عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

أسلوب دبلوماسي

الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤

ذكرت إحدى الفتيات في فيديو تم نشره في حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، بكل دبلوماسية، قصة أحد رجال الأعمال وأحد المزارعين الذي اخترع جهاز Tree T-PEE، وهو جهاز يساعد المزارعين في تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90%. كما يمكّنهم من الحفاظ على الأسمدة ويوفر الحماية المناسبة للنباتات في الظروف المناخية القاسية. شارك هذا المزارع في برنامج Shark Tank، الذي يتيح لأصحاب المشاريع ورواد الأعمال فرصة عرض أفكارهم للبحث عن مستثمرين. اللافت كان عندما أخبره أحد المستثمرين بضرورة رفع هامش الربح، مشيراً إلى أن ربحه الحالي - الذي لا يتعدى دولاراً واحداً- يعتبر خسارة كبيرة لأي مستثمر. رد عليه المزارع مباشرة بأنه لا يستطيع فعل ذلك، نظراً لأن أغلب المتعاملين معه هم مزارعون. ولن يتمكنوا من دفع مبالغ أعلى. فعقب مستثمر آخر بأن المزارعين هم حجر الأساس، وأكد أن بعضهم بالفعل لن يتمكن من دفع مبالغ أكبر، لذا وافق فوراً على تقديم المبلغ المطلوب لإتمام مشروعه. في ذلك الوقت، كان تقييم تلك الشركة 75,000 دولار، أما اليوم في عام 2024، فقد وصل تقييمها إلى 50,000,000 دولار، ولقد توسعت أعمالها في عدة دول، مما وفّر على المزارعين حوالي 90% من استهلاك المياه. ما أعجبني في قصة الفتاة التي سردت الحكاية هو تفكيرها النقدي الإيجابي والدبلوماسي في طرح موضوع شديد الأهمية، حيث…

كن على طبيعتك

الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤

ينبهر بعض الناس من بريق شريحة معينة من الأفراد الذين قد يكونون لافتين ومميزين، إما بسبب حضورهم الاستثنائي أو وجودهم وأثرهم الفريد من نوعه، سواء في العالم الواقعي، أو حتى الإعلام الاجتماعي، أو كليهما، فيشعرون تلقائياً بالدونية لأنهم لا يشبهونهم في الكثير من الخصال ودرجة التميز وتقبل الناس. لذلك يلعبون دوراً مزيفاً معهم حتى ينالوا رضا الناس وإعجابهم، وبالتالي ينسلخون تلقائياً من شخصيتهم الحقيقية الجاذبة، ويصبحون نسخاً مكررة من أشخاص آخرين، حتى ولو كان ذلك التشابه لا يمثلهم إطلاقاً ولا يليق بهم. النجاح في أمور الحياة لن يأتيك على طبق من ذهب، ولا من خلال التقليد الأعمى لإنجازات وتميز الآخرين، ولا بالتواكل دون عمل جاد، فذلك كمن يحاول أن يحصد من دون أن يزرع، وإنما ببذل أقصى الجهود والإصرار والعزيمة والعمل الدؤوب الذي سيساعد بشكل كبير على تحقيق الهدف المرجو. في هذه الحياة تيقن تماماً أنك ستعيش مرة واحدة فقط ولن تتكرر، فيجب عليك استغلال جميع الفرص المتاحة بأفضل شكل ممكن، فالحياة مليئة بالتحديات والفرص، إما أن تكون موجوداً بأفعالك وإنجازاتك فيها، أو تمر مرور الكرام، لذا عزز صورتك الذهنية عن نفسك، واعترف بوجود الأخطاء، وتعلم منها، وانشغل في تطوير ذاتك نحو الأفضل، وليس بالتقليد ونبش عثرات الآخرين، دعك منهم وابنِ رسالتك الخاصة التي تمثلك أنت وستصل إلى مستوى عالٍ…

