خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

العلاقة بين المدواخ ومثبت السرعة

آراء

الدوخة والمدواخ كانا قضية الأسبوع الماضي على الساحة المحلية، ومع كل تصريح لمصدر مسؤول، ذكر اسمه أو لم يذكره، بقي المتابع للقضية محتاراً لا يعرف الحقيقة.

لا يختلف الموضوع عن قضية الأكواب البلاستيكية التي تم منعها قبل سنوات لأنها تحوي مادة شمعية تتحلل بالحرارة، وبعد سنوات من منعها تم اعتمادها مرة أخرى واعتبار التي تم استعمالها طوال السنوات الماضية فيها ضرر على المستهلكين، ونحن بالطبع ضائعون كالعادة لا نعرف أين نضرب برؤوسنا من الحيرة والتضارب في التصريحات وتحاليل المختبرات.

ولا يختلف كذلك عن تعطل مثبت السرعات في السيارات، إذ تنفي وكالات السيارات مسؤوليتها وتلقي باللوم على أحذية الكعب العالي، بينما نقرأ في الصحف الأجنبية عن تغريم وكالات السيارات في السوق الخارجية عن هذه الأعطال، وكأن العيب هنا في السائق وليس في السيارات التي تحصل فيها هذه المشكلات.

نعود للقضية التي لعبت بعقولنا، إذ أعلنت طبيبة أن تبغ المدواخ يحتوي على الماريغوانا، وبعدها بأيام أعلنت شرطة دبي أن تحليل العينات أثبت عدم وجود أي مواد مخدرة، ثم بعد أيام قليلة صرح مصدر مسؤول في وزارة الصحة بأن تبغ المدواخ يحوي مواد سامة ومبيدات حشرية، وغيرهما من المكونات التي تشكل خطراً على الصحة العامة.

لنفترض أن الدوخة لا تحوي على أثر للماريغوانا، إنما المصيبة في تقرير وزارة الصحة المتعلق بالسموم التي يحويها، المصيبة في عدم منعه، وفي الدور السلبي للوزارة التي يجب أن يكون لها قرار فصارم يما يهدد الصحة العامة.

المصيبة في انتشاره الرهيب بين الكبار والصغار وعند ناقصات العقل والدين، تشاهد فتى لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره يخفيه في جيبه، وفتاة تجربه لتعلم صديقاتها عليه، وتقلد الشباب في ضرب المدواخ على نافذة السيارة.

مشكلة الشعوب العربية أنها بارعة في الإدمان على كل ما هو ضار بالصحة، انتشر تدخين الشيشة حتى طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وأتى الآن الدور على المدواخ بصورة جنونية تنم عن غباء، ونحمد الله أن القات ممنوع من دخول الدولة فلا أستبعد أن ينتشر بيننا من باب الحماقة، وربما في إطار عمليات تكبير الوجه المنتشرة هذه الأيام.

باختصار، من الغباء والحماقة التقليد لمجرد التقليد، هذه حياتك احرقها بالمدواخ والشيشة أو حافظ عليها، القرار بيدك لا بيد وزارة الصحة ولا أي وزارة أخرى.

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-04-14-1.774906