أوضحت الكاتبة السعودية في صحيفة «الحياة» الزميلة بدرية البشر، في تعليق على قرار إلغاء منعها من دخول الكويت قبل أيام، أن المسألة «فسرت نفسها بنفسها، واتضح تطابق القراءات السابقة التي حاولت أن تقرأ قرار منع دخولي للكويت والذي وصفته بأنه قرار ساذج وغير منطقي». وقالت: «فعلى الرغم أن هذا القرار كان كفيلاً بإشعال حملة سوء الظنون ضدي، وحرض الانتهازيين الذين يتحاملون على طرحي وإضفاء قصص خيالية وتفسيرات تناسب محدودية فهمهم، خاصة تهم التكفير والإلحاد المعروفة والتي تشوه سمعه كل كاتب وتقطع الخط بينه وبين مجتمعه وقرائه».
ولفتت في تصريح إلى «الحياة» إلى أن سرعة التراجع عن قرار منعها دخول الكويت، ورفع الحظر، «يبين لنا أنه لا يوجد أي قصة غامضة وراءه، ولا سبب يمنع دخول مواطنة خليجية لا تشتغل سوى بالكتابة، القرار عمل به وعلمت به يوم ٣٠ نوفمبر يوم دخلت الكويت لتوقيع كتابي «تزوج سعودية»، وأبطل يوم ١١ أي أقل من أسبوعين، وأنا أُأكد لو أن وزير الداخلية كان موجوداً في الكويت وقت وصولي المطار لرفع في ساعتها، لكن الزملاء الكويتيين الذين أجروا بعض الاتصالات بالداخلية لرفع الحظر لم يستطيعوا الوصول إليه نتيجة لوجوده في لندن.
يقول المثل إننا يجب أن ننظر للجانب المليء من الكأس وفي قرار مثل هذا منعني من دخول الكويت، ومن توقيع كتابي في معرض الكتاب إلا أنه أشعل بخور احتفاء ومودة توزعت لي بين الكويتيين وفي الأوساط المثقفة والسياسية ما كنت لأعرفهم وأعرف حجم محبتهم ومتابعتهم لي لولا هذه الحادثة، ويقول المثل لدينا «الله لا يبين غلاك»، لأننا عادة لا نظهر هذه المحبة إلا وقت الشدائد والضيق.
وقالت البشر: «لقد تشرفت بأن كنت ضيفة في أخبار صحفية ومقالات تدافع عني من زملاء وزميلات في الكويت وفي السعودية، وقد دافعوا عني بنبل وقوة وشراسة بل وصرت عنواناً لافتتاحية جريدة الجريدة التي اعتذرت لي عن هذا القرار، فهل يريد الإنسان الكاتب فوزاً بمحبة أكثر ممّا حظيت به. زيادة عليها لقد حرض هذا القرار بعض الناس أن يذهبوا للتعرف على ما كتبت وقد أثار فضولهم هذا القرار وعجبهم، وقد كسبت كثيراً منهم أيضاً لأنهم عادوا لي بكلمات الإطراء والدعم، واستغل البعض من زملاء وزميلات وقراء وقارئات هذه المناسبة ليقولوا لي رأياً طيباً احتفظوا به لأنفسهم لكن هذه الحادثة جعلت لزاماً عليهم أن يعلنوه من باب الدعم، فجاءتني رسائل من عمداء جامعة وكتب لي أحد القساوسة من لبنان، أناس لم أكن أتوقع أنهم يقرأون لي أو يتابعون ما أكتب، وزاد الطلب على كتبي في معرض الكتاب ونفدت كتبي في يوم القرار، وعرفني الناشرين الذين سمعوا اسمي يتردد عليهم بسؤال «عندك كتب لبدرية البشر؟» أنا شخصياً لو فتشت عمن يقوم بدعاية لي مثل هذه الدعاية لما وجدت، لكن سؤالي الذي دائماً ما أطرحه على الذين يخففون عني بأن ما يحدث لنا هو دعاية جيده بالقول «ألا توجد طريقة أفضل من هذه الدعايات لترويج الثقافة والمثقفين فقد شبعنا منعا وحظراً؟».
المصدر: صحيفة الحياة