مهارات المستقبل

الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤

تصور أنك في عام 2045 وطفلك البالغ من العمر 3 سنوات يبلغ عمره الآن 24 عاماً، ولقد تميز وتخرج من الجامعة ويبحث اليوم عن وظيفة تتناسب مع مهاراته الأساسية، فما هي المهارات التي سيحتاج إليها، والتي ستفتح له أبواباً شتى من الفرص التي ستمكّنه من الولوج في بيئة العمل والنجاح فيها؟ وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2016، فإن 65% من الوظائف قد لا تكون معروفة للكثيرين، ولكن من الممكن التعرف على المهارات المطلوبة وتمكين أطفالنا للتعامل مع التغيرات المستمرة في سوق العمل. بعض هذه المهارات هي مهارة حل المشكلات، ففي بيئة عمل مليئة بالتحديات سيحتاج الطفل إلى إتقان مهارة تحديد المشكلة التي تواجهه والتمكن من تحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لها، ولابد من صقل هذه المهارة ابتداءً من المرحلة العمرية المبكرة وذلك من خلال حل الألغاز واستخدام الألعاب التفاعلية مثل LEGO وMinecraft التي بإمكانها مساعدة الأطفال على إتقان مهارة حل أية مشكلة بطريقة فعالة. إضافة إلى مهارة التعاون والعمل الجماعي، فلقد أصبحت هذه المهارة في غاية الأهمية سواء في مقاعد الدراسة أو بيئة العمل، لذا يتطلب من الطفل إتقانها منذ الصغر وإدراك أن نجاح المجموعة أو الفريق في بيئة العمل هو نجاحه الشخصي أيضاً. كما أن تعلم الأبناء للمهارات الرقمية في العصر الذي نعيشه حالياً ومستقبلاً سيحتاج إلى معرفة…

المودة والرحمة

الأربعاء ٠٧ أغسطس ٢٠٢٤

أحياناً نتعجب لعدم استمرارية الحب في بعض العلاقات، رغم قوتها وصلابتها، كما كانت تبدو منذ البداية، في حين هناك علاقات تستمر لسنواتٍ طويلة، وتزداد قوتها على مر السنين، بالرغم من مرورها ببعض المواقف الصعبة والعثرات والعقبات، فتبدأ تتساءل، كيف تمكّن الطرفان من الصمود والحفاظ على هذه العلاقة برونقها وجمالها، دون أن يشوبها أية مشاعر سلبية منفرّة؟ وهل الحب هو ما يضمن استمرارية أغلب العلاقات؟. الحب عادة قد يشتعل وينطفئ، وقد ينقلب إلى النقيض تماماً على أدنى وأبسط مشكلة، ولكن المودة والرحمة، تظل مستمرة، من خلال قوة وصلابة الانسجام والتوافق بين الطرفين، أما الحب المبالغ فيه، والاحتكاك الاجتماعي الكبير، هو الذي يحوّل علاقات بعض الأفراد إلى خلافات واختلافات، قد تولّد مشاحنات ومصادمات غير مرغوبة. بعض العلاقات قد تنشأ بسبب الحب والتعلق العاطفي، وتستمر لفترة طويلة، وتصل بعد سنوات إلى نقطة التحول، بحيث تبدأ تتغير هذه المشاعر تدريجياً، ويخفت بريقها بسبب ظروف الحياة التي يمر بها الطرفان، ولكن قد تظل العلاقة صلبة ومستمرة لفترة من الزمن، لأن ما يربط الطرفين هو المودة والرحمة. اليوم تجد أحد كبار السن يعتني بزوجته، ويذكِرها بمواعيدها الطبية باستمرار، لتظل دائماً في أفضل حال، بغض النظر عن حالتها الصحية السيئة، التي تعكّر صفو مزاجها بين الفينة والأخرى. وحين تزداد حالتها سوءاً، يردد على مسامع أبنائه، ما جعلني…

