كاتب سعودي
بالتأكيد، الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية، فهي إن وجهت ضربة عسكرية لسوريا، فإنها ستفعل ذلك دفاعا عن مصالحها أولا، ثم ترسيخا لسطوتها على العالم بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل الذي ترى في استخدامه من قبل أي دولة في العالم أمرا يهدد السلم العالمي، بالنسبة للإنسان لم يعد مهما التأكد من موقف النظام السوري.. المهم هو أن يتأكد من صحة موقفه كإنسان يهمه أن تبقى للإنسانية حدودها الدنيا في هذا العالم العربي المتوحش!.
***
إذا لم يتخذ الإنسان موقفا صريحا ضد استخدام أسلحة الدمار الشامل، فهذه الأسلحة غير التقليدية تهلك الأبرياء قبل الخصوم، ويدفع ثمنها عدد مرعب من المدنيين الذين لا شأن لهم بأطراف الصراع، فهو بالضرورة إنسان (كيماوي) وقلبه معبأ بغاز السارين.
***
لا يوجد دواء للإنسان (الكيماوي).. يوجد مسكن سخيف لوخزات ما تبقى من ضميره، وهو أن يدعي بأن المعارضة السورية المسلحة هي التي استخدمت الأسلحة الكيميائية وليس بشار!.. هذه كذبة لطيفة يمكن أن يرد بها على الخصوم، ولكنه حين يخلو مع نفسه يدرك أن مثل هذه الأسلحة لا توجد إلا لدى جيوش محدودة في العالم، وأنه لا أحد في سوريا يمكن أن يفعل ذلك سوى بشار، ولا بد من معاقبته على هذا الفعل الشنيع، ولكنه يكابر حتى يمتلئ قلبه بالغازات السامة وتتبخر إنسانيته دون أن يشعر!
***
من مصلحتنا الإنسانية قبل مصالح الأمريكان أن يكون استخدام مثل هذه الأسلحة أمرا محظورا تماما في هذه المنطقة، أسلحة الدمار الشامل ليست خطا أحمر فقط، بل شديد الاحمرار، هذا مهم لأمننا و مهم لإنسانيتنا ولحياتنا، وإلا تحولت هذه المنطقة إلى مقبرة يمر بها العابرون وهم يرتدون الأقنعة الواقية من الغازات السامة.
المصدر: عكاظ