هل أسهمت شبكات التواصل الاجتماعي في إثراء الساحة بنصوص أدبية جديدة لجيل جديد من الكتَّاب الشباب في العالم العربي، نصوص فيها فكر وفلسفة وحكمة؟ ما ألاحظه مؤخراً أن قنوات مثل: المدونات، وتويتر، والفيسبوك حفّزت أقلاماً شابة على الكتابة الإبداعية، وجعلت من بعضهم “نجوماً” لجيلهم في الكتابة الجديدة.
منظومة الإعلام الجديد أتاحت لشباب المنطقة منابر جديدة للكتابة من دون رقيب أو “حارس بوابة” يقرر ما يجوز للنشر وما لا يجوز! مرحلة الرقيب ستندثر إلى الأبد قريباً. ثقافة النشر ـ بكل أشكالها ـ
التقليدية تعيش اليوم مرحلتها الأخيرة. نحن اليوم في “سوق مفتوحة” للأفكار والحوارات والجدالات والكتابة.
وهكذا يمكن أن يلفت انتباهك نص فيه إبداع وعمق وحكمة لكاتب ربما لم تقرأ اسمه من قبل.
وقد تفاجأ بأن هذا النص أصبح متداولاً عبر شبكات التواصل أكثر من نصوص كثيرة لــ”أساتذة” المرحلة التقليدية.
هل كتبت “أساتذة”؟، في عصر الكتابة الجديد تنتفي فكرة “الأستاذية”. لست بحاجة لمَنْ يجيز ما تكتب أو يفتح لك أبواب النشر.
أنت وما تكتبه. وجمهورك اليوم لم يعد بحاجة لوسيط بينك وبينه. ولم يعد بحاجة لمَنْ يعطي النص الجديد “صك الإجازة”، فيدخل كاتب جنة الإبداع ويخرج آخر إلى “نار” الإهمال والصعلكة من أجل إثبات المقدرة الإبداعية.
في جولتي اليومية في شبكات التواصل الاجتماعي، أتجول في حدائق مزهرة بكل ألوان الربيع الكتابي: نصوص خلّاقة لجيل جديد من الكتَّاب نشأ وترعرع في مناخ مختلف للكتابة التي لا تخضع لقوانين “اللعبة القديمة” تلك التي تسيدها مقص الرقيب بكل أشكاله وألوانه.
إنه يعبر عن أفكاره وأحلامه وإحباطاته بلغته هو، وبتلقائيته الجميلة. يغريك بالقراءة. ويمنحك خيارات مبهرة. أما الزبد فيذهب جفاءً!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٨) صفحة (١٧) بتاريخ (١١-٠١-٢٠١٢)