لا تخدعك الصورة

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤

يصل بعض الأبناء إلى مرحلة المراهقة، ومن ثم البلوغ، ولا يزالون أطفالاً صغاراً في تصرفاتهم وسلوكهم، تشعر وكأنهم معدومو الشخصية والثقة بالنفس، لا يتخذون أي قرار يتناسب مع مرحلتهم العمرية، وكأنهم في هذه الحياة مسيّرون ضمن متطلبات الكبار، رغباتهم وآراؤهم بالنسبة لهم غير مهمة، لأن أحد الوالدين يتعامل معهم كأتباع له، وليسوا كشخصيات مستقلة، لهم كيان وفكر مستقل. للأسف، هؤلاء هم أبناء «الشخصية النرجسية»، التي في أغلب الأحيان تطمس شخصية أبنائها تماماً، حتى تظهر في أجمل صورة للملأ، ولكن ما خفي أعظم. في الواقع، تكثر اليوم بعض اللقطات المثالية لأدق تفاصيل حياة بعض الآباء النرجسيين في التعامل الإيجابي والاستثنائي مع أبنائهم في الإعلام الاجتماعي، فهم يعتبرونهم أداة لتحقيق مجدهم الشخصي لا أكثر، غير مكترثين لراحة وسعادة أبنائهم، أو استقرارهم النفسي. ولكن البعض يخدعه الظاهر. فبعض تلك الصور تبرز الجانب الإيجابي، ولكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً، لذا، يتطلب منا التمهل قليلاً قبل الترويج وإطلاق الأحكام، والتيقن بأننا لم نرَ الصورة كاملة، هذا هو فقط جزء من الصورة، أنت لست ملمّاً بما هو خلف الكواليس. أما الأبناء، فلا بد من التعامل مع الوالدين النرجسيين بذكاء وحكمة، ليتمكنوا من برهم والعيش في سلام، من خلال استخدام الثناء والمدح الدائم عند الحديث معهم، وتجنب المجادلة، حتى لا يغتاظوا، كما أنه لا بد…

لا تتسرع

الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠٢٤

«من نظرتها وأسلوبها تمكنتُ من معرفة نواياها الخفية»، «هي ليست طيبة، كما تزعم، وتحاول أن تظهر للجميع».. وغيرهما الكثير من الأحكام التي قد لا تليق أو تشوه صورة بعض الأشخاص، لأنها مبنية فقط على جوانب محددة، وظروف معينة، أو انفعالات غير مقصودة، لربما كانت في لحظتها خارجة عن السيطرة. ولكن كم هي المرات التي غيّر فيها البعض حكمه السلبي على الآخر، لمجرد الاسترسال معه في الكلام، وكم من العداوات التي كانت غير مبررة، تلاشت من أول حوار أو موقفٍ عابر، ولكنه ترك بصمة إيجابية في حياة الأشخاص المحيطين به، وأجمل الأثر في نفوسهم. لماذا لا نتبع استراتيجية فعالة في تقويم السلوك، قبل الحكم السريع على الآخرين؟ تخبرني إحدى السيدات، أنه من المحال أن تحكم على الناس من الوهلة الأولى، فهي تحسن الظن بالأشخاص لفترة طويلة، حتى يثبتوا لها العكس، لذلك تجزم ضرورة وضع الحدود الصحية، حسب البطاقات المرتبطة بحجم الود والعطاء والمواقف مع الآخرين، لتتمكن من المحافظة على قوة شخصيتها، ودوام صورتها المحببة والمقبولة لدى الآخرين. فالبطاقة البيضاء تكون عادةً لعامة الناس، ولكن الخضراء تكون للمقربين جداً، والصفراء لمن تعتبرهم مرآتك الصادقة، الذين تذوب أمامهم جميع الحواجز، كالوالدين. أما البطاقة الحمراء، فهي للأشخاص السامّين، الذين تعدّهم مصدر خطر بسبب سلوكهم العدواني وأثرهم السلبي. تذكر دائماً أنك حين تصنف الأشخاص بصدق…

