كاتبة إماراتية
سألتني كاتبة بريطانية عن سر حب شعبنا لدولة الإمارات وقيادته، فلقد لفت انتباهها علاقة المواطنين والمقيمين بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتعجبت كيف لا يتهاون الشعب للحظة في أداء الواجب مهما كلفهم الأمر، فهم يبذلون الغالي والنفيس لتبقى الإمارات واحة مجد وعنواناً للتقدم والازدهار.
فقلت لها القيادة الرشيدة، حفظها الله، لا تملك عصا سحرية لتأسر قلوب شعبها وتحدد مصيرهم ولكن الله حبانا بقيادة توارثت حب الخير، وغرست ذلك في نفوس أفراد شعبها، ونحن نحمد الله أن منَّ علينا بهذه النعمة التي تكفينا من السعادة والاعتزاز ليتم توارثها عبر الأجيال القادمة، وهذا الحب لم ينشأ من فراغ.
فعندما ينشأ الطفل على سيل من كلمات الشكر والثناء للقيادة والدولة وتلتقطها مسامعه بشكل مستمر ستنمو مشاعره على ذلك، وعندما تتردد مفردات الاعتزاز بحاضر الدولة وماضيها من قبل كبار الأسرة سيزداد تمسكه بعادات وتقاليد هذا الوطن.
فغرس الهوية الوطنية في الأطفال يبدأ أولاً من الأسرة، فهي اللبنة الأولى في تأصيل الهوية والحس الوطني، وبعدها يأتي دور المؤسسات التعليمية في بناء وترسيخ ما بدأته الأسرة. فالمدرسة لها دور كبير في تنمية حب وولاء الوطن في نفوس الطلاب الذي يبدأ في اليوم الدراسي الأول حين تحضهم على الوقوف أمام علم دولة الإمارات لترديد السلام الوطني.
وتحرص المدارس على تغذية المناهج بالأساسيات التي تنمي روح الوطنية والولاء في الطلاب من خلال تسليط الضوء على المناهج التاريخية لدولة الإمارات، كونها ثقافة تحمل الكثير من المعاني والحكم. إذاً هي فطرة ورعاية فكلما نشأ الأطفال على مفردات حب الوطن وأناشيد تتغنى بالولاء والاعتزاز بحب هذه الأرض ومشاركات مجتمعية تترجم هذا الحب، كان الوفاء لأرض الوطن وترابه وساماً تفتخر به الصدور.
«إن الوطن هو الروح والفخار والحياة، وإنه لا حياة بدون وطن، وحب الوطن من الإيمان والأسلاف والأجداد حافظوا على وطننا رغم الظروف الصعبة والحياة القاسية التي مرت عليهم، وعلى أبناء هذا الوطن أن يتفانوا في الحفاظ عليه خاصة بعد أن من الله علينا بالنعمة» – الشيخ زايد.
غرس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، ما زال يثمر وسيظل يثمر، بفضل النهج الذي يسير عليه الوالد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات. فالوطن اليوم يجني ثمرة زرعه، والدولة ستظل دائماً بحاجة لجهود أبنائها في مسيرتها الكبرى نحو الغد الأفضل، وذلك بعد أن حققت إنجازات عظيمة على طريق التطور والتقدم التي أصبحت محط أنظار الجميع من شتى بقاع الأرض.
أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، عن سعادته بحصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشر ثقة الشعب بالحكومة، قائلاً «بيتنا متوحد وقلوبنا متحدة ورؤيتنا واحدة»، فالمواطنون والمقيمون على أرض هذا الوطن يثقون بكل حب بالحكومة الرشيدة، فالقيادة والشعب قلب واحد.
المصدر: البيان