بشكل أو بآخر بتلك العقلية التي كانت سائدة في عصر الظلمات، والمشكلة عندما تكون هذه العقلية حاضرة في وقتنا هذا، بعد ما وصلت إليه البشرية من تقدم وتحضر في شتى مجالات الحياة، كان من المضحك المبكي أن تأتي التعليقات مثل: الإعفاء هذا وكأنه إعفاء من النار والدخول إلى الجنة، الإعفاء هذا لدخول بلاد الكفار وليس فيه فخر!
هؤلاء الأغبياء لو كانوا يعيشون في الكهوف متخلفين عن كل شيء لعذرناهم والتمسنا لهم العذر، إنما التناقض أنهم يستعملون كل ما صنعته «بلاد الكفار» على حد قولهم، الهاتف الذكي الذي يستخدمه أغبياء مثلهم تمت صناعته في بلاد الكفار، والسيارة التي يتنقلون بها من صناعة بلاد الكفار، وكل شيء تقريباً من وسائل الراحة والرفاهية من إنتاج بلاد الكفار، ثم يستكثرون على الإماراتي عندما يعبر عن فرحته بدخول العديد من الدول براحة ودون تعقيد. إحدى مشكلات الشعوب العربية أن بعض مواطني هذه الشعوب قد توقف «الأبديت» (التحديث) في عقولها، العقول بدأت تعمل وفق أعلى مستوى، بينما تعمل عقولها وفق نظام العصر الحجري، لا أنهم تطوروا ولا أنهم تركوا غيرهم يستمتع بإنجازاته، لكن ولله الحمد نحن في دولة الإمارات تعلمنا أن نعمل وننجز بينما يتحدث الآخرون عن إنجازاتنا.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/