منتدى الفكر والإبداع

الثلاثاء ٠٤ يونيو ٢٠٢٤

منتدى الإعلام العربي هو حدث استثنائي ومتميز، بما احتضنه من نخبة من صُنّاع القرار في القطاع الإعلامي، والإعلاميين العرب، وصنّاع المحتوى وكبار الكُتّاب، من الإمارات والوطن العربي، الذين اجتمعوا في دبي لتبادل الخبرات والمعارف، وبحث التحديات والمستجدات في هذا المجال المهم. لقد شهد هذا المنتدى - الذي بات جزءاً من مظلة أوسع وهي قمة الإعلام العربي - التجمعَ الإعلامي الأكبر من نوعه والأبرز في المنطقة، والذي نظمه بإبداع وإتقانٍ تام نادي دبي للصحافة، إضافة إلى جائزة الإعلام العربي، وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب. ويؤكد هذا الحدث أهمية دور الإعلام وانعكاسه الإيجابي على الشباب وجميع العاملين في مجال الإعلام. ولقد أثنى كثير من المشاركين في هذا المنتدى من داخل الدولة وخارجها، على عمق وجمال الجلسات المختلفة والمغلقة في الفضاء المفتوح الذي ساعد الأفراد على سماع محتوى ومضمون كل جلسة من غير التشويش على بقية الجلسات، بالإضافة إلى توفير حديقة الذكاء الاصطناعي التي أتاحت الفرصة للمشاركين والحضور في المنتدى، لإجراء محادثات تفاعلية من خلال حوار افتراضي عبر تقنيات المستقبل مع شخصيات ورموز عربية ذاع صيتها في مجال الأدب والإعلام التي رحلت عن عالمنا. وأتاح هذا المنتدى الفرصة لمشاركة بعض الشباب في الجلسات وتشريفهم بالولوج إلى عالم منتدى الإعلام العربي من خلال مخالطة العمالقة والمخضرمين في مجال الكتابة والإعلام والثقافة، والتي كانت بالنسبة…

ذكريات خالدة

الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤

في أحد الأيام طلب الجد من حفيده أن يقطع له ليمونتين ليضيفهما على طبق الفول، وما إن هَمّ بقطع الليمون رأى يد جدِه وفيها إصبعان مفقودتان، قال محادثاً نفسه: «يا إلهي لقد كبرت وأنا أرى يده بهذا الشكل ولم أسأله حتى الآن كيف قطّع إصبعيه، هو جزار هل يعقل أنه قطعهما بسكين وهو يقطع اللحم لأحد الزبائن»، بدأ يعاتب نفسه: «كيف لم أعطِ جدي قبل هذا اليوم حقه في إخباري بقصة أصبعيه المبتورين، كيف لم أشعره باهتمامي ورغبتي في معرفة تفاصيل الأمور التي تخصه وتعنيه»، لذا سأله مباشرة: «جدي كيف فقدت إصبعيك، هل قطعتهما بسكينك خطأ ؟. بالرغم من سرور الجد على هذا الاهتمام إلا أنه اعتبرها لوهلة إهانة كبيرة، فهل يمكن لمثله أن يقطع أصابعه بسكين، ثم أخبره أن ذلك بسبب الماكينة التي تعمل بالكهرباء وتدور شفرتها كالقطار. وما إن كاد الحفيد أن يسرح بكلام جده وخزه بيده طالباً الليمون، ليكتشف الجد أنه قطع ليمونتين فقط كما طلب منه، فقال ناصحاً:«إياك أن تفعل هذا ما حييت، أن يكون العطاء تماماً على قدر السؤال لأن هذه من صفات الجبناء. وأما الكرم فهو صفة الرجال العظماء الذين يميزهم العطاء فهم يثقون بأنفسهم ولا يهابون تقلبات الحياة المفاجئة». مر الوقت سريعاً ورحل الجد الصديق الصدوق وجميع الذكريات الجميلة مع حفيده ولكن بقيت…

