باحثة و مراجعة أكاديمية للمجلة الكندية للاتصالات و طالبة دكتوراه في جامعة كارلتون بكندا. عضو في جمعية الاتصالات الكندية وكذلك جمعية الدراسات الثقافية من جامعة بيتسبرج. شاركت في مؤتمرات مختلفة من بينها مؤتمر الاقتصاد السياسي و مؤتمر جمعية الثقافة الشعبية الكندية
الوطن دائماً في الذاكرة، ورغم أن الذاكرة قد تخيب آمالك في استرجاع بعض التفاصيل، إلا أنني لا أتذكر إطلاقا قبل انتقالي لكندا للدراسة وذلك قبل بضع سنوات عواصف رملية بحجم ماأراها في الصور وأسمع عنها في الوقت الحالي. ففي السنوات الأخيرة أصبح العج والغبار والعواصف الرملية أمرا معتادا عليه خصوصا في الصيف والربيع حيث تشهد المملكة ومنطقة الخليج العديد منها في الموسم الواحد، حتى طغت حكايات الغبار المجالس والمكالمات الهاتفية وجروبات الواتس اب، وذلك بسبب االتجارب السيئة الناتجة ابتداء من تنظيف المنزل إلى أزمات الربو والصدر المتزايدة حتى حوادث السير الناتجة من انعدام الرؤيا. ولكن يتناقص هذا التركيز في الحديث عن العواصف الرملية في القطاع الصحي والإعلام الرسمي و مستوى القرارات والسياسات رغم مشاكل الغبار التي تثقل كاهل المواطنين والدولة صحيا و اقتصاديا.
العواصف الرملية أمر من أمور الخالق ومرتبطة بالبيئة الصحراوية ولكن تزايدها في الفترة الأخيرة يعود وبشكل جزءي للجفاف الناتج عن التغير المناخي والانحباس الحراري بالإضافة لسؤ ممارسات الرعي والزراعة وإدارة الأراضي الجافة، مم يستدعي إجراءات وقرارات تساعد في التقليل منها أو حتى من نتائجها السلبية كتشكيل لجان تشمل مزارعين وعلماء تربة وغيرهم للتشجيع على ممارسات رعي وزراعة صحية مثل ترك النباتات في الحقول حتى بعد الحصادلاستمرار تماسك التربة،وضع أنظمة لحماية البيئة والأشجار حتى تساعد في تحصين المناطق من موجات الغبار والأتربة، التقليل من الأراضي الجافة، والعمل مع المناطق المجاورة لتنظيم ممارسات الرعي والزراعة والأراضي الجافة، و دوليا لتقليل التأثير السلبي الناتج من التغير المناخي، بالإضافة للتوعية الصحية محليا وقت العواصف والأتربة.
والأهم من ذلك توسيع الحديث عنها من مجالس العوائل إلى الإعلام ومؤسسات الدولة حتى تتحول الشكوى لخطوات عملية لمواجهة هذه الأزمة البيئية
خاص لـ ( الهتلان بوست )