مدير تحرير صحيفة الجزيرة
اعترفت وزارة التربية والتعليم بوجود الخطأ في شعارها الذي صححه «أحد» الطلاب ووعدت بتصحيحه وتكريم الطالب المذكور مع أن مؤسسة تربوية تخطئ في شعارها الرئيس لابد أن تكثر أخطاؤها في تفاصيل كثيرة.
منذ نشر القصة في «الشرق» إلى لحظة اعتراف الوزارة ظل الطالب مجهولاً رغم أنه البطل الذي يجب الاحتفاء به، وعلى «موهبة» أن تحتضنه وإن كان للوزارة فضل فهو أن أخطاءها تكشف المواهب الطلابية بعيداً عن خططها التربوية المتدرجة.
هذا الطالب ليس الأول ولن يكون الأخير لأن الأخطاء متكررة وكثيرة لدرجة أن الطلاب أنفسهم يكتشفونها بسهولة وإن كان الفرق في أن الطالب السري حتى الآن كان نابهاً نحوياً بما يفوق منهجه وواضعه بمراحل.
يعترف المتحدث الرسمي للوزارة بوجود الخطأ لكنه كبقية المسؤولين يرى أنه لايمس الهوية ولايجرحها، ويعترف أيضاً أن شركة ما هي التي نفذته دون أي مراقبة أو تصحيح من الوزارة المعنية بالتربية والتعليم.
التربية هي مجموعة تفاصيل وليست شعارات ضخمة وبراقة وإن كانت الوزارة تتراخى في التحقق من هويتها فمن الطبيعي أن تتناسى التفاصيل التربوية التي تشكل نصف اسمها، وأن تخسر النصف الثاني لأن نتيجة التعليم هي التربية.
أخطاء المناهج المتوالية في شكلها ومضمونها تبرهن على أن «النخبة» القائمة على مراجعتها وتدقيقها ليست نخبة أبداً وأنها تتعامل مع المسألة بحس بيروقراطي والأقرب أنها غير مدركة لجسامة دورها خصوصاً أن هذه المناهج ليست خطاباً عابراً بل حقنة يتغذى عليها ملايين الطلاب عاماً بعد آخر.
ستكرم «التربية» الطالب السري لامتصاص الغضب أما أخطاء المناهج فهي لتدريب الطلاب وإمتاع المجتمع!
المصدر: صحيفة الشرق