تأسر القلوب

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى دوماً مغروسة في ذاكرتي، وهي «كوني يا عزيزتي كما أنتِ بكلماتكِ العطرة وأسلوبكِ الجميل، وتذكري دائماً هذه الكلمات لسانك حصانك إن صنته صانك»»، هذه السيدة كانت تشغل منصب السكرتارية في إحدى المؤسسات الخاصة التي عملتُ بها بعد التخرج في المدرسة بغرض التدريب والاحتكاك بسوق العمل للانشغال بتطوير المهارات الاجتماعية، واستغلال الوقت بشكل إيجابي قبل الولوج إلى الحرم الجامعي. في الواقع ظلت كلمات هذه السيدة تتردد في ذهني إلى اليوم؛ لأنني استوعبت في ذلك الوقت كيف لكلماتك الإيجابية والصادقة أجمل الأثر في نفوس الآخرين التي بلا شك تقرّب المسافات وتزيد من قبول واحترام الآخرين لك بالرغم من سطحية بعض العلاقات. بلا أدنى شك، أسلوبك مع الآخرين إما أن يأسر القلوب ويقربها منك أو يتسبب في النفور والابتعاد عنك، الأسلوب الجميل واستخدام الكلمات الموزونة والحانية حتماً لها أثر السحر الإيجابي ودور كبير في نجاح أغلب علاقاتك الاجتماعية، كما أنها تساعدك على تخطي أصعب الظروف وأشد المواقف مع الآخرين. أما من يقول هذه شخصيتي وهذا هو أسلوبي، ولا بد من أن يتقبلني الآخرون كما أنا، فسيعيش بلا شك وحيداً منبوذاً ولن يتذكره أحد؛ لأنه لم يرسم صورة جميلة تترسخ في ذاكرة المقربين أو حتى الغرباء على مر السنين. تأكد أنه ما يجعل…

تنظيم التبرعات

السبت ١٦ مارس ٢٠٢٤

يوجد لدى كل شخص منا بذرة الخير، والقدرة على المساهمة الإيجابية، ولو كانت بالقليل، ولذا، تجد أغلب الناس يسعون قدر الإمكان إلى مد يد العون لكل محتاج، بتقديم الدعم والمساعدات لأصحاب الحاجة، ولكن للأسف يستغل أحياناً بعض الأفراد أو الجهات غير المرخصة هذه التبرعات، في غير الأغراض التي جُمعت من أجلها، أو دون الحصول على شهادة معتمدة من الجهات المختصة، التي تثبت أنها جهة خيرية أو إنسانية معتمدة، وبالتالي، تتسبب في استغلال أموال المتبرعين. ومن هذا المنطلق، أعلنت مؤخراً وزارة تنمية المجتمع «قانون تنظيم التبرعات»، الذي يستهدف الحفاظ على أموال المتبرعين، وحمايتها من الاستغلال، وضمان وصولها إلى مستحقيها بأمان. وبلا شك، مع حلول شهر رمضان المبارك، ستشهد الدولة إقبالاً كبيراً من أهل الخير والأيادي البيضاء، لذا، أعلنت الوزارة ضرورة التأكد من أن الجهات التي تتلقى التبرعات، ليست وهمية، ومُصرح لها بجمع تلك التبرعات، حتى لا يقع المتبرعون فريسة لتمويل التنظيمات غير المشروعة. ووفقاً لشروط جمع التبرعات، يتعين على الجهات المصرح لها الحصول على تصريح رسمي، يسمح لها بجمع التبرعات، مع العلم بضرورة أن تتم عملية جمع التبرعات من خلال الجمعيات الخيرية فقط، بينما يحظر ويعاقب الشخص العادي على جمع أو قبول التبرعات من الجمهور، بسبب مخالفته لأحكام قانون التبرعات. كما يسمح القانون بتقديم المساعدات بين أفراد العائلة الواحدة، أو الحي…

