رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
هو هكذا على طبيعته وفطرته، منتهى الطيبة والرحمة والإنسانية، لا يتصنّع، وليس من أولئك الذين يطلبون شعبية جماهيرية من أجل منصب، ولا هي ورقة يلعب بها من أجل كسب تعاطف، أو رغبة في أصوات إضافية، إنه يعشق إنسان الإمارات لأنه جزء منهم، هو واحد منهم، يشعر بأحزانهم، ويشاركهم كل اللحظات، أينما كانوا.
الصورة أبلغ من الكلام، واللحظات التي وثقتها الصورة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بمستشفى سيؤول، تساوي ملايين الكلمات، بل وترجح كفة كل الموازين، لا أروع، ولا أصدق من مشاعره الفطرية العفوية، وهو يحضن مريضاً إماراتياً، بكل حب وحنان ورحمة، ولا أجمل من تقبيله طفلة إماراتية على رأسها، ولا شيء يعادل شعور المواطن الإماراتي بأن قيادة الدولة خلفه أينما ذهب، فهو لن يكون يوماً وحيداً في مجابهة المصاعب.. والمرض!
الجرعة النفسية أقوى وأشد تأثيراً بالإيجاب في أي مريض من مئات المضادات الحيوية، فكيف وصاحب هذه الجرعة هو أحد رموز الدولة وقادتها، هو أحد أبناء زايد رحمة الله عليه، وأكثرهم شبهاً له، في هيئته، وضحكته، وطلته الرائعة!
الشيخ محمد بن زايد حرص على أن يستهل زيارته إلى كوريا الجنوبية بالاطمئنان على مرضى إماراتيين في مستشفيات سيؤول، والالتقاء مع مهندسي وطلاب دولة الإمارات المبتعثين للدراسات العليا، وطلبة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الذين يدرسون في الجامعات والمعاهد الكورية المتخصصة، وفي ذلك رسائل واضحة جداً لأهمية وأولوية الصحة والتعليم في خطط واستراتيجيات دولة الإمارات، ومكانة الإنسان الإماراتي عند دولته وقادته.
وتأكيداً لذلك، أطلق الشيخ محمد بن زايد تصريحاً واضحاً ورائعاً، أكد فيه النهج الذي تسير عليه الإمارات «من عهد زايد إلى يوم الحساب»، فقال: «ليس لدينا شيء أغلى من ثروتنا البشرية، هم حاضرنا، ومستقبلنا، هم الأساس الذي يبنى عليه هذا الوطن».
التعليم هو السلاح الذي ستواجه به الإمارات المستقبل، والتعليم النوعي هو واجهة هذا السلاح، وهذا ما تؤمن به الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وما يخطط له وينفذه نائبه ورئيس الحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعليه بنيت الاستراتيجيات، ووضعت البرامج الخارجية والداخلية، وانطلقت البعثات التعليمية في شرق العالم وغربه، والإنسان الإماراتي هو المحور الأول والرئيس لهذه الخطط، لذلك فليس مستغرباً أن تكون الكوادر البشرية المؤهلة علمياً وثقافياً هي محل الاهتمام الأول للقيادة.
الشيخ محمد بن زايد يقول: «ثروتنا البشرية أغلى ما لدينا»، وشعب الإمارات يقول: «قادتنا أغلى ما لدينا»، وله نؤكد ما قاله الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم:
ابو خالد ولي العهد عهد الخير به يزدان له الفضل وكفوفه بالوفا والطيب طيبها محمد ابن زايد لي بشوفه تنجلي الأحزان تباشير الفرح من شوفته الأرواح ترقبها يمينه من مكارمها تغار السحب والوديان ويساره لو درت عن مدّة يمينه يعاتبها وإذا ضاقت صدور الناس لضيوفه فتح بيبان يوسع صدر من ضاقت على صَدره رحايبها أغنّي فيه وآحس بْفخر طاغي وانا حمدان له عيون العباد بيوت لو يبغي يحل بْها |
المصدر: الإمارات اليوم