أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس بدء «العد التنازلي» لإطلاق «المرحلة الأخيرة» من العملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من تنظيم «داعش»، في وقت نفذت الطائرات الأميركية مجموعة جديدة من الغارات.
وقالت القوات الحكومية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه «انطلاق العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول «داعش»، واجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادا للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث عصابة «داعش» من مدينة سرت».
ونشر المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» على صفحته على موقع فيسبوك صورة تظهر مجموعة من الجنود حول خريطة للمدينة.
وتحاول القوات الحكومية منذ الخميس الوصول إلى مجمع قاعات واغادوغو، المقر الرئيسي للتنظيم الإرهابي في سرت، في إطار عمليتها العسكرية الهادفة إلى استعادة المدينة من التنظيم المتطرف الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.
وتحظى القوات الحكومية بمساندة القوات الأميركية التي بدأت الاثنين شن غارات مستهدفة مواقع التنظيم في المدينة بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي.
وأعلنت القوات الحكومية أن الطائرات الأميركية شنت امس الأول ست غارات أسفرت عن «تدمير موقع» لتنظيم «داعش» وقتل قناصة من عناصره وتدمير آلية مسلحة.
ونشرت القوات الليبية صورا تظهر جانبا من الدوريات العسكرية لعملية البنيان المرصوص التي تقوم بتأمين الوديان والمناطق الصحراوية جنوب مدينة سرت.
ومنذ انطلاقها في 12 مايو، قتل في عملية «البنيان المرصوص» اكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب اكثر من 1800 بجروح.
في هذه الأثناء، سيطرت قوات مجلس شورى مجاهدي درنة على موقع عسكري لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، جنوب غرب المدينة الواقعة في شمال شرق ليبيا إثر هجوم مباغت.
يأتي ذلك بينما يواصل حفتر حربه في شرق ليبيا، بهدف التخلص من مجلس شورى ثوار بنغازي ومجاهدي درنة، مع تجاهل تام للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وبنود اتفاق الصخيرات. أما في مدينة بنغازي فتتركز هجمات قوات حفتر منذ أكثر من ثلاثة أشهر على المحور الغربي للمدينة. وتقول مصادر مجلس شورى ثوار بنغازي إن هذه الهجمات أسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة من المرافق الأساسية في المدينة.
ويؤكد مراقبون أن استمرار حفتر في حرب لا هوادة فيها على شرق ليبيا يسهم بشكل كبير في خرق الاتفاق السياسي بين أطراف الأزمة الليبية، بل قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق برمته.
ويُعزى عدم صدور موقف واضح من أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق كما يبدو تجاه تصرفات حفتر إلى انقسام بين أعضائه، حيث نددوا على سبيل المثال بالموقف الفرنسي الداعم عسكريا لقواته، لكنهم لم يشيروا بوضوح إلى الرجل شخصياً، رغم أنه سمح بقدوم قوات فرنسية إلى شرق ليبيا. ومع اشتداد العنف في بنغازي ودرنة، ثمة مبادرات أممية وإقليمية للتقريب بين الفرقاء الليبيين، كان آخرها سلسلة اجتماعات بين أطراف ليبية في القاهرة، على رأسها عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي المنعقد في طبرق، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج.
من جانبه، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السرّاج، إن ليبيا تعوّل في القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، ودحره بدرجة أولى على قواتها التي استطاعت في وقت قياسي تحقيق انتصارات كبيرة ونجحت في الضغط على التنظيم في مساحة صغيرة داخل أماكن استراتيجية محددة في مدينة سرت.
وأضاف السرّاج أن هدف حكومة الوفاق من هذه الحرب هو القضاء على هذا التنظيم الإرهابي الوافد إلى ليبيا من الخارج واجتثاثه، داعيًا إلى ضرورة عدم ترك ليبيا تواجه هذا العدو بمفردها.
وتابع، العمليات الأميركية لن تتجاوز سرت وضواحيها وستتم في إطار زمني محدد، مضيفا أنها جاءت بناءً على طلب من غرفة العمليات الخاصة بالجبهة بضرورة توجيه ضربات جوية دقيقة قادرة على إصابة التحصينات التي يختبئ فيها عناصر التنظيم الإرهابي بهدف تقليل الأضرار وتجنب وقوع أعداد أخرى من الضحايا في صفوف القوات.
إلى ذلك، أكدت صحف مصرية وليبية اختطاف 23 مصرياً في ليبيا فجر أمس على يد مسلحين في البريقة.
وكان موقع «أخبار ليبيا» أكد أن العمال المصريين كانوا قادمين من «مسلاته» على متن 3 حافلات صغيرة، وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة بواسطة الخاطفين المسلحين.
المصدر: الإتحاد