نجح محمد القايد البطل الأولمبي الإماراتي في إهداء الإمارات الميدالية الثالثة في دورة الألعاب شبه الأولمبية، التي اسدل الستار عليها أمس في الملعب الأولمبي بالعاصمة البريطانية لندن، في أعقاب حصوله على برونزية سباق 100 متر على الكراسي المتحركة للفئة «تي 34»، ليختتم فرسان الإرادة مشاركتهم في هذه التظاهرة الأولمبية بحصولهم على ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية.

جاء سباق 100 متر على الكراسي المتحركة سريعاً، حيث كانت الإثارة عنوانه البارز الذي شهده 80 ألف متفرج ألهبوا حماس المشاركين في الحدث، وذهبت الميدالية الذهبية إلى البطل التونسي وليد كتيلة بزمن 91:15 ثانية مسجلا رقما أولمبيا جديدا، ومكررا مشهد فوزه بذهبية سباق 200 متر على الكراسي المتحركة «تي 34»، فيما كانت الميدالية الفضية من نصيب الأسترالي رييد مكراكين بزمن 30:16 ثانية، وحل بطلنا القايد ثالثاً بزمن 41:16 ثانية، ليضيف الميدالية الثانية له خلال ظهوره الأولمبي الأول، متذوقاً حلاوة إنجازه الثاني، حيث سبق له الفوز بفضية سباق 200 متر، ليصبح أول لاعب إماراتي يحصل على ميداليتين في بطولة أولمبية واحدة.

وأضيفت الميداليان إلى سجل القايد الحافل بالإنجازات المتمثل في حصوله على ذهبيتين وفضية بطولة العالم لألعاب القوى نيوزيلندا ،2011 وذهبية وبرونزية بطولة العالم للشباب للإعاقة الحركية والبتر جنوب إفريقيا 2007 وأربع ذهبيات وفضية في دورة الألعاب العالمية للإعاقة الحركية والبتر الإمارات ،2011 وثلاث ذهبيات في بطولة مجلس التعاون الخليجي الإمارات ،2003 وثلاث ذهبيات في بطولة مجلس التعاون الخليجي الإمارات .2006

وأهدت البعثة هذا الإنجاز الكبير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وشعب الإمارات.

واختتمت الإمارات مشاركتها الأولمبية بحصولها على المركز الأول خليجيا والخامس عربيا و46 عالميا، ما يعتبر بكل المقاييس إنجازا لرياضة المعاقين بالدولة التي تسير بخطوات ثابتة.

ووصف رئيس اتحاد المعاقين محمد محمد فاضل الهاملي، الإنجاز بالتاريخي، مشيراً إلى أن الفرحة الإماراتية في لندن لا توصف، خصوصاً أنها جاءت في هذا المحفل الأولمبي المهم وفي خضم منافسات قوية وجمهور لم يفارق الملاعب.

وقال إن اتحاد المعاقين فخور بالميداليات الثلاث التي حققها العرياني والقايد، التي تعزز الإنجازات الأولمبية السابقة التي سبق أن حققها فرسان الإرادة في سيدني وأثينا وبكين، حيث يعتبر إنجاز لندن الأفضل في تاريخ رياضة المعاقين الإماراتية.

وأشار الهاملي إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب التخطيط السليم وتوفير الموازنات المالية اللازمة وتعاون الجميع وعمل الإتحاد كأسرة واحدة وأن يكون أكثر تماسكا.

وطالب رئيس اتحاد المعاقين بتخصيص موازنة من أجل اختيار مدربين لمنتخباتنا الوطنية المختلفة، بعيداً عن مدربي الأندية، من منطلق أن الاتحاد تحمل كثيراً مما يحدث من بعض مدربي الأندية، حيث آن الأوان لكي تكون للاتحاد أجهزة فنية مستقلة، مبينا أن تدني بعض الأرقام يتحمل مسؤوليته مدربو الأندية. وقال إن «فرسان الإرادة كانوا على الوعد ولم يخيبوا التوقعات في إسعاد الشارع الإماراتي بهذا الإنجاز الكبير الذي جاء في وقت كنا في أمس الحاجة لإنجاز ليرفرف علم الإمارات عالياً خفاقاً في هذا المحفل الأولمبي الكبير». واختتم الهاملي حديثه بقوله إن «أهم ما يميز المشاركة الإماراتية في هذا المحفل الأولمبي المهم وجود 15 لاعباً ولاعبة من فرسان الإرادة في لندن، التي تعد بكل المقاييس الأكبر في تاريخ اتحاد المعاقين خلال مشاركاته في الدورات شبه الأولمبية».

اهتمام كبير

أشاد مدير الوفد ماجد العصيمي، بالاهتمام الكبير التي وجدته بعثة منتخبنا منذ وصولها إلى لندن للمشاركة في المعسكر التحضيري، ثم خوض تحدي دورة الألعاب شبه الأولمبية، مبيناً أن هذا الاهتمام مسؤولية جديدة لكل المعاقين من أجل مواصلة مسيرة النجاح بقوة.

