الرقم الذي نعني لا يتعلق بتلك الأرقام المميزة للوحات السيارات، التي بيعت بعشرات الملايين من الدراهم في مزادين أقيما في أبوظبي ودبي خلال الأيام القليلة الماضية تحت عنوان «أنبل رقم» دعماً لمبادرة «المليار وجبة» التاريخية، وإنما نعني عمر الإنسان الذي يفترض أنه يكون مجرد رقم كلما تقدم في السن، ولا يمنعه من مواصلة عمله وممارسات هوايته، وبدون أن يستسلم للأصوات المحبطة أو اللوائح البالية التي يحرس تنفيذها الحرفي بيروقراطيون متكلسون.
الشواهد كثيرة لمن يريد أن يبدأ حياة جديدة بعد السن التي حددتها اللوائح للإنسان، وقبل أيام تناقلت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعية خبراً عن الكندية هازل مكاليون التي تبلغ من العمر 101 عام، والتي تشغل مديرة لمطار منطقة تورونتو الكبرى في كندا، بعد أن مُدد عقدها لـ3 سنوات مقبلة!!.
وقالت صحيفة «لوبوان» الفرنسية التي نقلت الخبر إن هازل مكاليون عُيّنت مديرة وممثلة اتحادية في مجلس إدارة هيئة مطارات تورونتو الكبرى منذ عام 2017.
وذكر التقرير أن هازل مكاليون وهي من بين الشخصيات المعروفة في الحياة السياسية الكندية شغلت لمدة 40 عاماً، منصب عمدة ميسيساغا، وهو مركز اقتصادي رئيسي في ضواحي تورونتو وسادس أكبر مدينة في كندا. وقد تخلّت عن المنصب عام 2014 عن عمر يناهز 94 عاماً.
وجاء في التقرير كذلك أن هازل لم تتمتع بفترة تقاعد هادئة، بل فضّلت المشاركة في عدة أنشطة وتقلُد عدة مناصب ومنها مستشارة لرئيس وزراء أونتاريو. وكانت هازل تشغل منصب مستشارة خاصة لدى جامعة تورونتو، وقررت تمديد فترة عملها قبل شهر من قبول عقد عمل آخر على رأس مجمع المطار. وقد أشاد الوزير المسؤول عنها بأدائها وتفانيها المستمر خلال «العمل لعقود من الخدمة العامة» و«تولي مهمتها المستقبلية التي تتمثل في مراقبة وإدارة أكبر مطار في كندا».
كما ذكر التقرير أن هازل وكانت لاعبة هوكي محترفة في شبابها أصبحت شخصية رئيسية في الحياة السياسية في أونتاريو، كما امتلكت العديد من المدارس وصالات الألعاب الرياضية والمكتبات وحتى فريق «بيسبول» يحمل اسمها.
أمثال هازل كثيرون ممن لم تصل إليهم الأضواء، وهي نموذج لقوة الشخصية والإصرار على العمل وخدمة الآخرين وعدم الانكفاء والانزواء لمجرد أن أحد المتخندقين خلف «اللوائح البالية» وحرفيتها يريد أن يسلبك فرصة العيش ببهجة العطاء وبهاء عشاق الحياة الجميلة.