العلماء هم السد والرد والصد، وهم الكلمة الفصل في العلاقة مع الآخر، وكذلك في مواجهة الجهل والتطرف.
العلماء وحدهم المخولون، لحمل الراية ورفع الحوار إلى مستوياته السامية، من أجل صياغة ثقافة حقيقية قائمة على الإقناع لا على القناع، ثقافة تنتمي إلى الواقع، وتتجه نحوه، وتقوم على السهر من أجله، لأن ترك الأمور على علاتها وعواهنها، يفتح الباب واسعاً، لدخول الهواء الفاسد، والغبار والحشرات والفيروسات، أما أن نضع حداً للفوضى، وأن يتصدى أهل العلم، لكل معتدٍ أثيم، فهذه هي الطريقة التي يجب أن يسلكها أي مجتمع يريد سلامة وضعه وحماية منجزاته، ورعاية مشروعاته من دون تشويش أو تهويش، ولا يستطيع بلد من بلدان العالم، أن يعيش في معزل عن أدواته الدفاعية التي تطوقه بقلائد النجاة والحياة الكريمة، وأهم هذه الأدوات هم العلماء، علماء الدين بالتحديد لأنهم يملكون ناصية الكلام، ومتسلحون بالعلم الكافي الذي يجعلهم في مواجهة الأضداد، كباراً لا ينحنون، ولا ينثنون ولا يخنعون، ولا يخضعون إلا للوطن وحقوقه وفروضه.
ولا يمكن أن ينهض مجتمع، ويتطور، ويحقق أمنياته وآماله إلا بخلو ساحته من المغرضين والمستهدفين والحاقدين والحاسدين، والعدوانيين، والذين في قلوبهم مرض، وهؤلاء آفة هذه الآفة لا يمكن الخلاص منها إلا بالتصدي لها، ولا يمكن ردعها ورفعها إلا بواسطة أصحاب الفكر المستنير، والعقول المضاءة بالعلم النافع، والقلوب المزروعة بالعشب القشيب، والنفوس المطمئنة.
وهذه ما تفعله الإمارات وتقوم به القيادة الرشيدة، حيث الجهد دؤوب، في جمع لفيف العلماء والأخذ بآرائهم والاستعانة بعلمهم، والاستفادة من فكرهم، لأجل صياغة ثقافة واسعة، تتلاءم مع احتياجات المرحلة، وتتناسب مع مضمون القيم والعادات، وكذلك الدين الإسلامي الذي هو البوتقة الكبرى منها تنطلق أشرعة مشاعرنا وأحاسيسنا، ورغباتنا ومتطلبات حياتنا.
هكذا تفعل الإمارات، وهي تجمع باقات وردود من حقول عطرة تحضرها هنا، على هذه الأرض التي أصبحت بلون السماء لامعة بالنجوم، وبزرقة البحر مزخرفة بأجنحة الطير، وبخضرة النخلة منسدلة على الكون، ريانة بما تحويه من كنوز التاريخ، وتفاصيل صفحاته الملأى، بالإرث القويم.
هكذا تفعل الإمارات محتفلة محتفية، بالعلم والعلماء، يقيناً من القيادة أن العلماء هم الناقوس والناموس، وهم الخيط الذهبي الممتد من السماء إلى الأرض لأجل وعي الناس وتحقيق أحلامهم بالحياة الرغيدة من دون انكسار أو اندحار.. هكذا تفعل الإمارات، حب العلم، الطريق إلى جنان السعادة.
المصدر: الإتحاد