وظائف المستقبل

الأربعاء ١٣ مارس ٢٠٢٤

كانت إحدى الأمهات حريصة كل الحرص على وضع خطة دراسية بشكلٍ منتظم لمتابعة ابنتها البكر باستمرار، كانت هينة ولينة في تربيتها وفي نفس الوقت حازمة تحسن التصرف وتعالج الأمور دائماً بحكمة، ولا تترك الحبل على الغارب وتهمل ابنتها إذا زادت عليها ضغوطات الحياة، بل كانت تصبح المعلمة إذا تطلب الأمر ذلك، والصديقة المقربة لابنتها تنصت لها بحرص في جميع المواقف وتوجهها إلى المسار الصحيح وتواكب حاجة سوق العمل لتطورات التكنولوجيا الحديثة. اليوم في ظل التطور المتسارع ألغت التكنولوجيا بعض المهن واستحدثت مهناً أخرى جديدة في سوق العمل، الذي سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الأبناء في المستقبل ممن سينتهي بهم الحال في وظائف جديدة قليلة الانتشار والإقبال في الوقت الحالي ولكن ستكون في تزايد مستمر مستقبلاً، وعلى الأجيال أن يكونوا مستعدين وجاهزين لهذه الوظائف. لذا لنتمكن من إعداد الأبناء ليكونوا على أتم الاستعداد لوظائف المستقبل لابد من إتقانهم «التعلم الذاتي» من خلال البحث والاكتشاف الذي يعزز قدراتهم على حل المشكلات وتنمية السلوك الإيجابي تجاه التعلم وتجربة أفكارهم بإبداع ابتداءً من مرحلة الطفولة المبكرة، حتى يتمكنوا من مواكبة التطور المتسارع في ميادين المعرفة وتطبيقاتها كلما تقدموا في السن. بالإضافة إلى «تنمية الفضول» لدى الطفل، الذي يحدث بدافع فطرتهم وشغفهم للمعرفة والتعلم لديه من خلال عدم إيقاف الفضول الطبيعي لديه والسماح له بالتعبير عن…

أفكارك الخاطئة

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤

«لا تُشيِّد صرحاً من الأوهام المزعجة على أساسٍ غير متينٍ من ملاحظاتك الناقصة». بلا شك حديثك الدائم مع النفس وطريقة تفكيرك يؤثران في طبيعة حياتك، لأنك تجد نفسك أحياناً في موقفٍ لا تحسد عليه لتصديق ظنك وأفكارك الخاطئة، وبالتالي تتسرع في إطلاق الأحكام والكلمات غير المناسبة التي توجهك إلى مسارات غير متوقعة قد تكلفك صحتك النفسية والجسدية. كم من المرات التي اندفعت في ردة فعلك على موقفٍ لم يكن يستحق إلا الرد الإيجابي أو تجاهله، ولكنك تعاملت معه وكأنه قضية كارثية، فخسرت صحتك أو عطايا وفرصاً. إن صحتك وقوتك العقلية تتطلبان منك ثلاثة أمور رئيسة، وهي إدارة الأفكار، تنظيم المشاعر، وتحقيق الإنتاجية رغم كل المصاعب والظروف. ولا بد من إدارة الأفكار والكلمات المليئة بتشوهات معرفية من خلال معرفة أخطاء التفكير، واستبدالها بطرق تفكير صحية. أولها الكل أو لا شيء، صاحب هذا التفكير يرى الحياة أبيض أو أسود فقط، ناجح أو فاشل، لا يوجد وسط، ولكن الحياة درجات، بها ألوان كثيرة غير الأبيض والأسود، والنجاح أيضاً درجات. ثانياً، الإفراط في التعميم من خلال أخذ حدث معين فيتم تعميمه على حياتك بأكملها، فقد يكون عاملك أحد أفراد أسرة زميلك بطريقة غير لائقة، فتعتقد أن جميع أفراد هذه العائلة وقحون، أو لم تنجح في أحد الامتحانات، فتعمم أن هذا هو حتماً أداؤك، ولكن…