كاتبة إماراتية
توجهت إحدى الأمهات إلى المدرسة لاصطحاب ابنتها ذات الأربع سنوات بعد انتهاء يوم دراسي، وبينما هي تقترب من الصف لاصطحابها تندهش من تعنيف أم لطفلها الصغير بالصراخ والتهديد بقولها »عقاباً لك، لن تحصل على ما تريد مدى الحياة«، بدأ الطفل يخطو خطواته البطيئة الحزينة ممزوجة مع تعابير وجهه المرتبكة من سخط واستياء الأم فهو لم يكن يريد سوى أن يتأخر بعض الوقت في المدرسة لرغبته في اللعب مع أصدقائه.
مع هذا السلوك التزمت الأم الصمت مندهشة لتلاشي العاطفة من قلب تلك الأم التي لم تتهاون لحظة في إحراج طفلها أمام زملائه.
هل يُجدي اتباع الصراخ كأسلوب تربوي ناجح لتقويم سلوك الأطفال؟
كثيراً ما تفقد بعض الأمهات أعصابهن في التعامل مع الأطفال، فمهما حاولت التماسك أو التذرع بالصبر من طيش وتصرفات الأطفال، تجدها تثور في لحظة معينة فيعلو صوتها بصراخ متكرر يكون له تأثير سلبي وكبير على نفسية الطفل لأنه يعتقد أن هذا دليل على عدم حبها له.
ينصح علماء النفس الوالدين دائماً بأن يبثا الطمأنينة في نفس طفلهما ومحاولة إفهامه أن الحب الذي يكنانه له لا يتأثر بلحظات الغضب.
تربية الأسرة تعد من أقوى المؤثرات التربوية والاجتماعية على الأبناء كونها المسؤول الأول عن النمو الاجتماعي للأبناء وتكوين شخصيتهم التي تحصنهم من الخطأ وتوجههم إلى الصواب حيث إن لها الأثر النفسي والمعنوي المباشر في تقويم السلوك وتشكيل شخصية الطفل التي تبقى تلازمه طوال حياته.
الصراخ من أخطر الأساليب على نفسية الطفل من أي أسلوب عقابي آخر لأنه يشكل إهانة للطفل والمس بكرامته، وبالتالي يفقد ثقته بنفسه وتتحطم معنوياته فيبدأ يشك بقدراته، كما أنه يدمر علاقته مع والديه سواء كان الأب أو الأم، وفي الغالب تكون حالة الطفل سيئة جداً لما له من أثر كبير على أمانه النفسيّ.
لنجعل الحوار أسلوب التفاعل مع الأطفال للدخول إلى عالمهم الخاص ومعرفة احتياجاتهم، وفي الأخطاء يجب الفصل بين شخص الطفل الذي هو الابن، وبين أخطائه التي هي مقتضى صغر سنّه وقلة خبرته في الحياة.
وليكن الحوار مع الأطفال هو الأسلوب المتبع القائم على الود والحنان، الذي يهدف إلى تحقيق مصلحتهم، وعلينا ألا ننسى أننا لأبنائنا القدوة التي يتعلمون منها السلوك والأخلاق، فلنكن لهم خير قدوة، في الهدوء وضبط النفس والتعامل الراقي.
المصدر: البيان