أدان تقرير الطب الشرعي عن حادثة العامل البريطاني المتوفى إثر انهيار رافعة بموقع بناء ملعب خليفة بالدوحة، الذي يعد أحد ملاعب كأس العالم 2022، الإدارة المسؤولة عن بناء الاستاد بتسببها في وفاة العامل وزملائه بسبب إمدادهم بمعدات غير آمنة.
وحسبما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، اعتبرت طبيبة جنائية بريطانية أمس، أن ظروف العمل في استاد خليفة الدولي الذي بنته قطر لاستضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم وحيث لقي العامل البريطاني «زاك كوكس»، حتفه في يناير 2017 إثر انهيار الرافعة المستخدمة في بناء سقف ملعب خليفة بالدوحة، مؤكدة أنها «كانت تشكل خطراً فعلياً».
وسقط كوكس المولود في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا وانتقل لاحقاً إلى بريطانيا من علو 39 متراً في يناير 2017 عندما انقطعت الرافعة الخشبية التي كان يستخدمها لتثبيت جسر.
وتوصلت فيرونيكا هاميلتون ديلي بعد التحقيق إلى أن كوكس هوى على رأسه، ما أحدث إصابة بالغة في الدماغ وكسر في العنق بعدما انقطع حبل الأمان المعلق به أيضاً. وقال التقرير المقدم لجهات التحقيق البريطانية بمدينة بريتون، إن المعدات التي مُنحت للعامل البريطاني وزملائه في ذلك الوقت كانت لا تتوافق مع مواصفات الأمن والسلامة، ما أدى إلى عدم نجاتهم من انهيار الرافعة.
واعتبرت ظروف العمل في الورشة «خطيرة بطبيعتها»، مضيفة أن «مسؤولي الورشة كانوا يعلمون أو كان عليهم أن يعلموا أنهم يطلبون من قسم من العاملين الاعتماد على تجهيزات يمكن أن تتسبب بالموت». وأشارت هاميلتون ديلي إلى أن أسلوب التنظيم في المكان «فوضوي وغير محترف ولم يخضع للدراسة ويشكل خطراً فعلياً».
وقالت الطبيبة الشرعية، في تقريرها، إن الشركات المسؤولة عن المشروع وموقع البناء كانت على علم بأن المعدات المستخدمة في بناء الرافعة كانت غير مطابقة لمواصفات السلامة، كما أن أحد زملاء العامل البريطاني الراحل قال في شهادة له إن الرافعة المستخدمة كانت بدون شهادة تثبت امتلاكها لمواصفات الأمان، وإن عملية تثبيتها كانت تفتقر لإجراءات السلامة.
وقالت أسرة كوكس (40 عاماً) عند وفاته إنها كافحت للحصول على إجابات من المتعهد الرئيسي المشرف على الاستاد، وهو مشروع مشترك بين شركتي «مدماك» و«ستة للبناء». كما طالبت بفتح تحقيق مستقل وتدخل وزارة الخارجية البريطانية.
وأوضحت «الغارديان» أن التحقيقات كشفت عن أن السبب الأساسي وراء هذا الحادث هو تلقي الشركات المسؤولة عن بناء الملعب تعليمات من الحكومة القطرية بتقليص المهلة الزمنية لبناء الملعب والانتهاء من تشييده في أقرب وقت ممكن بتسريع وتيرة العمل، ما أدى إلى غياب التدقيق في سلامة المعدات المستخدمة في البناء.
وامتنع القائمون على المشروع المشترك بين «مدماك» و«ستة للبناء» عن الرد لدى الاتصال بهم. وتجري السلطات القطرية تحقيقها الخاص في الحادث. ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات القطرية حاولت تلفيق تهمة التسبب في سقوط الرافعة لأحد زملاء العامل البريطاني المتوفى، وهو المدعو «جراهام فانس»، حيث ألقت الشرطة القطرية القبض عليه عقب الحادث مباشرة وحاولت إلصاق تهمة التسبب بالحادث به وإصدار حكم بسجنه 3 سنوات على الأقل، غير أن التحقيقات أكدت براءته وتمكن في النهاية من العودة لوطنه جنوب أفريقيا بعد 10 أشهر من الاحتجاز في قطر، وصفها جراهام بـ«عام من الجحيم».
وعقب الكشف عن تقرير الطب الشرعي، طالبت عائلة البريطاني زاك كوكس بتحقيق دولي في الواقعة لتتم محاسبة المتسببين الحقيقيين في وفاته.
وكان استاد خليفة الدولي البناء الأول الذي تم الانتهاء منه في إطار مونديال 2022 وشهد حدثه الرياضي الأول «كأس أمير قطر» في مايو كما سيستضيف كأس العالم لألعاب القوى في العام 2019.
المصدر: البيان