وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
شاهدت صورة جميلة للأمير سلطان بن سلمان، وهو يجلس مع مجموعة من الأطفال الصغار، وهم يرسمون لوحات فنية تشكيلية، وقد سعدت جداً بهذه الصورة، وفسرت لي سبب وجود هذه اللوحات التشكيلية الرائعة في سوق عكاظ، والتي تكشف عن إمكانيات السعوديين الفنية وقدراتهم الإبداعية الهائلة. وأعتقد أن الأمير سلطان أعطى بذلك نموذجاً طيباً للقدوة والمثل الأعلى بتواصله مع الأطفال الذين سيكونون بناة المستقبل. وهناك سبب آخر وهو تشجيع الفنانين في الكثير من المدن على الإبداع من خلال المعارض الفنية التي تُقام بالطائف والمدن السعودية الأخرى.
وقد قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعمل عدد من البرامج الثقافية لاحتواء الفنانين والفنانات التشكيليين من خلال إتاحة الفرصة لهم لإقامة معارض فنية. وأعتقد أن الاهتمام بالفن التشكيلي سوف يقدم جيلاً مثقفاً في المملكة؛ لذلك تقوم المملكة دائماً بدعم المعارض الفنية لإثراء الحركة الفنية والثقافية.
وقد شاهدت الكثير من اللوحات التي قدمها الفنانون والفنانات. وأعجبت جداً بلوحة بريشة الفنانة ياسمين صادق، وأخرى للفنان محمد الحارثي. وأعتقد أن هذين الفنانين لو أعطيت لهما الفرصة الكاملة، لاشتركا في معارض عالمية، وباعا لوحاتهما بأسعار خيالية. وقد سعدت أيضاً بوجود الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بالطائف التي لها أفرع منتشرة في الكثير من المدن السعودية، بل وهناك قاعة خاصة بالفنون التشكيلية بالطائف يعرض الفنانون أعمالهم بها.
أما سوق عكاظ، فقد فتح أبوابه لاستقبال لوحات الفن التشكيلي التي تعطى روحاً وجمالاً للسوق. وتُقام المسابقات بينها لاختيار اللوحات الفائزة. وبعد ذلك يتملكها السوق. ويقيم معرضاً للوحات الفائزة داخل السوق كي يشاهد الحضور التنافس بين الفنانين. ويُسجل في تاريخ كل فنان أنه حصل على جائزة سوق عكاظ لأحسن لوحة فنية.
وقامت لجنة فنية من جامعة الطائف بتقييم الأعمال الفنية من الفنون التشكيلية، واختارت 54 لوحة من بينها، وتم عمل مسابقة بين أعمال الفنانين كي يتنافسوا للحصول على الجائزة. والهدف من خلال هذا التنافس هو الارتقاء بالفن والفنانين وتشجيع الصبية الصغار على الرسم والإبداع. وقد حصل الفنان السعودي تامر محمد رباط على المركز الأول؛ مما يعني أن لوحته سوف تُعرض بصفة دائمة داخل سوق عكاظ على مر السنوات القادمة. واستطاع هذا الفنان أن يستخدم الألوان والضوء كي يرسم لوحة للبيئة الصحراوية.
وفاز بالمركز الثاني الفنان التشكيلي صالح سالم الشهري، ولوحته عبارة عن بورتريه لفارس من تهامة. وفازت بالمركز الثالث الفنانة رشا محمد صديق، ولوحتها في قمة الإبداع؛ لأنها تمزج شكل امرأة مع حمام وأجزاء من مبانٍ، وقد يكون الهدف من وراء لوحتها هو التأكيد على استقرار حياة الإنسان وطمأنينته.
ولا يقتصر سوق عكاظ في المنافسة فقط على لوحات الفن التشكيلي، وإنما تمتد المنافسة إلى الكثير من المجالات الأخرى، خاصة السجاد اليدوي والتطريز وجائزته 37500 ريال سعودي، والمبلغ نفسه لجوائز الفنون والمنتجات الحرفية الابتكارية ومنتجات النخيل اليومية.
إن سوق عكاظ ينقل المملكة العربية السعودية نقلة ثقافية وفنية تستحق الثناء، وفي انتظار المزيد من الأعمال الإبداعية السعودية الجميلة.
المصدر: الشرق الأوسط