دخل مشروع السيارة السعودية «غزال 1» التي أنتجتها جامعة الملك سعود في يونيو 2010 ودشنها خادم الحرمين الشريفين، متاهات «التنصل» و»البيروقراطية» بعد أن أعلنت وزارة التجارة عدم مسؤوليتها عن إنتاج السيارة، التي كان متوقعاً تسويقها في نهاية عام 2013، رغم تأكيدات الجامعة بأن الدولة أسندت المشروع للوزارة.
ورغم الفرحة التي سادت الأوساط السعودية بمساعي إنتاج أول سيارة 100% في بلادهم وكسر احتكار بعض الدول في هذا المجال وإبراز قدرات السعوديين فكراً وتصميماً وتصنيعاً، إلا أن الضبابية التي سادت المشروع وأدَت تلك الفرحة، التي لم تتعدَّ إعجابهم بالنموذج الأول الذي عرضته الجامعة. وقال مدير الجامعة الجديد الدكتور بدران العمر، الأسبوع الماضي، تعليقاً على تأخر إنتاج السيارة، إن الدولة أسندت مشروع تصنيع السيارة «غزال 1» لوزارة التجارة، وإن كل ما بذلته الجامعة هو تحت تصرفها، سواء بالنسبة للسيارة أو تجميع الطائرات، مشيراً إلى أن تلك الجهود كانت من أجل نقل ثقافة التصنيع عند طلابها وإكسابهم الخبرة فقط وليس بغرض الصناعة أو التجارة.
لكن رد وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة لم يتأخر كثيراً، حيث أكد أن جامعة الملك سعود لم تتقدم لها للحصول على ترخيص تصنيع السيارة، مضيفاً أن الجامعة هي صاحبة المبادرة والفكرة والجامعة هي الجهة المسؤولة عن المشروع، وأنه لا دخل للوزارة في تأخير الإنتاج.
«الشرق» من جانبها ولبيان حقيقة الأمر من هذين التصريحين المتقابلين، اتصلت بمدير الجامعة وعلى ذراعها الاستثمارية «شركة وادي الرياض للتقنية» وتابعت مع الشركتين الإيطاليتين العاملتين في المشروع، ولكن لم تحصل على نتيجة فالجميع لا يرد ويوضح ما هو مصير المشروع!
وكان مشروع السيارة انطلق في أبريل 2009م عندما اجتمعت شركة «Studio Torino» الإيطالية مع عدد من منسوبي جامعة الملك سعود، بحضور المصمم الأسترالي بيتر أركادي، حيث قدم أكثر من خمسين مقترحاً حول التصميم، إلى أن جاء الاختيار على الشكل الذي تم التسويق له والذي ظهر فيما بعد.
واتكأت الشركة على خبرة بيتر أركادي بان في بادئ الأمر، ومن ثم اختارت الجامعة فريقاً مكوناً من 55 طالباً من طلابها ليشرف عليهم فريق المصصم ويدربهم وفريق من شركة Magna Steyr الإيطالية، حيث نفذوا تطوير السطوح الرقمية المستخدمة لبناء نموذج التصميم. واعتبروا حينها أن هذه السيارة نموذج أول مطور من سيارات مرسيدس-بنز، وتمت الاستفادة من خبرات الفرع الإيطالي لشركة تجهيز السيارات.
واستبشر السعوديون خيراً حين أعلن مدير الجامعة السابق الدكتور عبدالله العثمان، عن أنه من المتوقع أن يتم تسويق السيارة في نهاية عام 2013 بداية عام 2014م بصناعة سعودية 100% وبتكلفة تتراوح بين 35 إلى 45 ألف ريال سعودي، ويتوقع أن يصل الإنتاج السنوي إلى 20 ألف سيارة. وكشف في مؤتمر صحفي نهاية ديسمبر 2010م عن سعي الجامعة عبر ذراعها الاستثمارية «شركة وادي الرياض للتقنية» برأسمال 100 مليون ريال للدخول في صناعة السيارات بعد أن نجحت الجامعة بجهودها الذاتية في تصنيع النموذج الأول من السيارة «غزال 1» التي نالت إعجاب زوار «معرض جنيف الدولي»، الذين قدروا عالياً القدرات العربية العلمية الشابة في التصميم والتصنيع والحصول على براءات اختراع في قطع منها. كما أعلن أستاذ الهندسة الصناعية في الجامعة الدكتور سعيد درويش، خلال معرض جنيف الدولي للسيارات خلال تدشين السيارة، عن وجود خطة عمل مسبقة لتسويق السيارة، موضحاً أنه ينبغي استثمار 400 مليون يورو لإنتاج 20 ألف وحدة سنوياً على مدار ثلاث سنوات. مشيراً إلى أن السيارة معدة للاستخدام على جميع الطرقات والتضاريس حتى في الظروف القاسية، بينما توفر المقصورة الداخلية الراحة للركاب، ما يعزلهم عن أجواء الضوضاء الخارجية في المدن والطرقات الخارجية الوعرة.
المصدر: الرشق