حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، من تصعيد تنظيم «داعش» الهجمات الإرهابية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر في 12 مايو المقبل، داعيا في نفس الوقت كافة المعنيين في إقليم كردستان العراق إلى مراقبة عملية توزيع الرواتب على موظفي الإقليم، الذي أرسل رئيسه نيجيرفان بارزاني رسالة سلام إلى الشعب العراقي بمناسبة أعياد الربيع (نوروز)، مؤكداً «سنبقى إخوة، وكردستان ليست على حافة كارثة».
وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، إن «الدواعش يحاولون القيام بأعمال إرهابية، خاصة مع قرب الانتخابات»، مضيفاً أن «تدخل أي جهة خارجية في الانتخابات مرفوض». وأشار إلى أن «كتلاً سياسية فشلت سابقاً، تعمل على تأجيج الشارع بذريعة نقص الخدمات»، معتبراً كل من يدعو إلى مقاطعة الانتخابات بأنه يحاول «الاستئثار بالسلطة».
من جهة أخرى، دعا العبادي «الجميع في إقليم كردستان إلى مراقبة عملية توزيع الرواتب على المواطنين». وأضاف أن «فرض سلطة الحكومة الاتحادية في الإقليم يصب بمصلحة المواطن الكردي».
وكانت حكومة الإقليم أعلنت أمس الأول تسلمها مبلغاً قدره 371 ملياراً و540 مليوناً و465 ألف دينار عراقي من البنك المركزي العراقي لرواتب الموظفين والعاملين في الإقليم، بمن فيهم قوات البيشمركة، مبينة أن وزارة المالية في الإقليم لا تستطيع تأمين رواتب جميع الموظفين وفق ما تم اعتماده من حصة الإقليم في الموازنة الاتحادية للعام الحالي. كما أعلن العبادي إطلاق التخصيصات المالية لكل المحافظات.
من جهة أخرى، وجه رئيس الجمهورية أمس، تهنئة إلى العراقيين بمناسبة أعياد الربيع «نوروز»، داعياً إلى التمسك الشديد بقيم الحرية والوحدة والتفاهم، والعمل معاً لتحقيق مزيد من الانتصارات على قوى الإرهاب.
بدوره، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني أمس، في رسالة بمناسبة عيد نوروز، أن الوضع السياسي في البلاد والعلاقات بين الحكومات لن تؤثر على علاقات الأخوة. وأضاف أن كردستان ليست على حافة كارثة، كما يتصور البعض، بل يمكننا من خلال حوار داخلي سليم، ومن خلال توحيد صفوفنا، المضي بكردستان قدماً والاقتراب أكثر من مستقبل أبهى وأكثر ازدهاراً.
وحيا في رسالة سلام للشعب العراقي، كل النازحين من كل المحافظات العراقية والذي لجأوا إلى مدن الإقليم، والمقيمين بالإقليم من عرب العراق، وقال «في هذا اليوم نقول لكل المكونات القومية والدينية، بأننا كما كنا دائماً، متمسكون بالتعايش السلمي وبالمساواة في إقليم كردستان».
وفي شأن متصل، دخلت قوة كردية من مكافحة الإرهاب قادمة من السليمانية إلى كركوك، بهدف توفير الحماية للسكان هناك بالتزامن مع حلول أعياد نوروز. وقال رئيس الجبهة التركمانية في كركوك النائب أرشد الصالحي، إن القوة دخلت المحافظة بعلم الحكومة الاتحادية.
وأضاف الصالحي أن القوة ستغادر كركوك خلال الساعات المقبلة، وأن الجبهة تتابع الأحداث والتطورات الجارية في كركوك، لافتاً إلى أن القوات الاتحادية العراقية هي التي ستبقى وتسيطر على الأمن في المحافظة وتحمي أهلها جميعاً.
من ناحية ثانية، صعدت الملاكات الصحية في محافظة السليمانية وحلبجة أمس، من احتجاجها على عدم صرف رواتبها كاملة، وأعلنت الإضراب عن العمل حتى يتم ذلك، مبينة أن الأطباء «أضربوا عن الدوام الرسمي نتيجة سوء أوضاعهم المعيشية على أن يشمل ذلك المراكز الصحية وأقسام الطوارئ لحين صرف رواتبهم كاملة».
بالمقابل، أكد وزير صحة الإقليم ريكوت حمه رشيد، أن الحكومة المحلية «تعتزم مراجعة نظام ادخار الرواتب للموظفين بعد أعياد نوروز». وشهدت عدة مناطق في الإقليم أمس تجدد احتجاجات الملاكات الصحية والتربوية للمطالبة بصرف رواتبهم كاملة.
وفي السياق، اتهم الرئيس السابق لبرلمان كردستان العراق يوسف محمد أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي، باستغلال «فشل» السلطات الحاكمة في الإقليم لفرض سياسات معينة عليه و«التهرب» من التزاماته تجاه مواطنيه.
وقال محمد لـ«الاتحاد»، إن السلطة في الإقليم «فاشلة، ولا يمكنها إبرام اتفاق متوازن مع الحكومة الاتحادية، لاسيما بالجانب المالي، في ظل وضعها الحالي»، مشيراً إلى أنها «عدا عن هزيمتها على مختلف الأصعدة خلال الأشهر الماضية، مكبلة بديون مالية ونفطية هائلة تحول دون قدرتها على تسليم نفط الإقليم بكامله إلى شركة التسويق العراقية (سومو)، لتقوم بغداد بالمقابل بتنفيذ التزاماتها تجاه الإقليم».
أمنياً، قتل 4 من عناصر الشرطة، بينهم ضابط في هجوم شنه عناصر تنظيم «داعش» على ناحية الشورى جنوب الموصل بمحافظة نينوى، وفرضت القوات الأمنية حظر التجوال بعد الحادث واعتقلت 20 مشتبهاً به بينهم قياديون يحملون الجنسية التركية.
المصدر: الاتحاد