وقال إن «أهم ما يميز مشاركة المعاقين وجود العنصر النسائي، خصوصاً ان الاتحاد الدولي وجه بألا تقل مشاركة العنصر النسائي مع أي بعثة عن نسبةأ 30٪».

من ناحيته، أكد محمد خميس بطلنا الأولمبي وصاحب اول ميدالية ذهبية للإمارات في دورات الألعاب شبه الأولمبية أن «الاهتمام الكبير من قبل
المسؤولين ببعثة المعاقين يضاعف من مسؤولية اللاعبين خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الكل رفع شعار التحدي في المشاركات الخارجية المقبلة لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً».

وأضاف: «نعاهد المسؤولين على بذل أقصى جهد خلال الفترة المقبلة حتى نكون عند حسن ظن الجميع، أملاً في تحقيق طموحاتنا المطلوبة».

وقال عبدالله العرياني، بطلنا الذهبي الحائز المركز الاول في الرماية إن «الميدالية الذهبية التي حققتها تحسب لرياضة المعاقين في الدولة»، معرباً عن فخره واعتزازه باهتمام قيادتنا الرشيدة بفرسان الإرادة.

رئيس وفد السعودية: إنجاز الإمارات أثلج صدور الخليجيين

أكد رئيس المجلس الإستشاري للأولمبياد الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رئيس وفد السعودية ناصر عبدالعزيز، نجاح دورة لندن في أعقاب حرص الجمهور وتدافعه لحضور المسابقات المختلفة، وقال إن «تحطيم 79 رقما أولمبيا في دورة لندن يؤكد المستوى الفني الكبير الذي امتازت به»، مبينا أن «جميع اللاعبين الذين شاركوا في الحدث تمت تهيئتهم بشكل جيد خلال السنوات الماضية». وأضاف «ما ينقص رياضة المعاقين في دول الخليج الإعداد المبكر والدعم المادي والمدربون الأكفاء، وعدم تطبيق الاحتراف أسوة بالأسوياء، فإذا وجدت هذه العوامل خلال المرحلة المقبلة، فإن رياضة المعاقين بدول الخليج ستتبوأ مكانة مرموقة».

وأشار إلى أن حصول الإمارات على ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية هو مفخرة لكل خليجي، مؤكدا أن الإنجاز الإماراتي أثلج صدور جميع الخليجيين. وقال إن «الاهتمام الكبير الذي تجده رياضة المعاقين بالإمارات من المسؤولين، كان آخرهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي حرص على زيارة البعثة بمقر إقامتها في القرية الأولمبية، ستكون له انعكاساته الإيجابية في المستقبل القريب». وأشاد رئيس الوفد السعودي بالدور الكبير الذي ظل يلعبه اتحاد المعاقين برئاسة محمد محمد فاضل الهاملي في تهيئة المناخ الملائم للأبطال من أجل أن تكون لهم بصمة خلال مشاركاتهم الخارجية.

تونس أفضل العرب

تصدرت تونس الدول العربية في النسخة الرابعة عشرة من دورة الألعاب شبه الأولمبية، بعد أن احتلت المركز 14 في الترتيب العام، محققة 18 ميدالية، تسع ذهبيات وخمس فضيات وأربع برونزيات، فيما جاءت الجزائر في المركز الثاني عربيا و26 عالمياً، محققة 19 ميدالية، أربع ذهبيات وست فضيات وتسع برونزيات، ومصر في المركز الثالث عربياً و28 عالمياً بـ15 ميدالية، أربع ذهبيات وأربع فضيات وسبع برونزيات، والمغرب الرابع عربيا و37 عالميا بست ميداليات، ثلاث ذهبيات وثلاث برونزيات، والإمارات الخامس عربيا و46 عالميا بذهبية وفضية وبرونزية، والعراق السادس عربيا و59 عالميا بثلاث ميداليات، فضيتين وبرونزية، والسعودية السابع عربيا و66 عالميا برصيد ميدالية فضية.

الصين تحتفظ باللقب

احتفظت الصين بلقب دورة الألعاب شبه الأولمبية لندن 2012 بعد أن تصدرت البطولة بجدارة واستحقاق منذ بدايتها وحتى نهايتها، محققة 231 ميدالية ملونة، بواقع 95 ذهبية و71 فضية و65 برونزية، فيما حسمت روسيا صراع الوصافة مع بريطانيا، بعد أن حصلت على 101 ميدالية، 35 ذهبية و38 فضية و28 برونزية، بينما احتل أصحاب الأرض المركز الثالث بعد الحصول على 118 ميدالية، 33 ذهبية و42 فضية و43 برونزية.